تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

لبنان: نزوح 50 ألف شخص إضافي بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية المستمرة

أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، اليوم الجمعة، بأن ما يقدر بنحو 50 ألف شخص غادروا مدينة بعلبك في شرق لبنان في غضون أيام، بعد أمر إخلاء جديد أصدرته إسرائيل.

وقال المتحدث باسم مكتب أوتشا يانس لاركيه إن النازحين توجهوا في الغالب إلى مناطق في شمال وادي البقاع، حيث قضى العديد من الناس الليل داخل سياراتهم.

وفي حديثه للصحفيين في جنيف، اليوم الجمعة، أشار السيد لاركيه إلى زيادة النزوح بشكل كبير ليصل إلى ما مجموعه أكثر من 842 ألف شخص - أكثر من نصفهم من النساء والفتيات - بسبب "أوامر التهجير المستمرة" التي أصدرها الجيش الإسرائيلي والغارات الجوية اللاحقة.

وقال إن النداء الإنساني العاجل الذي تم إطلاقه لجمع 426 مليون دولار، لم يتم تمويله سوى بنسبة 16 في المائة أي ما يعادل 73 مليون دولار.

أكثر من 55 هجوما على الرعاية الصحية

بدورها أفادت مارغريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية بأنه تم التحقق من وقوع 55 هجوما على الرعاية الصحية، "لكن وزارة الصحة اللبنانية أفادت بأن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، حيث قُتل أو جُرح العديد من العاملين أثناء وجودهم خارج الخدمة".

وقالت إن أنظمة الرعاية الصحية تعاني من الضغط الشديد، والعاملين الصحيين مرهقون ونازحون، "لذا، فإننا نستمر في خسارة العاملين الصحيين في الوقت الذي تشتد الحاجة إليهم فيه. نؤكد مرارا وتكرارا أن الرعاية الصحية يجب ألا تُستهدف.العاملون الصحيون ليسوا هدفا".

شابة لبنانdm تحمل إمدادات إغاثdة مقدمة من اليونيسف.
© UNICEF/Fouad Choufany

النساء الحوامل يتحملن العبء

من ناحية أخرى، أفاد صندوق الأمم المتحدة للسكان بتأثر أكثر من 11 ألف امرأة حامل بالقصف المتصاعد للبنان. وقالت الوكالة الأممية إن من المتوقع أن تلد حوالي 1,300 امرأة حامل في غضون الشهر المقبل، مع تدمير ما يقدر بنحو ربع البنية التحتية للبلاد.

وحذر صندوق الأمم المتحدة للسكان من أن النظام الصحي - الذي كان منهكا بالفعل قبل الأزمة الحالية - قد وصل إلى حافة الهاوية، حيث تم إغلاق حوالي 100 مركز للرعاية الصحية الأولية ومستوصف، بالإضافة إلى العديد من المستشفيات.

قلق إزاء تدمير مبان مخصصة للعبادة

من ناحية أخرى، أعربت مفوضية الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان عن القلق إزاء التأثير الخطير المستمر للعمليات العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على المدنيين والبنية التحتية المدنية في لبنان، بما في ذلك تدمير المباني المخصصة للعبادة والمخاطر التي تتعرض لها مواقع أخرى ذات أهمية ثقافية وتاريخية.

وأشار المكتب الأممي إلى التقارير التي أفادت بأن الغارات الجوية الإسرائيلية دمرت أو ألحقت أضرارا جسيمة بما لا يقل عن 10 مبانٍ مخصصة للدين. وأكدت المفوضية حظر أي إتلاف أو تدمير متعمد للمباني المخصصة للعبادة

ونبهت إلى أنه وفي الأيام الأخيرة، اقتربت الهجمات على مواقع في بعلبك في وادي البقاع بشكل خطير من مجمع المعبد القديم الذي أدرجته اليونسكو على قائمة التراث العالمي.

وقالت إن إلحاق الضرر بأماكن العبادة أو تدميرها يؤثر أيضا على التمتع بالحق في حرية التدين، ويثير مخاوف بشأن حماية التراث الثقافي، بما في ذلك المواقع الدينية. "إن تدمير التراث الثقافي يستنزف الهوية التاريخية والثقافية للمجتمعات التي يمثلها".