Breadcrumb

من الميدان: تجارب ناجحة على الخطوط الأمامية لمكافحة التصحر

في مختلف أنحاء العالم، يستجيب الشباب والكبار لهذا التهديد من خلال تبني أساليب جديدة للعمل بالأراضي، والتي قد لا تمنع المزيد من التدهور فحسب، بل قد توفر أيضا فرصا جديدة لكسب العيش.
وتجري مناقشة قضية التصحر والجفاف واستعادة الأراضي في المؤتمر السادس عشر لأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب-16)، والذي يستمر في العاصمة السعودية الرياض حتى 13 كانون الأول/ ديسمبر.
إعادة تشجير الصحراء في المملكة العربية السعودية
في المملكة العربية السعودية، يصف عبد الله إبراهيم العيسى كيف تدهورت الأرض القاحلة التي نشأ عليها شمال الرياض وعانت من آثار التصحر.
تقع هذه الأرض داخل منتزه ثادق الوطني الصخري المعروف بوديانه الواسعة، وقد تولى عبد الله إبراهيم العيسى بصفته مدير المنتزه الحالي مشروع إعادة تأهيل المنتزه الذي تبلغ مساحته 660 كيلومترا مربعا. وقد تضمن ذلك زراعة 250 ألف شجرة ومليون شجيرة بالإضافة إلى بناء سدود متدرجة لالتقاط مياه الأمطار الشحيحة في المنطقة.

وقال السيد العيسى: "من خلال مشاريع التشجير والحماية والرعاية، تغيرت المنطقة تماما".
ويعد إعادة تأهيل منتزه ثادق الوطني جزءا من خطة أوسع نطاقا للمملكة العربية السعودية لإعادة تشجير مساحات شاسعة من الصحراء في الداخل والخارج. تم تصميم هذه الجهود لمعالجة الجفاف والتصحر وتدهور الأراضي، والتي تهدد البلدان في جميع أنحاء غرب آسيا وشمال أفريقيا.
ثلاثة أرباع الأراضي الصالحة للزراعة في المنطقة متدهورة بالفعل، ويعاني 60 في المائة من السكان من ندرة المياه، فيما من المتوقع أن يزداد هذا العدد بحلول عام 2050.
أقامت المملكة العربية السعودية شراكة مع الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر لإطلاق مبادرة مجموعة العشرين العالمية للأراضي، والتي تهدف إلى خفض تدهور الأراضي بنسبة 50 في المائة بحلول عام 2040.
رسم خط في رمال مدغشقر
في جنوب جزيرة مدغشقر قبالة الساحل الشرقي لأفريقيا، فقدت الأراضي الإنتاجية بوتيرة مثيرة للقلق بسبب الرمال التي تدفعها الرياح الموسمية القوية إلى الداخل وعبر الأراضي الزراعية.

المجتمعات التي تعيش هنا هي من بين الأكثر ضعفا في مدغشقر ومع تدهور التربة الرملية التي يزرعونها بشكل متزايد، لم يعد بإمكانهم زراعة أراضيهم وأصبحت سبل عيشهم مهددة. ولكن الآن بدعم من الأمم المتحدة، تقوم المجتمعات بزراعة نباتات السيزال المقاومة للظروف القاسية والتي تتكيف جيدا مع بيئة أكثر جفافا.
عندما تتم زراعتها في شبكات، يمكن أن تساعد في حماية التربة السطحية ومنع المزيد من تآكل الأراضي الزراعية. وهذا يعني عددا أقل من العواصف الرملية والمزيد من الفرص لزراعة الأرض.
وقالت ليديا مونيك أنجاراسوا: "في السابق، لم يكن هناك شيء هنا على الأرض التي نقف عليها، فقط الرمال. لذلك لم نتمكن من زراعة محاصيلنا. ولكن الآن زرعنا السيزال وهو أمر جيد للقرية".
حصاد الأمل في النيجر
أدى تغير المناخ وتدهور الأراضي وارتفاع الأسعار والصراع إلى جعل حياة المزارعين الصعبة بالفعل في منطقة الساحل في أفريقيا أكثر خطورة، إلا أن المجتمعات تكاتفت بدعم من برنامج المرونة المتكامل التابع لبرنامج الأغذية العالمي لحصاد حياة أفضل.

فوريراتو سيدو، أرملة وأم تعول أربعة أطفال من منطقة تيلابيري في النيجر. سيدو هي واحدة من حوالي ثلاثة ملايين شخص في المنطقة استفادوا من المبادرة التي تعزز إعادة تأهيل الأراضي وتنويع سبل العيش ووجبات المدارس وتدخلات التغذية وتحسين الإنتاج الزراعي والوصول إلى الأسواق.
وقالت: "في هذه الحديقة، نزرع الآن ونحصد البصل والطماطم والخس وغيرها من الخضروات التي نأكلها ونبيعها في السوق المحلية. في السابق، لم يكن لدينا الكثير لنعيش من أجله. الآن لدينا الكثير، ولا نريد المغادرة".
مع تحسن وصولها إلى الأسواق، أصبحت السيدة سيدو قادرة على بيع الطعام الذي لا تستهلكه في المنزل وتوفير احتياجات أطفالها.