أنشأت عصبة الأمم ، المعروفة باسم سلف الأمم المتحدة، أمانتها العامة في البداية في مبنى الفندق الوطني، المعروف اليوم باسم قصر ويلسون، على طول شواطئ بحيرة جنيف. خلال الجلسة الاستثنائية التي عقدت عام 1926 لمناقشة انضمام ألمانيا إلى العصبة، وافقت الجمعية على مسابقة معمارية دولية لبناء قصر الأمم، المقر المستقبلي لعصبة الأمم.

وفي عام 1927، تم تقديم 377 مشروعًا معماريًا إلى عصبة الأمم. نظرًا لأنه كان من المستحيل التوصل إلى اتفاق بالإجماع على تقديم واحد، تم تعيين خمسة مهندسين معماريين للعمل في مشروع مشترك: جوليان فليجنهايمر من سويسرا، وكاميل لوفيفر وهنري بول نينوت من فرنسا، وكارلو بروجي من إيطاليا، وجوزيف فاجو من المجر. على الرغم من عدم تضمينها في التصميم الأصلي، تم دمج مكتبة في المشروع المعماري، وذلك بفضل تبرع بقيمة 2 مليون دولار أمريكي من جون دي روكفلر جونيور.

ومع إدراج مكتبة، احتاجت عصبة الأمم إلى العثور على قطعة أرض أكبر مما كان مخططًا له في الأصل على طول شواطئ بحيرة جنيف. وفي نهاية المطاف، ومن خلال التبادل مع مدينة جنيف، وجد القصر موطنه في حديقة أريانا التي تبلغ مساحتها 46 هكتارًا. تم توريث الحديقة إلى مدينة جنيف من قبل غوستاف ريفيليود عند وفاته في عام 1890، باعتباره آخر سليل لعائلة ريفيليود دي لا ريف.

تم بناء القصر على طراز فن الآرت ديكو في ذلك الوقت، وقد تم وضع حجر الأساس للقصر بشكل احتفالي في حديقة أريانا في 7 سبتمبر 1929. ويوجد أسفل الحجر تابوت يحتوي على قائمة الدول الأعضاء في عصبة الأمم، ونسخة من ميثاق الأمم المتحدة. العصبة والعملات المعدنية لجميع البلدان الممثلة في جمعيتها العاشرة. نقلت عصبة الأمم مقرها الرئيسي إلى قصر الأمم في عام 1936.

على الرغم من حلها في الجمعية العمومية النهائية التي عقدت في جنيف في أبريل 1946، سلمت عصبة الأمم ممتلكاتها وأصولها إلى منظمة الأمم المتحدة، وكان قصر الأمم هو جوهرة تاجها. وبينما تم إنشاء المقر الرئيسي للمنظمة الجديدة في نيويورك، تم إنشاء المكتب الأوروبي للأمم المتحدة في قصر الأمم.