تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مجلس الأمن يبحث الوضع في أبيي في ظل عدم حدوث تقدم في الحوار بين السودان وجنوب السودان

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا حول تطبيق قراره رقم 2046 المتعلق بالقضايا الثنائية العالقة بين السودان وجنوب السودان والوضع في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. واستمع المجلس إلى إحاطة من الأمانة العامة للأمم المتحدة حول عمل البعثة الأممية لحفظ السلام في أبيي والتطورات الأخيرة هناك.

مارثا بوبي مساعدة الأمين العام للشؤون الأفريقية في إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، بدأت إحاطتها للمجلس بالقول إن الحرب في السودان ما زالت تخلف أثرا كبيرا على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية في السودان وجنوب السودان بما في ذلك فيما يُعرف بمنطقة "صندوق أبيي" التي تعمل فيها قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا).

أشارت بوبي إلى أن مئات آلاف الأشخاص عبروا الحدود من السودان إلى جنوب السودان فرارا من الحرب. وقالت: "مثل مواطني جنوب السودان أنفسهم، يواجه اللاجئون ظروفا صعبة بدون تمكنهم من الوصول إلى ما يكفي من الماء النظيف والغذاء والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الضرورية".

وفي صندوق أبيي، يستمر انتشار الأسلحة الخفيفة والثقيلة، كما قالت المسؤولة الأممية مشيرة إلى ما أفاد به مسؤولو جنوب السودان عن توغل مجموعة من مقاتلي قوات الدعم السريع الذين نهبوا مقاطعتين في المنطقة.

وأفادت بوبي بأن تحركات الجماعات المسلحة تفاقم الوضع الأمني الهش في جنوب السودان وأبيي وخاصة فيما يتعلق بالتوتر القائم من قبل، بين مجتمعي تويك ميارديت ودينكا نقوك عبر ولاية واراب وأبيي.

وتطرقت بوبي أيضا إلى التحديات المرتبطة بالمناخ التي خلفت تعقيدات إضافية على الوضع. وقالت إن السكان في جنوب السودان والسودان وأبيي تأثروا بشكل كبير بالأمطار الغزيرة والفيضانات خلال شهري أكتوبر وسبتمبر. وفي أبيي وحدها شُرد أكثر من 18 ألف شخص وهُدم ما يزيد عن 3000 منزل، كما دمرت الفيضانات المحاصيل والبنية التحتية وعطلت الخدمات الصحية والتعليمية بما زاد مخاطر انتشار الأمراض.

وتحدثت مارثا بوبي عن تأثر سكان ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، مثل أجزاء أخرى من السودان، بالحرب الدائرة منذ 15 نيسان/أبريل 2023 بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

وقالت بوبي إن الحرب لا زالت تعد مصدرا كبيرا لانعدام الاستقرار في منطقتي القرن الأفريقي والساحل في ظل العواقب الأمنية والإنسانية والاقتصادية الوخيمة على جيران السودان.

وذكرت أن تطبيق قـرار مجلس الأمن رقم 2046 بشكل كامل أمر مستحيل بدون حل الصراع في السودان. وقالت: "إن أثر هذه الحرب على المنطقة يتطلب استجابة منسقة من جميع أجهزة الأمم المتحدة والشركاء الدوليين المعنيين. إن مكتب المبعوث الخاص للقرن الأفريقي سيواصل دعم جهود الوساطة التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان في سعيه لتأمين وقف مبكر لإطلاق النار يكون قابلا للتحقيق ومستداما".

وأضافت أن المكتب سيواصل أيضا دعم الدور المُعزز للاستقرار لبعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان والبعثة الأممية في أبيي، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) وغيرهما من الشركاء.

وأفادت المسؤولة الأممية بعدم حدوث تقدم هذا العام على مسار الحوار بين السودان وجنوب السودان بشأن الوضع النهائي لأبيي والقضايا الحدودية. وقالت إن بعثة الأمم المتحدة (يونيسفا) ستواصل مراقبة الوضع والظروف التي قد تكون مواتية لاستئناف المحادثات.

وتواصل البعثة التركيز على دعم الاستقرار على الأرض في أبيي. وقالت المسؤولة الأممية إن تحسين العلاقات بين مجتمعي دينكا نقوك والمسيرية كسب زخما، ولم تبلغ البعثة عن أي اشتباكات في الفترة الأخيرة.

تحد آخر تحدثت عنه بوبي هو استمرار وجود أفراد أمن من جنوب السودان في جنوبي أبيي. وقالت إن هذا الانتشار ينتهك اتفاق 2011 بين السودان وجنوب  السودان حول إدارة وأمن أبيي، وأدى إلى قيود متكررة على حرية حركة اليونيسفا بما يتناقض مع الاتفاق المتعلق بوضع القوات.