تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

منظمة الصحة العالمية تدعم مستشفى الجعيتاوي في بيروت بمساعدات طبية طارئة لمواجهة أزمة الحروق

في إطار جهود دعمها للرعاية الصحية الطارئة في لبنان، قدمت منظمة الصحة العالمية، بدعم من المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية، مجموعة من المعدات الجراحية الطارئة والإمدادات الطبية لمركز الحروق في مستشفى الجعيتاوي - المركز الطبي الجامعي في بيروت. 

تأتي هذه المساعدة استجابة للاحتياجات المتزايدة في ظل تدهور الوضع الإنساني الناجم عن تصاعد الصراع في لبنان، مما جعل مستشفى الجعيتاوي الجهة الأساسية للمرضى الذين يعانون من إصابات حروق خطيرة.

عمر الرفاعي، مسؤول منظمة الصحة العالمية في لبنان
WHO

أوضح عمر الرفاعي، المسؤول بمنظمة الصحة العالمية في لبنان، أن المساعدات تتضمن "مجموعة جراحية طارئة"، وضعت خصيصا لمعالجة نحو 50 مريضا يعانون من إصابات بالغة. تشمل هذه المجموعة معدات طبية وأدوية ضرورية تمكن الطاقم الطبي من إجراء ما يقرب من 100 عملية جراحية، مما يعني توفير عمليات حيوية للمرضى. 

وتتألف هذه المجموعات من وحدتين رئيسيتين: الأدوية والإمدادات الطبية المتجددة، إلى جانب مواد متخصصة لمعالجة الحروق مثل الضمادات وأدوات التعقيم الخاصة.

مركز الحروق الوحيد في لبنان

 الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان

منذ إنشائه عام 1992، يعتبر مركز الحروق في مستشفى الجعيتاوي المركز الوحيد في لبنان المتخصص في علاج إصابات الحروق، ويستقطب المرضى من جميع أنحاء البلاد. ومع تصاعد النزاع في 17 أيلول/سبتمبر، شهد المركز تزايدا كبيرا في أعداد المصابين، حيث استقبل منذ ذلك الحين نحو 40 مريضا بحروق شديدة، يمثل الأطفال ما يقرب من 25% منهم. 

وقد أُجبر المستشفى على توسيع قدرته الاستيعابية من 10 أسرّة إلى 25 سريرا، ليتمكن من توفير الرعاية المكثفة اللازمة للمصابين.

قال الدكتور عبد الناصر أبو بكر، ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، إن المركز يواجه ضغوطا متزايدة نتيجة تزايد أعداد المرضى وتعقيدات الحالات، بما يضع عبئا هائلا على الفريق الطبي. وأضاف: "من المهم جدا أن نساند المركز الوحيد المتخصص في علاج الحروق في لبنان، لضمان استمرار مستوى الخدمة وتوفير الرعاية الضرورية للمرضى، خاصة في ظل التحديات الراهنة".

دعم طبي في ظل أزمة إنسانية متفاقمة

عمران ريزا، منسق الشؤون الإنسانية في لبنان
WHO
عمران ريزا، منسق الشؤون الإنسانية في لبنان

الاحتياجات الإنسانية المتزايدة في لبنان فرضت تحديات كبيرة على القطاع الصحي، لا سيما في مجال علاج إصابات الحروق التي تتطلب إمكانيات خاصة. ومع تعرض المنشآت الصحية بشكل متزايد للهجمات والعنف، أكد عمران ريزا منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في لبنان، على ضرورة توفير الحماية للطواقم الطبية.

وقال: "يجب أن نعمل على دعم المستشفيات بالإمدادات الضرورية، إلى جانب حماية العاملين في المجال الطبي من الانتهاكات المتكررة للقانون الدولي الإنساني. من الضروري ضمان أن يتمكن العاملون الصحيون من أداء عملهم الإنساني في بيئة آمنة".

امتنان ودعم دولي مستمر

الأخت هادية أبي شابلي، المديرة العامة لمستشفى الجعيتاوي
WHO

أعربت الاخت هادية أبي شابلي، المديرة العامة لمستشفى الجعيتاوي، عن امتنانها لدعم منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي، مشيرة إلى أن المنظمة كانت دوما بجانبهم في أوقات الأزمات. 

وقالت:" دائما ما تكون منظمة الصحة العالمية حاضرة لمساعدتنا عند الحاجة، سواء خلال الحروب أو الكوارث. هذه الإمدادات الطبية التي يوفرونها لنا هي شريان حياة لمرضى الحروق، الذين يحتاجون إلى كمية كبيرة من الموارد الطبية التي لا يمكننا تأمينها دائما بشكل كاف".

مع استمرار التحديات في لبنان، تبقى المستشفيات والمرافق الصحية بحاجة ماسة للدعم الدولي للحفاظ على تقديم خدماتها الحيوية للمصابين.