Breadcrumb

هايتي على شفا الفوضى العارمة: الأمم المتحدة تحذر من "نقطة اللاعودة" وسط تصاعد عنف العصابات

وفي إحاطتها لمجلس الأمن يوم الاثنين، قالت ماريا إيزابيل سلفادور، إن الجماعات الإجرامية المنظمة شنت هجمات منسقة - لتوسيع سيطرتها وتقويض سلطة الدولة في العاصمة بورت أو برنس وفي مناطق أخرى من البلاد - حرر فيها أكثر من 500 سجين في خامس عملية هروب من السجن في أقل من عام. ووصفت ذلك بأنه جزء من "جهد متعمد لترسيخ الهيمنة، وتفكيك المؤسسات، وبث الرعب".
بعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات
وأشارت إلى أن أكثر من ألف شخص قُتلوا في شهري شباط/فبراير وآذار/مارس وحدهما، وأن أكثر من 60 ألف شخص نزحوا قسرا خلال الشهرين الماضيين، ليُضافوا إلى النازحين الذين بلغ عددهم مليون شخص بحلول كانون الأول/ديسمبر 2024.
وقالت: "لقد أثار حجم العنف، الذعر بين الهايتيين، الذين يخشون الانهيار التام للدولة تحت ضغط الجماعات الإجرامية. وقد نظّم الكثيرون أنفسهم لحماية أحيائهم وعائلاتهم ومجتمعاتهم".
وشددت السيدة سلفادور على أن تكثيف الدعم الدولي لهايتي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، لا سيما من خلال زيادة التمويل والقدرة التشغيلية لبعثة الدعم الأمني متعددة الجنسيات. وقالت إنه في هذه المرحلة الحرجة، يجب على جميع الدول الأعضاء زيادة دعمها لقوات الأمن في هايتي - وخاصةً بعثة الدعم الأمني بقيادة كينيا - "ليس كخيار، بل كضرورة نظرا لعدم وجود بديل قابل للتطبيق".
وأضافت أن الكوليرا والعنف القائم على النوع الاجتماعي منتشران على نطاق واسع، لا سيما في مواقع النزوح. وأضافت أن انعدام الأمن أدى إلى إغلاق 39 مرفقا صحيا وأكثر من 900 مدرسة في بورت أو برنس.
تمويل الإغاثة المنقذة للحياة
وفي هذا السياق، حثت الدول الأعضاء على دعم خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025. وقالت إن الأمم المتحدة لا تزال ملتزمة بالمساعدة في تقديم الإغاثة المنقذة للحياة - وخاصة للنساء والفتيات والأطفال - وتعزيز السلام الاجتماعي من خلال الجهود التي تقودها الحكومة.
إلا أنها أكدت أنه بدون تمويل كافٍ ويمكن التنبؤ به، "قد يصبح حتى الوجود الضئيل للأمم المتحدة غير مستدام"، وحثت على استمرار وتوسيع نطاق الدعم لعمليات برنامج الأغذية العالمي في البلاد التي توفر شريان حياة بالغ الأهمية في ظل عزلة العاصمة.
وأشارت الممثلة الخاصة إلى أن الهايتيين "يشهدون مستويات متزايدة من الضعف وشكوكا متزايدة حول قدرة الدولة على تلبية احتياجاتهم".
وقالت إنه رغم بذل قوات الأمن الوطنية قصارى جهدها، إلا أنها لا تستطيع النجاح دون هيكل قيادة استراتيجي موحد - خالٍ من التدخل السياسي ويعمل تحت سلطة مدنية.
كما أكدت أنه بدون مساعدة دولية حاسمة وملموسة وفي الوقت المناسب، "قد لا يتغير الوضع الأمني في هايتي".
وقالت في كلمتها لأعضاء مجلس الأمن: "قد تواجه هايتي فوضى عارمة، وسيساهم ردكم في حل هذا التدهور الحاد. أحثكم على مواصلة جهودكم وتلبية الاحتياجات العاجلة للبلاد وشعبها".