تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Help improve our website by taking this short survey

العنف الجنسي ضد الأطفال في هايتي ارتفع بنسبة 1000% وحول "أجسادهم إلى ساحات معارك"

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) إن الارتفاع المذهل "بنسبة ألف بالمائة في العنف الجنسي ضد الأطفال في هايتي حول أجسادهم إلى ساحات معارك"، حيث يستمر المسلحون في إلحاق "أهوال لا يمكن تصورها بالأطفال" فيما يستمر العالم بتجاهل قضيتهم.

بعد زيارته للبلاد، استعرض المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إلدر الوضع في هايتي أمام الصحفيين في جنيف اليوم الجمعة، وأكد أنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي للأطفال الذين يعانون من هذا العنف أسوأ بكثير، حيث إن هذه "الإحصائية المروعة" هي لحوادث تم الإبلاغ عنها والتحقق منها، إلا أنها لا تحظى بتغطية إعلامية كبيرة.

وروى قصة فتاة في هايتي تبلغ من العمر ستة عشر عاما التقى بها وأطلق عليها اسم روزلين لحماية هويتها الحقيقية. كانت قد غادرت منزل صديقتها للذهاب إلى المتجر واختطفها مسلحون أواخر العام الماضي. 

تم نقلها إلى مستودع حيث تعرضت هي وفتيات أخريات للضرب المبرح، وتم تخديرها "وعلى مدار ما تعتقد أنه شهر، تعرضت للاغتصاب بلا هوادة". قال السيد إلدر: "عندما أدركت الجماعة المسلحة أن روزلين ليس لديها من يدفع فدية اختطافها، أطلقوا سراحها. إنها تعيش حاليا في منزل آمن تدعمه اليونيسف مع أكثر من اثنتي عشرة فتاة أخرى، وجميعهن يتلقين الرعاية".

تغذية المعاناة

وقال إلدر إن الجماعات المسلحة تسيطر حاليا على 85 في المائة من العاصمة الهايتية بورت أو برنس، وقد زادت عمليات تجنيد الأطفال من قبل هذه الجماعات بنسبة 70 في المائة خلال العام الماضي وحده.

وقال: "في الوقت الحالي، ما يصل إلى نصف جميع أعضاء الجماعات المسلحة هم من الأطفال - بعضهم في سن الثامنة. يتم أخذ العديد منهم بالقوة. ويتم التلاعب بالآخرين أو دفعهم إلى الانضمام للجماعات بسبب الفقر المدقع. إنها حلقة مميتة: يتم تجنيد الأطفال في الجماعات التي تغذي معاناتهم".

وقال المتحدث باسم اليونيسف إن 1.2 مليون طفل في هايتي يعيشون تحت التهديد المستمر للعنف المسلح، في حين انهارت الخدمات الأساسية في البلاد تماما.

وأضاف: "لقد تحولت الملاعب والمدارس والمنازل إلى ساحات معارك، مما أجبر العديد من العائلات على الفرار. وقد نزح أكثر من نصف مليون طفل، ويقدر أن 3 ملايين طفل سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة هذا العام".

وقال إلدر إن "الاشمئزاز" الذي يسببه الاعتداء الجنسي على طفل واضح، ولكن زيادة هذا النوع من العنف عشرة أضعاف "مدمرة"، مضيفا أن آلام الجريمة لا تتوقف عند الناجي - "بل إنها تنتشر عبر الأسر، وتحطم المجتمعات، وتترك ندوبا على المجتمع ككل".

مشارك في منصة اليونيسف U-Report يقدم عرضا حول ممارسات النظافة السليمة والوقاية من الكوليرا.
© UNICEF/Rachel Opota

شعب يرفض الاستسلام

وعلى الرغم من هذه الصورة السوداوية، أكد المتحدث باسم اليونيسف أن شعب هايتي "يرفض الاستسلام في وجه الأزمة". وأشار إلى أن 135 ألف شاب شاركوا في منصة اليونيسف الرقمية التي تسمح لهم بالإبلاغ عن القضايا الاجتماعية (U-Report). 

وقد أدت جهودهم في شهر واحد فقط في العام الماضي إلى "تحديد وإحالة حالات سوء التغذية، ونقص التطعيم، والدعم الأساسي للنساء الحوامل في مواقع النازحين والمجتمعات المضيفة".

وأشار السيد إلدر إلى أن المنظمة أنشأت 32 مساحة آمنة متنقلة من أجل منع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، ونشرت أكثر من 380 متخصصا صحيا عبر 105 مؤسسة، ووزعت النقود على 30 ألف أسرة، وعالجت أكثر من 80 ألف طفل من الهزال المتوسط ​​والشديد.

إلا أنه أشار إلى أن نداء التمويل الطارئ لليونيسف لهايتي في عام 2024 واجه نقص تمويل بنسبة 72 في المائة. وقال: "هذا يتناقض بشكل صارخ مع الحاجة الملحة إلى التعليم والحماية وفرص التنمية لمنع الأطفال من الانجراف إلى العنف. بدون هذه الجهود، سيستمر العنف في استهلاك هذا الجيل والأجيال القادمة".