تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تحذير أممي من ارتفاع غازات الاحتباس الحراري إلى مستويات قياسية جديدة في عام 2023

أكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن البيانات الجديدة التي أصدرتها اليوم الاثنين وتشير إلى أن غازات الاحتباس الحراري وصلت إلى مستوى قياسي مرتفع، تظهر مرة أخرى أن هناك حاجة إلى عمل عاجل وليس كلمات من كبار الملوثين في العالم لحمايتنا جميعا من تغير المناخ.

تأتي هذه الدعوة في الوقت الذي يستعد زعماء العالم للتجمع لحضور مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ في باكو عاصمة أذربيجان الشهر المقبل، وسط تحذيرات متكررة بشأن التكلفة البشرية لتجاهل الأزمة الوجودية من قِبل الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش وآخرين.

وجددت نائبة الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كو باريت للصحفيين نداءات أمين عام الأمم المتحدة قائلة إن ثاني أكسيد الكربون – وهو أحد غازات الاحتباس الحراري الرئيسية الثلاثة، إلى جانب الميثان وأكسيد النيتروز - يتراكم الآن في الغلاف الجوي "بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال الوجود البشري".

وأضافت أنه بسبب العمر الطويل للغاية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فيتعين التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة لسنوات عديدة قادمة.

جاءت تصريحات باريت خلال استعراض نشرة غازات الاحتباس الحراري لعام 2024 التي أصدرتها المنظمة اليوم الاثنين.

تقدم النشرة تذكيرا علميا صارخا بأن مستويات ثاني أكسيد الكربون المتزايدة تحتاج إلى التباطؤ. وفي عام 2004، كان تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي 377.1 جزءا في المليون، بينما في عام 2023، وصل هذا إلى 420 جزءا في المليون، وفقا لشبكة مراقبة الغلاف الجوي العالمية التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وأوضحت باريت أن هذه زيادة قدرها 42.9 جزء في المليون، أو 11.4 في المائة في 20 عاما فقط، مضيفة أن "هذه أكثر من مجرد إحصائيات. كل جزء في المليون مهم، وكل جزء من درجة من زيادة درجة الحرارة مهم. هو مهم من حيث سرعة تراجع الأنهار الجليدية والجليد، وتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وحرارة المحيطات وتحمضها. إنه مهم من حيث عدد الأشخاص الذين سيتعرضون للحرارة الشديدة كل عام، وانقراض الأنواع، والتأثير على أنظمتنا البيئية واقتصاداتنا".

دور حرائق الغابات

وتشمل الأحداث الرئيسية المنتجة للغازات المسببة للاحتباس الحراري حرائق الغابات وظاهرة النينيو الجوية التي غذت الظروف الجافة وارتفاعا في تركيزات الغاز في الجزء الأخير من عام 2023، وفقا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

ويُظهر تحليل المنظمة أن ما يقل قليلا عن نصف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون تظل في الغلاف الجوي، ويمتص المحيط أكثر من ربعها بقليل، وتحتفظ الأرض بما يقل قليلا عن 30 في المائة.

ووصفت كبيرة المسؤولين العلميين في المنظمة، أوكسانا تاراسوفا، حرائق الغابات العام الماضي في كندا بأنها "دراماتيكية للغاية" من حيث كمية الغازات المسببة للاحتباس الحراري المنتَجة.

وقالت تاراسوفا إن مستويات ثاني أكسيد الكربون اليوم لم تُشاهد "في تاريخ البشرية. آخر مرة رأينا فيها 400 جزء في المليون من ثاني أكسيد الكربون كانت منذ ما بين ثلاثة وخمسة ملايين سنة. وخلال ذلك الوقت، كانت درجة الحرارة أعلى ما بين ثلاث وأربع درجات" ومستويات سطح البحر أعلى بمقدار 10 إلى 20 مترا.

وأشار تقرير المنظمة إلى أنه من عام 1990 إلى عام 2023، زادت القوة الإشعاعية - وهو التأثير الاحتراري على مناخنا من الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي - بنسبة 51.5 في المائة. ويمثل ثاني أكسيد الكربون أكثر من 80 في المائة من هذه الزيادة، وفقا لبيانات مؤشر غازات الاحتباس الحراري السنوي للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي.

التوقعات من مؤتمر المناخ

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إنه طالما استمرت الانبعاثات، ستستمر الغازات المسببة للانحباس الحراري في التراكم في الغلاف الجوي مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة العالمية.

وأكدت أنه نظرا للحياة الطويلة للغاية لثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، فإن مستوى درجة الحرارة الذي تم ملاحظته بالفعل سيستمر لعدة عقود، حتى لو تم خفض الانبعاثات بسرعة إلى الحد الصفري.

وعندما سُئلت عما إذا كان من المتوقع أن يسفر مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ عن التزامات ملموسة من البلدان، أشارت نائبة الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن الساسة في جميع أنحاء العالم يشيرون إلى أحدث النتائج والتنبؤات العلمية للمناخ في تصريحاتهم العامة.

وأضافت: "لذا أعتقد أنهم يستمعون، والسؤال هو إلى أي مدى سنرى ذلك يتجلى في مؤتمر المناخ (COP29)".

وأكدت باريت أن التدابير المتخذة على المستوى الوطني للانتقال إلى اقتصاد يعتمد بشكل أقل على الوقود الأحفوري الأقل مهمة للغاية لحماية الأجيال القادمة.