تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس عمليات السلام: حفظة السلام باقون في لبنان وسلامتهم "التزام وليست خيارا"

شدد جون بيير لاكروا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام على أن الهجمات على حفظة السلام في لبنان غير مقبولة وتمثل انتهاكا للقانون الدولي، مشيرا إلى أنه ظل يذّكر الأطراف، مرارا وتكرارا، بالتزامها بحماية حفظة السلام، مؤكدا أن ضمان سلامتهم وأمنهم "ليس خيارا، بل هو التزام".

وتحدث المسؤول الأممي – في حوار مع أخبار الأمم المتحدة – عن إصابة ثمانية من جنود حفظ السلام، منذ بداية العملية البرية في لبنان، وقال "ولحسن الحظ جميعهم بخير".

وأضاف: "لكن هذا يظهر نوع المخاطر التي يتعرض لها حفظة السلام، وبالتالي، أكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى أن نكرر للأطراف أنها بحاجة إلى احترام التزاماتها الدولية بحماية سلامة وأمن جنود حفظ السلام".

حان وقت وقف إطلاق النار

وقال جون بيير لاكروا إن الوقت قد حان لوقف إطلاق النار في لبنان، مؤكدا أهمية الجهود الأممية التي تبذل في هذا الصدد. وذكر أن جنود حفظ السلام التابعين لليونيفيل باقون، في مواقعهم وهم مصممون على مواصلة القيام بما تم تكليفهم به. 

وقال إن اليونيفيل تحظى بدعم ساحق من الدول الأعضاء، ودعم كامل من البلدان المساهمة بقوات ومن بقية المجتمع الدولي، "وهذا أمر بالغ الأهمية. لقد رأينا ذلك مرارا وتكرارا".

قرار مدروس بالبقاء

من ناحية أخرى، قال لاكروا إن السلطات الإسرائيلية طلبت من قوات اليونيفيل التحرك على بعد 5 كيلومترات شمال الخط الأزرق. وقالت إسرائيل إن الغرض من ذلك هو "حماية سلامة وأمن جنود حفظ السلام".

وأضاف لاكروا: "لكننا اتخذنا قرارا مدروسا للغاية بأنه من الأهمية بمكان البقاء، أولا وقبل كل شيء لأن لدينا تفويضا وعلينا الالتزام به، ويجب أن يبقى جنود حفظ السلام. ثانيا، لأننا اعتقدنا أنه إذا تم التخلي عن تلك المواقع على طول الخط الأزرق، فمن المحتمل أن يحتلها أحد الطرفين، وهذا سيكون سيئا للغاية لأسباب عديدة، بما في ذلك تصور النزاهة والحياد للأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه، نواصل متابعة الوضع كل يوم، وبالطبع فإن سلامة وأمن جنود حفظ السلام لدينا هي الأولوية القصوى".

دورية تابعة لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) عند الخط الأزرق.
UN Photo/Pasqual Gorriz

اليونيفيل انعكاس للأمم المتحدة

ووصف المسؤول الأممي بعثة اليونيفيل بأنها "انعكاس لما هي عليه الأمم المتحدة".

وأضاف: "لدينا أكثر من 40 دولة - من جميع القارات- مساهمة بقوات. إنها بعثة متنوعة للغاية. جنود حفظ السلام ملتزمون للغاية بتفويضهم وواجبهم، وقد رأيت ذلك مرارا وتكرارا، ويمكننا أن نرى ذلك ربما بشكل أوضح من أي وقت مضى، من حيث ما يفعلونه. بالطبع، هذه ليست ظروفا سهلة لجنود حفظ السلام في الوقت الحالي، لكنهم صامدون للغاية. لقد فعلنا أيضا ما في وسعنا لتعزيز الحماية المادية لمواقعنا، وتعزيز الاستدامة من خلال التأكد من وجود ما يكفي من الإمدادات لعدة أيام، وقد تم ذلك قبل العملية البرية. لكن ما هو فريد وحاسم للغاية هو الدافع والمرونة وقوة جنود حفظ السلام، الرجال والنساء، تحت قيادة قائد القوة، الجنرال لاثارو".

قوات حفظ السلام الهندية في قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، تقوم بدورية مع القوات المسلحة اللبنانية على طول الخط الأزرق، جنوب لبنان.
© UNIFIL/Pasqual Gorriz

اليونيفيل تواصل مساعدة المدنيين

وقدم جون بيير لاكروا لمحة عن عمل قوات اليونيفيل في ظل الوضع الحالي، مشيرا إلى أنه وعلى الرغم من محدودية ما يمكن فعله الآن إلا أن ذلك لا يعني أن حفظة السلام يبقون فقط في ثكناتهم أو في معسكراتهم.

وقال إن هذه القوات تواصل القيام بعدد من المهام، كلما أمكن ذلك، مثل دوريات المراقبة والإبلاغ عما يحدث على الأرض، وإعادة إمداد مواقعنا، ولكن أيضا حماية السكان ومساعدتهم إلى حد كبير، مشيرا إلى أنه لا يزال هناك مدنيون باقين في المنطقة جنوبا.

وقال إن أفراد اليونيفيل - رجالا ونساء - بذلوا الكثير لدعم الإخلاء الطبي على سبيل المثال، ومساعدة هؤلاء المدنيين الذين يحتاجون إلى الانتقال من مكان إلى آخر، مشيرا إلى أن ذلك يتم بالتنسيق الوثيق مع القوات المسلحة اللبنانية، ولكن أيضا من خلال آليات الإخطار الإنساني مع القوات الإسرائيلية.

وأضاف أن جنود حفظ السلام يبذلون جهودا إضافية لتنظيف الطرق بهدف تهيئة الظروف الملائمة لهم لمواصلة القيام بما يتعين عليهم فعله من حيث دعم السكان المحليين وإعادة الإمداد والدوريات.

قافلة لوجستية تابعة لقوات اليونيفيل في لبنان، في يوليو/تموز 2024.
UNIFIL/Pasqual Gorriz

التضليل والمعلومات المغلوطة

وبشأن تأثير التضليل والمعلومات المغلوطة على بعثة اليونيفيل، قال لاكروا إن التضليل والمعلومات المغلوطة يتم تسليحها وهي تشكل خطرا على الجميع تقريبا، وخاصة حفظة السلام. وأفاد بظهور معلومات مضللة في الآونة الأخير بشأن دور اليونيفيل.

وقال: "أعتقد أن بعض هذه المعلومات، يميل إلى الإشارة إلى أن دور اليونيفيل كان تنفيذ الحل السياسي، وحتى فرض تطبيق قـرار مجلس الأمن رقم 1701. من الواضح أن هذا ليس هو الحال، فهناك الكثير مما يمكن لليونيفيل فعله وقد فعلته وستفعله إذا كان هناك وقف لإطلاق النار من حيث دعم الأطراف، لكن الأمر متروك للأطراف. يجب أن تكون هناك إرادة سياسية من الأطراف لتنفيذ حل سياسي، لتنفيذ عناصر القرار 1701. دور اليونيفيل هو دور داعم. يجب توضيح ذلك".