Breadcrumb

"يجب أن نؤخذ على محمل الجد، وأن نتحلى بفكر مشترك"، تطلعات شباب عرب في منتدى أممي


كانت مجموعة من أولئك الشباب ينتظرون أمام باب إحدى القاعات لاطلاع أخبار الأمم المتحدة على أفكارهم وتطلعاتهم وأحلامهم التي جاءوا لمشاركتها مع الجميع في "أكبر منتدى للشباب في الأمم المتحدة من حيث عدد المشاركين والجلسات والفعاليات الجانبية" كما أبلغنا د. سامح كامل، الرئيس الدولي لمجموعة الأمم المتحدة الرئيسية للأطفال والشباب.
والمجموعة الرئيسية هي آلية معتمدة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، "وهي ذاتية التنظيم لتمكين الشباب من المشاركة بشكل هادف في عمليات محددة بالأمم المتحدة". وتقول المجموعة إنها "جسر بين الشباب ومنظومة الأمم المتحدة" لضمان حقهم في المشاركة المجدية في مختلف الأنشطة.
وأوضح كامل أن أهمية المنتدى تكمن في أن "التوصيات التي يخلص إليها يتم تقديمها إلى المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة، الذي يعد أهم تجمع عالمي لصناعة القرار فيما يخص التنمية المستدامة". وأضاف أن هذا يتم من خلال تقرير لرئيس المجلس، وآخر يحمل عنوان "أصوات الشباب".
هدف أسمى
يتضمن المنتدى جلسات حول أهداف التنمية المستدامة قيد المراجعة في المنتدى السياسي رفيع المستوى لعام 2025، بما في ذلك الصحة الجيدة والرفاه (الهدف 3)، والمساواة بين الجنسين (الهدف 5)، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد (الهدف 8)، والحياة تحت الماء (الهدف 14)، وعقد الشراكات لتحقيق الأهداف (الهدف 17).

وقال كامل إنه "يجب أن يكون للشباب دور في أي أمر يتعلق بالتنمية"، مضيفا أنه رغم أن الشباب ليسوا صناع قرار، لكنهم شركاء في تطبيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
عمل الشباب على تحقيق أهداف التنمية المستدامة أمر أكد عليه جميع الحاضرين ومنهم ياسين فطحلي الشاب التونسي الذي حضر إلى المنتدى ممثلا لمنظمة جسور الشبابية ويركز في عمله على "تمكين الشباب محليا" في مجال مواجهة القضايا التي تتعلق بالسلم والأمن والتطرف العنيف.
وقال فطحلي إن تجمعا كهذا للشباب يشكل أهمية كبيرة من أجل توحيد الجهود للعمل على تطبيق مـيثاق المستقبل وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأضاف: "الشباب لديه طاقات هائلة، ولكن يجب أن تستغل هذه الطاقات من أجل تحقيق الهدف الأسمى وهو تحقيق السلم العالمي وبناء عالم أفضل".
"التعليم السياسي"

ومن أجل توظيف طاقات الشباب وإعلاء أصواتهم، "يجب أن نؤخذ على محمل الجد" كما قالت لنا الشابة اللبنانية التي تقيم حاليا في فرنسا، تريسي سعد، مؤسسة منظمة "كومينس غيمز".
وشددت على أهمية ما وصفته بـ "التعليم السياسي" الذي يتخطى مجرد المشاركة السياسية كالتمثيل في مجالس النواب، مضيفة أنه "يجب أن تكون مشاركة الشباب ذات قيمة".
تلك المشاركة الإيجابية تبدأ من منتديات كهذه كما أوضح الرئيس الدولي لمجموعة الأمم المتحدة الرئيسية للأطفال والشباب.
وقال كامل: "صوتك مهم ويحدث فارقا. وهناك دائما مساحة للتعبير عن الرأي"، سواء على الصعيد المحلي أو الوطني أو الدولي.
فرصة للاحتكاك وتبادل الأفكار

وإيمانا بأهمية المشاركة في محفل دولي كمنتدى الشباب التابع للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، شاركت العديد من الوفود الشابة ممثلة للدول الأعضاء ومنها سلطنة عُمان، حيث وصف مهند بن راشد ممثل وفد سلطنة عمان في المنتدى إحدى الجلسات الرئيسية المعنية بالدول العربية، بأنها "كانت اجتماعا مثمرا"، وفرصة للاحتكاك بنخبة من الشباب العرب والخروج بمقترحات وأفكار جديدة.
وقال إنهم يتطلعون من خلال المشاركة في المنتدى إلى الدخول في نقاشات ومفاوضات بهدف الرجوع إلى بلدهم بأفكار إيجابية "تُكرس في جهود الشباب مستقبلا من أجل بناء أوطان ذات قيمة".
وأعطى بن راشد مثالا لأحد البرامج التي تدعم الشباب ومشاركتهم في المحافل الدولية وهو "برنامج السفراء الشباب"، الذي يشارك فيه شباب عرب، ويهدف إلى تحقيق مشاركة شبابية تخص قضايا التنمية المستدامة، وتدريب الشباب وتجهيزهم للمشاركة في المحافل والمنتديات الدولية، ومشاركة آرائهم من أجل الحفاظ ليس فقط على هذا الجيل، بل والأجيال القادمة.
فكر مشترك
التطلع إلى مستقبل أكثر استدامة للجميع، هو أمر شدد عليه الرئيس الدولي لمجموعة الأمم المتحدة الرئيسية للأطفال والشباب الذي قال إن هذا المستقبل يخص الجميع سواء هذا الجيل أو الأجيال القادمة.
أما الشابة اللبنانية، تريسي سعد فدعت جميع الشباب للعمل دون كلل على إيجاد مكان لهم دون انتظار، مضيفة "يجب أن نحصل على تلك المكانة وأن يكون لنا صوت".
ودعا الشاب التونسي ياسين فطحلي إلى "نزع كل الأشياء التي يمكن أن تعرقل التنمية. وأن نتحلى بفكر مشترك وننفتح على العالم ونقبل أنفسنا كما نحن. لا بد أن نكمل بعضنا البعض".
وشدد على ضرورة أن تكون هناك رؤية مشتركة لتحقيق التنمية لاسيما في الدول التي تعاني من الأزمات والحروب، وأن يشعر الشباب العربي في كل مكان بأنهم ممثلون.