Breadcrumb

استطلاع أممي: مليون نازح داخلي في شمال غرب سوريا يخططون للعودة إلى ديارهم خلال عام

وحتى كانون الثاني/ يناير، كان أكثر من 3.4 مليون نازح داخلي يعيشون في شمال غرب سوريا، بما في ذلك 1.95 مليون في 1500 مخيم وموقع نزوح آخر في محافظتي إدلب وحلب، وفقا للمفوضية.
وفي حديثها إلى الصحفيين في جنيف من العاصمة السورية دمشق، قالت المتحدثة باسم المفوضية سيلين شميت إن نوايا العودة "قوية بشكل خاص بين النازحين داخليا في إدلب، حيث أعربت اثنتان من كل ثلاثة أسر شملهم الاستطلاع عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم". وقالت إن مناطق الخطوط الأمامية السابقة في محافظتي إدلب وحلب هي الوجهات الأساسية المقصودة للعودة، وخاصة منطقتي معرة النعمان وجبل سمعان.
وأضافت: "إذا تمت حركات العودة هذه، فقد يرتفع عدد السكان في منطقتي معرة النعمان وكفر نبل من ثلاثة آلاف إلى 130 ألف فرد. وبشكل عام، قد تشهد 23 منطقة تضاعف عدد سكانها على الأقل، مما يضع ضغوطا إضافية على الخدمات والبنية التحتية المنهكة".
وبينما كانت الرغبة في العودة منتشرة على نطاق واسع بين الذين شملهم الاستطلاع، قال النازحون إن العقبات أمام عودتهم تشمل الافتقار إلى المساعدات الإنسانية وفرص العمل وسبل العيش والوصول إلى الخدمات الأساسية.
وقالت السيدة شميت: "خلال زيارة حديثة قمنا بها لمواقع النازحين في إدلب وحلب، سمعنا أمل وعزم النازحين السوريين على العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم، حيث يشعرون الآن بالأمان. ولكي تكون عودتهم كريمة ومستدامة، فإنهم يحتاجون إلى السكن والوظائف والمدارس والمستشفيات والكهرباء والمياه النظيفة. كما يحتاجون إلى دعم واسع النطاق لإزالة الألغام الأرضية، حيث إن مخلفات المتفجرات هي أكبر المخاوف الأمنية التي ذكروها".
وقالت المتحدثة باسم المفوضية إن سوريا تحتاج إلى دعم عاجل لإعادة البناء بعدما دمرت سنوات الصراع الاقتصاد والبنية التحتية، مما جعل 90 في المائة من السكان يعتمدون على المساعدات. وقالت: "هناك الآن أمل وفرصة تاريخية. ندعو المجتمع الدولي إلى الالتزام الراسخ بدعم السوريين من خلال دعم الجهات الفاعلة الإنسانية والاستثمار في التعافي المبكر". وقالت إنه من خلال ضخ الدعم، يمكن للمجتمع الدولي المساعدة "في إنهاء ما لا تزال أكبر أزمة نزوح في العالم".
العودة بدأت بالفعل
من جانبها، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن ما يقرب من 750 ألف نازح داخلي عادوا بالفعل إلى مواطنهم الأصلية في سوريا منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إلا أنها أشارت إلى أن حوالي سبعة ملايين ما زالوا نازحين داخل البلاد.
وفقا لتقرير صدر اليوم الجمعة، فإن حوالي 28 في المائة من العائدين إلى مواطنهم الأصلية يقيمون في مبان متضررة أو غير مكتملة.
وقالت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة إيمي بوب إن المنظمة ملتزمة بمساعدة الشعب السوري في رحلته نحو التعافي، وأكدت أن البلاد لا تزال تواجه "أزمة إنسانية كبرى، والاحتياجات هائلة".
وبينما تعيد المنظمة الدولية للهجرة تأسيس وجودها في دمشق، قالت إنها تعيد تنشيط عمليات جمع البيانات في سوريا حتى تتمكن من معالجة فجوات المعلومات الحرجة حول الاحتياجات الإنسانية والتنقل وتعزيز التنسيق مع شركاء الأمم المتحدة والمجتمعات المحلية.
وأبرز التقرير انخفاضا ملحوظا في النزوح منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر 2024، مع تكثيف حركات العودة في كانون الثاني/يناير من هذا العام، بعد الإطاحة بحكومة الرئيس بشار الأسد.
ومنذ كانون الثاني/يناير 2024، عاد 571,388 شخصا إلى سوريا من الخارج، بمن فيهم 259,745 سوريا بعد تشرين الثاني/نوفمبر 2024. وقد أتى 50 في المائة من السوريين العائدين من لبنان، و22 في المائة من تركيا، و13 في المائة من العراق.
منذ كانون الأول/ديسمبر 2024، قدمت المنظمة الدولية للهجرة المساعدة إلى أكثر من 315 ألف شخص في سوريا، بما في ذلك المأوى والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة الأخرى والحماية.
ومع توسع عملياتها في البلاد، قالت المنظمة إنها تتطلع إلى مساعدة أكثر من 1.1 مليون شخص في النصف الأول من عام 2025. ويذكر أن المنظمة الدولية للهجرة أصدرت في كانون الثاني/يناير نداء للحصول على 73.2 مليون دولار أمريكي لتلبية الاحتياجات.
بالإضافة إلى ذلك، قالت المنظمة إنها تعمل على توسيع قاعدة بيانات سجلات الملكية الخاصة بها لمساعدة النازحين السوريين على إثبات ملكيتهم لمنازلهم وأراضيهم. وحتى الآن، تم رقمنة 149 ألف سجل مع 155 ألف سجل آخر قيد التنفيذ.