تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

دعوة لإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، وتحذير من تحول الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة إلى مجاعة

دعت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بمنع الإبادة الجماعية، أليس نديريتو إلى إعطاء الأولوية لجميع الجهود الدبلوماسية الممكنة لإنهاء الأعمال العدائية الجارية في الشرق الأوسط ومضاعفة الجهود لتعزيز حماية السكان المدنيين الأبرياء، فضلا عن ضمان إيصال المساعدات الإنسانية اللازمة إلى أولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها.

وفي بيان أصدرته اليوم الثلاثاء، جددت نديريتو كذلك النداء للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، والامتثال الكامل من قبل الأطراف المتحاربة للالتزامات بموجب القانون الدولي، فضلا عن المساءلة.

وقالت المستشارة الخاصة إنه "بينما يستمر قرع طبول الحرب، يجب استكشاف فرص السلام وتعظيمها إلى أقصى حد ممكن. إن القيادة الحقيقية تظهر من قبل أولئك الذين ينهون الحروب". وأضافت أن خطر التصعيد الإقليمي لم يعد مجرد مخاوف، بل أصبح حقيقة واقعة، "يجب أن يتوقف هذا. نعلم أن الحروب تنتهي بالمفاوضات. يجب تسريع الحوار وتعزيز فرص السلام واستدامتها. هذا أمر ضروري وعاجل".

وأشارت إلى أن جميع الأطراف في الشرق الأوسط وصلت إلى طريق مسدود مؤذٍ بشكل متبادل.

وأكدت المستشارة الخاصة المعنية بمنع الإبادة الجماعية أن هذا هو الوقت المناسب لحل المشاكل بشكل تعاوني بين الأطراف المتحاربة. وأكدت أن الحوار ليس غاية في حد ذاته، ولكنه وسيلة لبناء ثقافة سلام تستند إلى الاحتياجات المشتركة للاستقرار والأمان المجتمعيين، مشددة على أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي الآن".

عندما يوحد الموت الضحايا

ولفتت المستشارة الخاصة إلى أن تفويضها الوقائي لا يسمح لها بالتعبير عن موقف بشأن ما إذا كانت جريمة الإبادة الجماعية أو أي جريمة دولية أخرى محددة قد ارتُكبت، والتي لا يمكن تحديدها إلا من قِبل محكمة قانونية مختصة ومستقلة ونزيهة. وفي هذا الصدد، كررت احترامها الكامل للإجراءات الجارية في مـحكمة العدل الدولية.

وقالت نديريتو إنه "عندما يوحد الموت والمعاناة الضحايا، يجب على القادة في المنطقة الاستجابة بالتقدم بشكل لا لبس فيه نحو السلام"، مضيفة أنه يجب على أولئك الذين يخوضون الحرب أن يفهموا أن الطريق الوحيد إلى النصر هو الطريق إلى السلام، وأنه ينبغي دعم أولئك الذين يسعون دائما إلى بناء السلام.

أحد أكثر الهجمات دموية في غزة

من ناحية أخرى أعرب المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس عن الارتياع إزاء الهجوم القاتل الذي شنته القوات الإسرائيلية صباح اليوم الثلاثاء على مبنى سكني يتألف من خمسة طوابق يؤوي أطفالا ونساء وكبار السن في بيت لاهيا، شمال غزة.

وقال في بيان صادر عن المفوضية اليوم إنه وفقا لوزارة الصحة في غزة، فإن الهجوم أسفر عن مقتل أو فقدان 93 شخصا، بما في ذلك 25 طفلا على الأقل، مما يجعله أحد أكثر الهجمات المنفردة دموية في غزة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر.

وشدد على أن المدنيين يتمتعون بالحماية بموجب القانون الدولي الإنساني، مضيفا أنهم أحيطوا علما بإعلان السلطات الإسرائيلية أنها تحقق في الحادث. وقال إنه يجب أن يكون هناك تحقيق سريع وشفاف ومفصل في ظروف هذه الضربة والمسؤوليات عنها.

وأكد ضرورة أن تسمح إسرائيل لخدمات الإنقاذ الطارئة بالوصول إلى مثل هذه المواقع في شمال غزة. وأضاف أنه في بعض الحالات، تعرض عمال الإنقاذ أنفسهم للهجوم أثناء محاولتهم الوصول إلى الجرحى، كما تعرضت المستشفيات للقصف، وهي الآن خارج الخدمة تقريبا.

وقال إن القيود الصارمة التي تفرضها إسرائيل على وصول وكالات الإغاثة الإنسانية إلى شمال غزة لا تزال تمنع وصول المساعدات المنقذة للحياة إلى المدنيين المحتاجين، مجددا الدعوة إلى وقف إطلاق النار الآن.

شبح المجاعة

وفي تطور آخر، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الأزمة الإنسانية المستمرة في غزة قد تتفاقم إلى مجاعة ما لم يتم اتخاذ إجراءات فورية. وفي بيان أصدره اليوم الثلاثاء، قال البرنامج إنه مع اقتراب فصل الشتاء، من المرجح أن يؤدي نقص الغذاء وغيره من الإمدادات الإنسانية الحيوية التي تدخل القطاع إلى عواقب كارثية.

وأشار إلى تقييم التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الأخير الذي حذر من أن أكثر من 90 في المائة من سكان غزة سيواجهون بحلول تشرين الثاني/ نوفمبر انعداما حادا في الأمن الغذائي، مضيفا أنه الآن ومع استمرار تدهور الوضع في شمال غزة، فإن احتمال تأثر مجموعة أكبر بالمجاعة سوف يزداد بالتأكيد ما لم تتحسن الظروف على الأرض.

وقال البرنامج إن القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية القادمة إلى غزة شديدة، حيث تم تسليم 5000 طن متري فقط من الغذاء إلى غزة في شهر تشرين الأول/أكتوبر، وهو ما يعادل 20 في المائة فقط من المساعدات الغذائية الأساسية إلى 1.1 مليون شخص يعتمدون على الدعم المنقذ للحياة من البرنامج.

فتح مزيد من المعابر

وأكد برنامج الأغذية العالمي أنه يحتفظ حاليا بحوالي 94,000 طن متري من الغذاء، وهو ما يكفي لإطعام مليون شخص لمدة أربعة أشهر، جاهزة للتوجه إلى غزة، وأن 46,596 طنا متريا متمركزا في ميناء أشدود ومصر والأردن.

ويقف برنامج الأغذية العالمي على أهبة الاستعداد لإحضار الإمدادات المطلوبة بشكل عاجل إلى غزة، لكنه أكد أن هناك حاجة إلى فتح المزيد من نقاط العبور الحدودية وتأمينها. وقال إنه من أجل تنفيذ عمليات ذات مغزى بشكل فعال وتقديم مساعدات غذائية حاسمة، فإنه يدعو إلى توفير نقاط دخول أكثر أمانا وفعالية إلى غزة بما فيها ميناء أشدود وممر الأردن.

وتحدث البرنامج في بيانه أيضا عن استخدام معابر كيسوفيم وكارني وزيكيم وإيريز وكرم أبو سالم والبوابة 96. وقال إنه بمجرد دخول غزة، فإنه يحتاج إلى تحسين فوري في بيئة التشغيل بما في ذلك زيادة عدد السائقين، والوصول شمالا وجنوبا داخل القطاع، وزيادة القدرة على النقل بالشاحنات عبر القطاع.