بدعم أممي، ريادة الأعمال تناهض ختان الإناث في صعيد مصر
في إطار جهود وطنية مصرية وصندوق الأمم المتحدة للسكان، نظم المجلس القومي للمرأة في مصر حفل تخرج المشاركين والمشاركات في البرنامج التدريبي "الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية لمناهضة ختان الإناث" بمحافظة الأقصر.
مراسلنا في مصر خالد عبد الوهاب يقول إن بيانات المسح الصحي للأسرة المصرية الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تشير إلى انخفاض نسبة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث في الفئة العمرية من صفر إلى 19 سنة من 21% سنة 2014 إلى 14% سنة 2023.
وانخفضت نسبة المتوقع ختانهن إلى 27% عام 2023 مقابل 56% عام 2014، ولفتت البيانات إلى أن تغيير الموروثات السلبية والأعراف الاجتماعية الخاطئة هو الداعم الرئيسي للجهود الوطنية من إصلاحات تشريعية وبرامج اجتماعية واقتصادية.
ومن هذا المنطلق جاءت شراكة صندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر مع المجلس القومي للمرأة لإقامة حاضنة ابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية لمناهضة ختان الإناث.
تقرير مراسلنا يلقي الضوء على فكرة الحاضنة في محافظة الأقصر جنوب مصر.
مشاركة وتكاتف المجتمع للقضاء على جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث (ختان الإناث) ومناهضة العنف ضد المرأة خاصة في صعيد مصر كان الدافع الأساسي لإنشاء الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية لمناهضة الختان، كما تقول الأستاذة شرويت إبراهيم المديرة العامة في إدارة التعاون الدولي بالمجلس القومي للمرأة بمصر:
"في اطار المشاركة المجتمعية تم إنشاء الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية المعروفة بالصعيد (هوب)، ومنذ حوالي ستة أشهر نفذنا العديد من الدورات التدريبية لمائة وست عشرة شركة تمت تصفيتها إلى ثمان وعشرين شركة تعمل في مشروعات ريادة الأعمال الاجتماعية، وتضم مجموعة مميزة من الشباب والفتيات. وتم التعاون معهم من قبل المجلس القومي للمرأة والشركاء مثل صندوق الأمم المتحدة للسكان وقدمنا لهم التدريب اللازم والدعم الفني والمادي لإنشاء مشروعات مبتكرة تتسم بالمسئولية المجتمعية، وتتبني قضايا مجتمعية، مثل مناهضة ختان الإناث والعنف ضد المرأة".
وقد أطلق المجلس القومي للمرأة، ممثلا في مركز تنمية مهارات المرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية بصعيد مصر بدعم من السفارة النرويجية.
وتقول السيدة فردريكا ميير، ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر، إن الحاضنة الابتكارية تأتي في إطار دعم الصندوق للمشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، وتتماشى مع حملة (نوره) للاستثمار في الفتيات من أجل مستقبل مشرق لمصر، في إطار مبادرة "الفتاة المصرية"، وتضيف السيدة فردريكا ميير:
"ما نحن فيه يمثل تعاونا بين صندوق الأمم المتحدة للسكان والحكومة المصرية خاصة المجلس القومي للمرأة. ويسعدني أن أرى (نوره) كرمز لفتاة تبناها الصندوق مع المجلس القومي للمرأة هي محل الاهتمام بالمشروع القومي لتنمية الاسرة المصرية، لتسليط الضوء على قضايا مثل تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، كما هو الحال اليوم في مشروع الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية. فنحن بحاجة للاستثمار في الفتيات بشكل خاص. وهنا لابد أن أشكر الدكتورة مايا مرسي لوضع (نوره) في الواجهة منذ أن كانت رئيسة للمجلس القومي للمرأة لتحصل نوره على الكثير من الاهتمام".
وفي إطار دعم الحاضنة الابتكارية بمحافظة الأقصر، نظم فرع المجلس القومي للمرأة بالأقصر جلسات حكي وطرق أبواب، من خلال الأنشطة المجتمعية الخاصة بالقضاء على ختان الإناث. وتؤكد الأستاذة أماني مدني، المقررة المناوبة لفرع المجلس بمحافظة الأقصر، على المسؤولية المجتمعية للمشروعات ودورها الفعال في تنمية المجتمعات:
"المجلس القومي يشجع الشباب من الجنسين خاصة الفتيات للدخول في مشروعات ترتبط بقضايا المجتمع مثل ما نحن فيه اليوم، حيث نكرم عددا من الشباب والفتيات من خلال الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية بعد أن حصلوا على تدريبات متنوعة تساعدهم في ابتكار أفكار لمشروعات تساهم في حل قضايا المجتمع، وبخاصة العنف الأسري وختان الإناث".
ويحرص صندوق الأمم المتحدة للسكان بمصر على مرحلة ما بعد البرنامج التدريبي للحاضنة الابتكارية وذلك بتوفير الدعم التقني والمادي اللازم لتنفيذ المشروعات، وخلال حفل التكريم تحدثت إلينا إحدى المكرمات:
"أنا ريهام زكريا من مركز أسنا بالأقصر، أبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما، تخرجت من كلية الزراعة ووجدت فرصة مميزة للتدريب على ريادة الأعمال الاجتماعية، بما يناسب أفكاري الإبداعية بالشركة مع زميلاتي، ويبلغ عددنا خمس شابات، وتنصب أفكار المشروعات على تطوير الحرف البيئية كالغزل والنول والمرتبطة بالفتيات بشكل خاص، ومن خلالها تبرز فكرة المسؤولية الاجتماعية لمناقشة قضايا المرأة والفتاة في المجتمع المحيط".
الحاضنة الابتكارية لريادة الأعمال الاجتماعية لمناهضة ختان الإناث أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة في أكتوبر الماضي، دعما للمشاريع الرائدة ذات الأثر المجتمعي والتي لها القدرة على تنفيد حلول مبتكرة للمشاكل المجتمعية.
خالد عبد الوهاب لأخبار الأمم المتحدة