تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمين العام: الحملة العسكرية الإسرائيلية وقلة المساعدات تخلقان وضعا إنسانيا مأساويا للغاية في غزة

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إن الحملة العسكرية الإسرائيلية وقلة المساعدات الإنسانية تجعلان من الوضع في غزة "كارثة مكتملة الأركان". وجدد ما قاله إن غزة شهدت أعلى مستوى من القتل والدمار "الذي أتذكره في أي حملة عسكرية أخرى، في أي مكان في العالم، منذ أن تسلمت منصبي كأمين عام".

تصريحات الأمين العام جاءت خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في نيويورك، حيث تحدث عما وصفه بـ "الطبيعة الفوضوية" للحملة العسكرية الإسرائيلية وأضاف:

"في البداية، تعرض الشمال للهجوم، وطُلب من الناس أن يذهبوا إلى الجنوب، ثم تم الهجوم على الوسط، وطُلب من الناس أيضا أن يذهبوا إلى الجنوب، ولكن فجأة كان عليهم العودة إلى الشمال، لأنه على ما يبدو فالمشكلة لم يتم حلها. ثم ذهبوا إلى الجنوب، ولكن فجأة ذهبوا إلى الوسط مرة أخرى لأنه على ما يبدو أيضا أن المشكلة في الوسط لم يتم حلها. كان الناس يتنقلون من مكان إلى آخر بحثا عن الأمان الذي لا يوجد في أي مكان".

أما السبب الثاني، وفقا للأمين العام، فهو أن مستوى المساعدات الإنسانية لا يتناسب تماما مع الاحتياجات. ومع ذلك قال: "أولا وقبل كل شيء، نحن في حالة من الفوضى التامة، حالة اختفى فيها القانون والنظام تماما، ولا أحد مسؤول عن الأمن في أي مكان في غزة. لذلك نرى القوافل تنهب في أي لحظة".

القوافل الأممية تحت مرمى النيران

وأشار الأمين العام إلى  تعرض قوافل الأمم المتحدة لإطلاق النيران خلال ثلاثة أيام متتالية – أيام الأحد والاثنين والثلاثاء. وأضاف: "يوم الأحد لم يصب الرصاص هدفه، ولكن يومي الاثنين والثلاثاء اخترقت 5 رصاصات وأربع رصاصات أطلقها الجيش الإسرائيلي مركباتنا، على الرغم من وضع آليات الإخطار الإنساني وكانت هناك جميع الأسباب التي تجعلنا نفترض أن تلك القوافل يمكن أن تتحرك بأمان".

وفي ظل هذه الهجمات على القوافل الإنسانية، تلقى الأمين العام سؤالا حول ما إذا كان قد تواصل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثناء وجوده في الولايات المتحدة.

وعن ذلك قال الأمين العام: "لم أتواصل مع رئيس الوزراء(الإسرائيلي) لكن فرقنا تتواصل مع السلطات الإسرائيلية وكذلك مع الدول الأخرى من أجل التأكد من عدم تكرار هذا النوع من الحوادث المؤسفة".

المساعدات بعيدة المنال

وقال الأمين العام إن المساعدات الإنسانية الفعالة أصبحت بعيدة المنال في ظل مزيج من العقبات المتمثلة في انعدام الأمن التام والفوضى الكاملة ومن ثم جميع العقبات التي تعترض سبيل التوصل إلى مفاوضات دائمة - حيث يتم وضع الصعوبة تلو الأخرى فيما يتعلق بالمعدات الأمنية، فيما يتعلق بما يسمى بالمواد ذات الاستخدام المزدوج وجميع الأشياء الأخرى اللازمة لتقديم مساعدات إنسانية فعالة.

وأضاف الأمين العام قائلا: "دعونا لا ننسى أيضا أن نداءنا الإنساني لم يتلق سوى 36 في المائة من المبلغ المطلوب، وبالتالي فإن الجمع بين هذين العاملين في الطريقة التي تتم بها العمليات العسكرية والظروف المأساوية التي يتم فيها توزيع المساعدات الإنسانية يخلق وضعا إنسانيا مأساويا للغاية".

تأكيد على حل الدولتين

وفي سؤال آخر حول تعليقه على تصريحات رئيس الوزراء نتنياهو أمام جلسة مشتركة للكونغرس الأمريكي والتي تحدث فيها عن رؤيته لغزة ما بعد الحرب لتكون "منزوعة السلاح وخالية من المتطرفين"، وما إذا كانت تلك الرؤية من الممكن أن تعزز هذا الأمر حل الدولتين، قال الأمين العام:

"لم يكن هناك أي جديد فيما قيل بالأمس، لذا ما من شيء يستحق التعليق. من الواضح أنه يجب علينا الإبقاء على حل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الممكن على المدى الطويل للسلام في المنطقة، بغض النظر عن كل ما يقوله أي شخص أينما كان".

كما سئل الأمين العام عن تقييمه لما جاء في خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو عن أن الحرب في غزة لديها واحدة من "أدنى نسب الضحايا من المقاتلين إلى غير المقاتلين في تاريخ حرب المدن، وإن عدد المدنيين الذين قتلوا على يد القوات الإسرائيلية في رفح، بصورة عملية، صفر".

وذكر السؤال الصحفي أن تصريحات نتنياهو تخالف ما ذكره الأمين العام أن غزة شهدت أعلى مستوى من القتل والدمار منذ أن تسلم منصب الأمين العام، فرد غوتيريش قائلا: "إجابتي بسيطة: من الذي يصدقه الناس بهذا الشأن. أنا على قناعة بإجابة هذا السؤال".