تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تورك: دورات الموت والدمار المتكررة في الشرق الأوسط دليل على أن الصراعات غير المعالجة تتفاقم لأجيال

قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن "القمع المطول" للشعب الفلسطيني ودورات "الكراهية والموت والدمار" المتكررة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، دليل مأساوي على حقيقة أن عدم معالجة أسباب الحروب يؤدي إلى انتشارها إلى مناطق قتال جديدة وأن آثارها "ستستمر بل وتتفاقم في الأجيال القادمة".

وفي كلمته أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة الأربعاء، قال السيد تورك إن احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية حرم أجيالا من الفلسطينيين من حقوقهم "في تقرير المصير، والمساواة، والحياة، والكرامة، وأكثر من ذلك" لعقود من الزمن.

وقال إنه من الواضح أنه "لا يوجد أي مبرر على الإطلاق للفظائع المروعة" التي ارتكبتها حماس وغيرها من الجماعات الفلسطينية المسلحة ضد الإسرائيليين في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وبعد مرور عام يستمر "الهجوم العسكري الإسرائيلي المكثف بلا هوادة" في غزة، والذي أودى بحياة أكثر من 42 ألف شخص.

وأضاف: "شهدنا انتهاكات متكررة للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم وحشية أخرى. لا أستطيع أن أؤكد بما فيه الكفاية على ظروف البقاء اليائسة للفلسطينيين في غزة، والصدمة العميقة التي لحقت بالناس في إسرائيل وغزة".

وقال المفوض السامي إن المساعدات الإنسانية الكافية "أُعيقت ومُنعت بشكل منهجي" في غزة وسط تدمير الرعاية الصحية والبنية الأساسية مما أسفر عن مقتل "عدد غير معروف من الناس". وبالإضافة إلى ذلك، قال إن الجماعات المسلحة الفلسطينية تعمل بين المدنيين، وتحتجز الرهائن، وتطلق الصواريخ العشوائية على إسرائيل، "في انتهاك صارخ للقانون الدولي".

وقال السيد تورك إن الحرب التي استمرت لمدة عام في غزة كانت مصحوبة بـ "تعميق القمع الإسرائيلي والفصل والعنف" في الضفة الغربية المحتلة، وأن الخسائر في أرواح المدنيين والبنية التحتية بسبب العنف المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل "تزداد ثِقلا يوماً بعد يوم". 

وأضاف أن تورط إيران، فضلا عن الجهات الفاعلة غير الحكومية في اليمن والعراق، يخلق تهديدا "بحرب أوسع وأكثر فظاعة - حرب يمكن أن تلتهم حياة وآمال وحقوق الإنسان للناس في جميع أنحاء المنطقة".

دمار الحروب

وفيما يخص السودان، قال المفوض السامي إن "الصراع الشرس" هناك شهد "حربا عشوائية وهجمات مستهدفة"، بما في ذلك هجمات ذات دوافع عرقية وعنف جنسي، حيث يتنافس الطرفان المتحاربان والجماعات التابعة لها والجهات الفاعلة الإقليمية على النفوذ والسلطة. وشدد على أهمية إنهاء الصراع "بجهود وساطة تركز على المساءلة وحقوق الإنسان، لمنع التمييز المستمر، ودورات العنف المتكررة، والفظائع".

كما تطرق إلى الأوضاع في أوكرانيا وميانمار، وقال: "الحرب تدمر. الحرب تدمر الأرواح، وتدمر المجتمعات والبنية الأساسية والتنمية، وتلحق أضرارا بالغة بالبيئة، وتسمم النظم البيئية وتخنق مستقبل البشرية. كما تسمم الحرب العقول، وتدمر التعاطف، وتولد القسوة واللامبالاة القاسية تجاه المعاناة" مما يغذي الانتقام.

وقال إن الإفلات من العقاب والظلم المستمرين يؤديان إلى "تآكل القيم في صميم الإنسانية"، ويدفعان الشباب نحو الأفكار المتطرفة، مما يغذي دورات جديدة من الدمار والألم. وأضاف: "لا يمكن للحرب أن تنتهي حقا إلا عندما يعيد احترام حقوق الإنسان إرساء العقل والعدالة والرحمة".