تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مسؤول أممي: مكاسب واعدة لجهود كولومبيا في بناء السلام رغم التحديات

أكد الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة التحقق التابعة للأمم المتحدة في كولومبيا، كارلوس رويز ماسيو أن جهود كولومبيا في بناء السلام كانت متعددة وأسفرت عن بعض المكاسب الواعدة في حين لا تزال هناك تحديات كبيرة.

وفي إحاطته أمام مجلس الأمن أثناء جلسة عُقدت مساء اليوم الخميس حول الوضع في كولومبيا، أشار إلى أن التزام الطرفين الموقعينِ على اتفاق السلام النهائي، إلى جانب عمل المؤسسات الحكومية والدولية الرئيسية، ساهم في "تحقيق تقدم كبير في تنفيذ جوانب مهمة من الاتفاق".

وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الطرفان شخصيا أمام مجلس الأمن، "وهو تذكير واضح بالطبيعة الثنائية لاتفاق السلام"، مشددا على أن التعاون بين الطرفين باستخدام الهيكل الذي أنشأه الاتفاق "أمر ضروري لتعزيز التنفيذ". وأكد أن نية الطرفين لصياغة خطة لتسريع تنفيذ الاتفاق "مشجعة".

ونبه إلى أن التحدي يظل قائما لضمان استدامة عملية إعادة الإدماج على المدى البعيد لأعضاء القوات المسلحة الثورية الكولومبية – الجيش الشعبي (فارك) السابقين وأسرهم، وتوفير السكن اللائق، والوصول إلى الأراضي، والأمن، ومكافحة الوصمة ضدهم.

ولفت المسؤول الأممي إلى أنه في ظل غياب الجهود الحثيثة من جانب الدولة لسد الفراغات التي خلفتها القوات المسلحة الثورية الكولومبية – الجيش الشعبي (فارك) بعد أن ألقت أسلحتها، "بدأ التوسع التدريجي للجماعات المسلحة الأخرى. وهو التوسع الذي لا يزال مستمرا حتى يومنا هذا. ونتيجة لذلك، توجد اليوم ديناميكيات معقدة للصراع في العديد من المناطق، والتي تؤثر على الحياة اليومية للمجتمعات، وخاصة المجتمعات الأصلية والأفريقية الكولومبية".

وشدد على أن تعقيد ديناميكيات العنف الذي يؤثر على كولومبيا يتطلب استجابة متعددة الأوجه، مضيفا أنه يتعين أن يسير تنفيذ الاتفاق جنبا إلى جنب مع استراتيجيات تكميلية لتعطيل ظواهر العنف المستمرة.

التحرك نحو السلام لا الحرب

رئيس كولومبيا، جوستافو بيترو أوريغو الذي مثل بلاده في اجتماع المجلس لأول مرة منذ توليه منصبه في آب/أغسطس 2022، أكد أنه جاء اليوم لإظهار  "مدى التزامنا" للشعب الكولومبي.

وأشار إلى استمرار العنف في كولومبيا الذي يعرقل تحقيق سلام شامل كبقية دول العالم، مشيرا إلى أن هناك اعتقادا في كولومبيا أن "العنف هو العرف السائد، وأن السلام خُلِق لمكان آخر". وأكد أن الوقت حان لبناء المساواة وبالتالي بناء الديمقراطية، وأنه إلى أن يتم تحقيق المساواة، سيستمر العنف في استبدال اتفاقات السلام، مشيرا إلى تفشي عدم المساواة في البلاد والتي تتجسد في أوجه عديدة.

وقدم الرئيس الكولومبي شرحا لتفاصيل القضايا التي تحتاج للمعالجة، مؤكدا أن الجهود التي تبذلها كولومبيا على مسار السلام قد تساعد العالم في العديد من المجالات بما فيها مكافحة المخدرات، والعدالة الانتقالية، والتعدين، والمصالحة بين المتقاتلين، وإعادة الإعمار، وكيف يمكن إنهاء الحروب.

وأضاف "ما نحب أن نراه هو أن تتحرك كولومبيا بأسرها نحو السلام. هذا ما تريده كولومبيا بأسرها بدلا من فترة جديدة من الحرب، وهو ما تبدو عليه الأمور الآن".

"التنفيذ الناجح"

دييغو توفار، مقاتل سابق في جماعة (فارك) وأحد الموقعين على الاتفاق النهائي للسلام المبرم عام 2016 قال أمام المجلس "منذ أن ألقينا السلاح، تتطلب هذه المسؤولية منا مراقبة صارمة من الهيئات التي أنشأها الاتفاق لحالة تنفيذه".

وشدد على أنه من الأساسي والعاجل تعزيز التنسيق بين المؤسسات، والوجود الشامل للدولة في الأراضي كما تم الاتفاق عليه. ونبه إلى أن العنف لا يزال "يدمر حياة مجتمعات بأكملها ويزيد من تقييد قدرة سلطات الدولة على الوفاء بمسؤولياتها".

وشدد على أن نجاح الولاية القضائية الخاصة للسلام يكمن في قدرتها على تحقيق العدالة لصالح العديد من ضحايا الصراع، جنبا إلى جنب مع الضمانات الأمنية القانونية التي يجب توفيرها للسلام.

وأنهى كلمته بالقول إن "التنفيذ الناجح لهذا الاتفاق من شأنه أن يبني معيارا يمكن من خلاله قياس عملية السلام الحالية والمستقبلية في كولومبيا وبقية العالم".