Breadcrumb
بصيص أمل في غزة: إعادة افتتاح مركز صحي تابع للأونروا في خان يونس
حملت إعادة افتتاح مركز صحي تابع للأمم المتحدة في خان يونس، بعض الأخبار السارة للمرضى من أهل القطاع، بعد ستة أشهر من إغلاقه بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقت به نتيجة القتال العنيف.
يقدم المركز الصحي الياباني التابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الواقع في خان يونس خدمات الرعاية الصحية الأولية ويضم صيدلية. وكان العاملون بالمركز الصحي قد اضطروا إلى الفرار مع احتدام القتال ومرور الدبابات الإسرائيلية في الشوارع المحيطة.
أصبح بإمكان المركز الآن تلبية احتياجات آلاف النازحين العائدين إلى خان يونس بحثا عن مأوى. ولا توجد مرافق صحية أخرى في هذا الجزء من المدينة، وفقا للمتحدثة باسم الأونروا لويز ووتريدج.
وأضافت ووتريدج: "الموظفون الذين تحدثنا معهم في العيادة اليوم كانوا موجودين هنا في 21 كانون الثاني/يناير الماضي وهو آخر يوم كانت فيه العيادة مفتوحة. لقد أخبرونا كيف كانت المنشأة محاطة بالدبابات والقصف، وإطلاق النار الكثيف".
وقالت ووتريدج إن هؤلاء الموظفين اضطروا إلى الفرار على الفور ليس فقط من العيادة، ولكن أيضا من المنطقة مع عائلاتهم، مشيرة إلى أنه وبرغم حاجة الناس الماسة للرعاية الصحية، إلا أن المراكز الصحية التابعة للأونروا لا يعمل منها سوى عدد قليل، بسبب العمليات العسكرية الجارية والأضرار والدمار الذي لحق بمرافق الأونروا.
شهد اليوم الأول من عودة المركز إلى العمل حضور 33 من العاملين الطبيين الذين ساعدوا أكثر من 900 مريض، وفقا للسيدة ووتريدج.
عودة الروح
يعمل أبو عمر فني مختبر في المركز الصحي الياباني. وقد وصف الصدمة التي تعرض لها بسبب اضطراره للفرار مع اقتراب الدبابات الإسرائيلية، حيث قال:
"أعمل في العيادة اليابانية منذ عشرين سنة. كنت موجودا في العيادة لآخر يوم. مررت بتجربة نزوح مريرة وصعبة للغاية. عدت بعد أن أخبرنا بإعادة افتتاح العيادة اليابانية. وقد عادت الروح لي ولزملائي الأطباء. كما عادت الروح إلى المرضى وعموم الناس".
اليوم، يقدم المركز رعاية ما قبل الولادة وبعدها وفحوصات الدم، وعلاج الأمراض غير المعدية وتوفير العلاج الحرج للمرضى بعد أن قادت الأونروا جهود إزالة الركام والزجاج والرصاص من المنشأة.
وكغيرها من المرافق الصحية التابعة للأونروا، يعمل المركز الصحي الياباني بنظام المناوبة المزدوجة لإدارة التدفق الكبير للمرضى من الساعة 8 صباحا حتى 5 مساء.
وقالت ووتريدج إن الإحالات إلى المستشفيات المتعاقدة مع الأونروا أصبحت أكثر تعقيدا بسبب نقص الكهرباء والإمدادات. اليوم، لدى الوكالة 100 نقطة طبية مؤقتة وثمانية من 26 مركزا صحيا عاملا.
عودة بمثابة حلم
يقول الدكتور محمد الذي يعمل طبيبا عاما في المركز الصحي الياباني: "بدأنا العمل في العيادة اليابانية منذ بداية فترة الطوارئ. استمررنا في تقديم خدماتنا الإنسانية والصحية خلال فترة الطوارئ حتى النزوح في أواخر شهر كانون الثاني/يناير. انتقلنا إلى منطقة المواصي واجهتنا العديد من المشاكل والتحديات في هذه المنطقة. بدأ تجهيز العمل في العيادة اليابانية بعد بدء عودة النازحين إلى المناطق المحيطة بها".
وأوضح أن العودة إلى المركز الصحي "كانت بمثابة حلم لأن هذا المكان يعتبر بيتا ثانيا بالنسبة لنا".
خدمات الصحة النفسية
قدمت الفرق الطبية المتخصصة في المجال النفسي التابعة لوكالة الأونروا خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في المناطق الوسطى وخان يونس لمساعدة الحالات الخاصة المحالة من المراكز الصحية والملاجئ.
في المجموع، استجابت فرق الأونروا لـ 626 حالة في المراكز الصحية وفي النقاط الطبية من خلال الاستشارات الفردية، وتقديم جلسات التوعية والدعم لحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي. كما قدم موظفو الوكالة الأممية الرعاية الطبية لـ 391 امرأة بعد الولادة وامرأة حاملا معرضة للخطر.
"تعرضنا للكثير من المواقف الصعبة"
تقول عطاف، وهي قابلة في المركز الصحي الياباني: "ظللت أعمل في العيادة اليابانية منذ إنشائها عام 2008. حتى خلال فترة الحرب كنت مستمرة في عملي إلى أن نزحت من العيادة اليابانية ومن بيتي. نزحنا لأكثر من مكان وكانت فترة النزوح صعبة للغاية. تعرضنا فيها للكثير من المواقف والحمد لله رب العالمين".
في جميع أنحاء غزة، لا تزال المستشفيات، والرعاية الصحية بشكل عام، تعاني من ضغط هائل، بعد تسعة أشهر من القصف الإسرائيلي العنيف. وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن السعة الإجمالية للمستشفيات الستة التي تعمل جزئيا في جنوب غزة - ثلاثة في دير البلح وثلاثة أخرى في خان يونس - تبلغ 1,334 سريرا فقط.