تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مسؤولون أمميون يحذرون من التأثير الوخيم والتهديد لحياة من يعتمدون على الأونروا إذا تم حظرها

واصل كبار المسؤولين في الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء الدفاع عن الدور الذي لا يمكن الاستغناء عنه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، منبهين إلى أنه إذا تم تنفيذ قرار الكنيست الإسرائيلي بحظرها فلن يؤدي هذا إلا إلى تعميق المعاناة في غزة.

وفي ترديد لتحذير الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في وقت متأخر من يوم الاثنين من أن هذا التطور من المرجح أن تكون له "عواقب مدمرة" حيث إن الوكالة هي الوسيلة الرئيسية التي تُقدم بها المساعدة الأساسية للاجئي فلسطين في الأرض الفلسطينية المحتلة، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك خطوة الكنيست بأنها "مقلقة للغاية لأسباب عديدة".

وكان الكنيست قد اعتمد أمس قانونين أحدهما يحظر أنشطة الأونروا داخل إسرائيل (والمناطق الخاضعة لسيطرتها)، والآخر يمنع السلطات الإسرائيلية من إجراء اتصالات بالوكالة. 

وفي المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف اليوم الثلاثاء، قال المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان، جيريمي لورانس إن المفوض السامي أشار إلى "التأثير الوخيم المحتمل" على حقوق كل من يعتمدون على الأونروا.

وأضاف: "بدون الأونروا، فإن توصيل الغذاء والرعاية الصحية والتعليم، من بين أمور أخرى، لمعظم سكان غزة، سوف يتوقف. لقد دفع المدنيون بالفعل الثمن الأغلى لهذا الصراع على مدى العام الماضي. والحقيقة أن هذا القرار لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأمور بالنسبة لهم، بشكل أسوأ بكثير".

وجدد المتحدث باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان التعبير عن المخاوف السابقة بشأن امتثال إسرائيل للقانون الدولي فيما يتصل بقصفها المكثف لقطاع غزة، حيث قُتل عشرات الآلاف من المدنيين، وفقا للسلطات المحلية.

وشدد على أن إسرائيل لا تزال ملزمة بالتزاماتها بموجب مجموعة من اتفاقيات حقوق الإنسان، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

أعمال منقذة للحياة

بدوره، وصف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس ذلك التطور بأنه "لا يُحتمل"، كما أنه "يهدد حياة وصحة" كل أولئك الذين يعتمدون على الأونروا.

وأفاد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، طارق ياساريفيتش في المؤتمر الصحفي في جنيف بأن حوالي واحد من كل أربعة من موظفي الأونروا في غزة هم من العاملين الصحيين الذين يقومون بأعمال روتينية، ولكنها منقذة للحياة. وقال إن هؤلاء العاملين "قدموا أكثر من ستة ملايين استشارة طبية على مدار العام الماضي في المراكز الصحية التي تديرها الأمم المتحدة. وقدموا هذه الاستشارات لأكثر من نصف سكان غزة".

وأوضح ياساريفيتش أن هذه الفرق الصحية مسؤولة عن التطعيم الروتيني للأطفال بما في ذلك شلل الأطفال وفحص الأمراض وسوء التغذية، مضيفا أنه من هذا المنطلق "إذا كنت تعتقد حقا أن 3000 من موظفيهم هم من العاملين الصحيين، فهذا أمر لا مثيل له حقا؛ ولا يمكن معادلته من قبل أي وكالة، بما في ذلك منظمة الصحة العالمية".

عوائق الوصول الإنساني

وأوضح المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية أنه من بين 25 طلبا للمهمات الإنسانية هذا الشهر، نفذت سبع مهمات منها فقط، بينما تم رفض أو إعاقة الطلبات الأخرى. وتحدث ياساريفيتش عن الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة قائلا إنه طالما لم يكن هناك اتفاق على فترات هدنة إنسانية، "فمن الصعب أن نتخيل إجراء هذه الجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال" في شمال غزة.

المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، يانس لاركيه أكد في تصريحاته للصحفيين في جنيف على الحاجة إلى إبقاء السبل الدبلوماسية مفتوحة، من أجل ملايين الفلسطينيين الذين تساعدهم الأونروا في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.

بدورها، دافعت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف عن الدور الحاسم الذي تلعبه الأونروا في تقديم المساعدات للأطفال والأسر الفلسطينية وحذرت من أن "حياة ومستقبل" الصغار على المحك. وقال المتحدث باسم منظمة اليونيسف، جيمس إلدر للصحفيين في جنيف إنه بدون الأونروا، من المرجح أن ينهار النظام الإنساني في غزة وأن اليونيسف "ستصبح عاجزة فعليا" عن توزيع الإمدادات المنقذة للحياة.

وأضاف: "أنا أتحدث عن اللقاحات. أنا أتحدث عن ملابس الشتاء. أنا أتحدث عن مجموعات النظافة، ومجموعات الصحة، والمياه والصرف الصحي"، والدعم المنقذ للحياة للصغار الذين يعانون من سوء التغذية ويواجهون المجاعة.

وقال إلدر عن تصويت الكنيست: "لذا، فإن قرارا مثل هذا يعني فجأة أنه تم العثور على طريقة جديدة لقتل الأطفال".