Breadcrumb

الأمم المتحدة تنعى البابا فرنسيس: كان رسولا للأمل والإنسانية

وفي بيان صحفي أشار الأمين العام إلى إرث البابا فرنسيس المتمثل في "الإيمان والخدمة والتعاطف مع الجميع، وخاصة أولئك الذين تُركوا على هامش الحياة أو حوصروا برعب الصراع".
وشدد الأمين العام على أن البابا فرنسيس كان "رجل إيمان لجميع الأديان"، وأنه عمل مع أناس من جميع المعتقدات والخلفيات لإضاءة الطريق إلى الأمام.
وأشار إلى أن الأمم المتحدة "استلهمت بشكل كبير من التزامه بأهداف ومُثل منظمتنا"، وأنه نقل هذه الرسالة في اجتماعاته مع البابا فرنسيس.
كما ذكر زيارة البابا التاريخية لمقر الأمم المتحدة عام 2015، حيث تحدث عن "أسرة بشرية موحدة"، وأشاد بإدراكه بأن "حماية بيتنا المشترك هي، في جوهرها، مهمة ومسؤولية أخلاقية عميقة تقع على عاتق كل شخص".
وأشار إلى أن رسالته البابوية "لاوداتو سي" كانت مساهمة كبيرة في التعبئة العالمية التي أدت إلى اتـفاق باريس التاريخي بشأن تغير المناخ.
واقتبس الأمين العام كلمات البابا فرنسيس: "إن مستقبل البشرية ليس حصريا في أيدي السياسيين والقادة العظماء والشركات الكبرى... [بل] هو، قبل كل شيء، في أيدي أولئك الأشخاص الذين يتعرفون على الآخر باعتباره 'أنت' وأنفسهم كجزء من 'نحن'".
واختتم بيانه بالتعبير عن أمله في أن "يتبع عالمنا المنقسم والمتنافر مثاله في الوحدة والتفاهم المتبادل"، وقدم خالص التعازي للكاثوليك وجميع أولئك في جميع أنحاء العالم الذين استلهموا من الحياة الاستثنائية ومثال البابا فرنسيس.
ولد البابا – واسمه خورخي ماريو بيرغوليو – في بوينس أيرس، الأرجنتين، وانتخب في آذار/مارس 2013 ليكون أول كاهن من منطقة الأمريكتين يقود الكنيسة الكاثوليكية في جميع أنحاء العالم وصوتا قويا من أجل العدالة الاجتماعية على الصعيد العالمي.
صوت من أجل التغيير
خلال زيارته للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2015، ألقى البابا فرنسيس خطابا واسع النطاق أمام القادة المجتمعين في قاعة الجمعية العامة لاعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
وحث على اتخاذ إجراءات عالمية لحماية البيئة وإنهاء معاناة "صفوف واسعة من المستبعدين". واقترح أيضا أنه يمكن تحسين الأمم المتحدة وأن "تكون ضمانة لمستقبل آمن وسعيد للأجيال القادمة".
وقال: "إن الإطار القانوني الدولي للأمم المتحدة وجميع أنشطتها، مثل أي مسعى بشري آخر، يمكن تحسينه، ولكنه يظل ضروريا".
بعد خمس سنوات، خلال الاجتماع الافتراضي للجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب جائحة كـوفيد-19، قال البابا إن الأزمة كانت أيضا فرصة لإعادة التفكير في طريقة حياتنا - والأنظمة التي توسع عدم المساواة العالمية.
الناس قبل الربح
كان البابا فرنسيس داعما قويا للأمم المتحدة، بما في ذلك عملها الإنساني. وقد تفاعل مع وكالات الأمم المتحدة الثلاث التي تتخذ من روما مقرا لها، وهي منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، وبرنامج الأغذية العالمي، والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد).
في رسالة إلى مؤتمر الفاو في حزيران/يونيو 2021، أعرب عن قلقه بشأن تزايد انعدام الأمن الغذائي وسط الجائحة ودعا إلى تطوير "اقتصاد دائري" يضمن الموارد لجميع الناس ويعزز استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وقال: "إذا أردنا التعافي من الأزمة التي تعصف بنا، ينبغي علينا تطوير اقتصاد مصمم ليلائم البشرية، وليس مدفوعا بالربح، بل مرتكزا على المنفعة العامة، وصديقا للبيئة من الناحية الأخلاقية".