تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

غزة: قلق بالغ إزاء وضع القطاع الصحي في الشمال، والجولة الثانية من التطعيم ضد شلل الأطفال تبدأ بعد أيام

أعرب ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، ريك بيبركورن عن القلق البالغ بشأن سلامة المرضى والعاملين الصحيين وسط تصاعد الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء الحالية التي تشمل مستشفيات كمال عدوان والعودة والإندونيسي في شمال غزة. وأفاد كذلك بأن الجولة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الأطفال في غزة ستبدأ في 14 تشرين الأول/أكتوبر.

جاء هذا في تصريحاته للصحفيين عبر الفيديو من القدس في المؤتمر الصحفي نصف الأسبوعي لوكالات الأمم المتحدة في جنيف اليوم الجمعة، حيث دعا إلى "اتخاذ كل التدابير الممكنة لحماية المدنيين والرعاية الصحية، بما في ذلك المرضى والعاملون الصحيون والمستشفيات وسيارات الإسعاف".

وأفاد بأنه حتى أمس الخميس، تشير التقديرات إلى أن هناك 19 مريضا في مستشفى كمال عدوان، و41 مريضا في مستشفى العودة، و28 مريضا في المستشفى الإندونيسي. وقال إن وزارة الصحة في غزة طلبت من منظمة الصحة العالمية دعم إخلاء المرضى الذين يعانون من حالات حرجة وغير قادرين على المشي من هذه المستشفيات، مضيفا "خططت المنظمة على الفور للقيام بمهام هناك".

لكنه أشار إلى أن المهمة إلى كمال عدوان في 8 و9 و10 تشرين الأول/أكتوبر تعطلت بعد تأخيرات عند نقطة التفتيش، فيما تم رفض مهمة أخرى لإعادة إمداد مستشفى الصحابة بالوقود ووحدات الدم والإمدادات الطبية في 9 أكتوبر، ثم إعاقتها في 10 تشرين الأول/أكتوبر.

وأوضح أن مستشفى كمال عدوان والعودة ما زالا يعملان جزئيا، ولكنهما يكافحان بسبب نقص الإمدادات، بما في ذلك الدم، ومواد علاج الرضوح، والأدوية للمرضى المصابين بأمراض غير معدية والوقود، مشيرا إلى أنه وفقا لأحدث التقارير، لم يعد المستشفى الإندونيسي قادرا على تقديم الخدمات واستيعاب المرضى.

الجولة الثانية من التطعيم

وعن الجولة الثانية من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تبدأ في 14 تشرين الأول/أكتوبر، قال المسؤول الأممي إن الحملة تستهدف تطعيم 591,700 طفل دون سن العاشرة بجرعة ثانية من لقاح شلل الأطفال الفموي الجديد من النوع الثاني.

وقال بيبركورن: "ستتكون الجولة الثانية من ثلاث مراحل، تتضمن كل منها ثلاثة أيام للحملة ويوم تعويضي واحد". وأضاف أنه سيتم نشر فرق ثابتة ومتحركة بالإضافة إلى المشاركة المجتمعية والتوعية قبل الحملة وأثناءها.

وشدد على أن "الهدنة الإنسانية ستكون شرطا أساسيا لتنفيذ جولة ثانية ناجحة، وخاصة لضمان قدرة جميع العاملين في مجال مكافحة شلل الأطفال على العمل في بيئة آمنة ومأمونة، وتمكين المجتمعات والأسر من الحصول على التطعيم للأطفال دون خوف".

وجدد مطالبة جميع أطراف الصراع بتنفيذ فترات الهدنة الإنسانية الضرورية في غزة لهذه الجولة الثانية، مضيفا أن "هذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص حيث تهدد أوامر الإخلاء الجديدة في شمال غزة، الوصول إلى المستشفيات وحماية المرافق الصحية والعاملين الصحيين والمجتمعيين".

تحديات لوجستية

الممثلة الخاصة لمنظمة اليونيسف في الأرض الفلسطينية المحتلة، جين غوه تحدثت في المؤتمر الصحفي عبر الفيديو من القدس عن التحديات اللوجستية بالنسبة لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة.

وأوضحت أن الجولة الأولى من حملة التطعيم التي تمت بنجاح في أيلول/سبتمبر وضعت العاملين في المجال الإنساني أمام صعوبات هائلة، "بما في ذلك العمل وسط بنية تحتية مدمرة"، فضلا عن تحد مهم آخر وهو "تحركات السكان التي لا تنتهي".

وأضافت: "سيكون من الأهمية بمكان أن يتم احترام فترات الهدن الإنسانية المحلية في الشمال، بل وأيضا ألا يُجبر الناس على الانتقال من منطقة إلى أخرى. وسيكون هذا ضروريا بالنسبة لنا لكي نتمكن من تطعيم ما لا يقل عن 90 في المائة من الأطفال دون سن العاشرة".

فيتامين أ لتعزيز مناعة الأطفال

وأفادت غوه بأنهم سيغتنمون تلك الفرصة لإعطاء فيتامين-أ للأطفال، والذي يساعد في تعزيز جهاز المناعة لديهم، موضحة أنه إجراء بسيط، ولكنه حاسم لدعم صحة الآلاف من الأطفال الذين يعيشون في ظروف صحية وصرف صحي مزرية للغاية.

وأكدت أنه كما حدث في الجولة الأولى، ستعمل اليونيسف والشركاء على بث رسائل إذاعية، وإرسال الرسائل النصية القصيرة، واستخدام جميع القنوات الرقمية المتاحة في غزة لتعزيز تلك الرسائل.

وقالت الممثلة الخاصة لليونيسف: "أظهرت الجولة الأولى من حملة شلل الأطفال للعالم أنه عندما يصطف الجميع، فمن الممكن تقديم مساعدات حاسمة للأطفال في غزة، بما في ذلك إلى الشمال. ليس من المهم فحسب أن يحدث هذا مرة أخرى مع الجولة الثانية، وإنما يتعين علينا أيضا أن نكون قادرين على القيام بالمزيد من هذا بشأن جوانب أخرى تتعلق بالأطفال في قطاع غزة".