Breadcrumb
مسؤولة أممية: العراق يتطور بسرعة رغم تأثير اضطرابات الماضي على حاضره
قالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جنين هينيس- بلاسخارت إنه رغم أن العقود الماضية من الاضطرابات لا تزال تؤثر على الحاضر في العراق إلا أنه يتطور وبسرعة خلال عام 2024. في الوقت نفسه طلبت بغداد مغادرة بعثة الأمم المتحدة في العراق، كتطور طبيعي للعلاقة بين الجانبين ولتعميق التعاون بينهما على مستويات أخرى.
جاءت هذه التصريحات في إحاطة المسؤولة الأممية لمجلس الأمن عبر الفيديو اليوم الخميس بينما تستعد لمغادرة منصبها في وقت لاحق من أيار/مايو الحالي.
وقالت بلاسخارت التي تترأس بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) إن العراق يبدو مختلفا اليوم عما كان عليه عندما بدأت مهام منصبها عام 2018، أو ما كان عليه قبل 20 عاما تقريبا عندما تم نشر بعثة يونامي لأول مرة.
ولكنها نبهت إلى أن هذا لا يعني أن "كل شيء على ما يرام". وأضافت أن الفساد والانقسامات والإفلات من العقاب والتدخل غير المبرر في مهام الدولة والجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة - وهو ما تعمل الحكومة على التصدي إليه - لا تزال تمثل عقبات كبيرة يجب التغلب عليها.
وقالت إن الأمر نفسه ينطبق على مشاعر التهميش والإقصاء التي تنتشر بين مكونات معينة، والتي "إذا تُرِكت دون معالجة، فإنها تخاطر بتأجيج نيران التوتر داخل المجتمعات وفيما بينها".
وأوضحت أن السيطرة على السلطة أو السياسات العقابية قد تفيد شريحة واحدة من المجتمع على المدى القصير، لكن في النهاية الجميع خاسر. وقالت إن الزيادة الأخيرة في عمليات الإعدام الجماعية غير المعلنة لأفراد مدانين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب تشكل مصدر قلق بالغ.
بيئة أمنية أكثر استقرارا
وأشارت رئيسة بعثة يونامي إلى البيئة الأمنية الإقليمية، قائلة إن "الخبر السار هو أن الحكومة العراقية أظهرت تصميما قويا على منع انجرار البلاد إلى صراع أوسع نطاقا". وأكدت أن بيئة أمنية أكثر استقرارا تسود في العراق حاليا.
وأضافت أنه نظرا للمشهد المعقد في البلاد للجهات المسلحة التي تعمل خارج سيطرة الدولة، فضلا عن الضغوط الإقليمية المكثفة، فإن الوضع لا يزال قابلا للاشتعال، و"خطر سوء التقدير لا يزال مرتفعا للغاية".
العراق يطلب إنهاء مهمة يونامي
القائم بالأعمال المؤقت للممثلية الدائمة للعراق لدى الأمم المتحدة الدكتور عباس كاظم عبيد قال إن حكومة بلاده تطلب إنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في 31 كانون الأول/ديسمبر عام 2025.
وأثناء استعراضه لطلب الحكومة العراقية أمام مجلس الأمن، دعا لأن تقتصر جهود البعثة في الوقت المتبقي من العام الجاري على استكمال أعمالها فقط في ملفات الإصلاح الاقتصادي، وتقديم الخدمات، والتنمية المستدامة، والتغيير المناخي، وغيرها من الجوانب التنموية، وإنجاز التصفية وتحقيق إجراءات الغلق المسؤول خلال 2025.
وقال إن حكومة العراق تؤكد أن إنهاء عمل ولاية البعثة "جاء كنتيجة طبيعية لتطور العلاقة بين العراق والأمم المتحدة، وتعميقا للتعاون على مستويات أخرى مختلفة".
وذكَّر عبيد بأن بلاده تقدمت خلال شهر أيار/مايو 2023 بطلب إلى مجلس الأمن لتقليص ولاية يونامي، وإجراء تقييم موضوعي لعملها تمهيدا لإنهاء مهمتها وغلقها بشكل نهائي لانتفاء الظروف التي تأسست من أجلها البعثة.
وأعرب عن أمله في أن يصدر مجلس الأمن قرارا يتضمن الاستجابة لطلب حكومة العراق وينظم متابعة المواضيع والملفات عبر استمرار عمل الوكالات المتخصصة والفريق القطري للأمم المتحدة.
وقال المسؤول العراقي "أتقدم بالشكر والامتنان إلى السيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والممثلة الخاصة السيدة جنين بلاسخارت ولجميع العاملين في البعثة على ما قدموه من دعم للعراق خلال السنوات الماضية".
تمكين يتجاوز الرمزية
رئيسة بعثة اليونامي أكدت في إحاطتها لمجلس الأمن على أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به من أجل ضمان الحقوق والحريات الأساسية لجميع العراقيين. وأوضحت أنه من المتوقع أن يأخذ أي عمل تشريعي بعين الاعتبار التزامات البلد وتعهداته، بما في ذلك تلك النابعة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي وقع عليها العراق.
وأشارت إلى واقع النساء قائلة إن الكثير من النساء لا يزلن ينتظرن الحصول على "مكان على الطاولة. أما الأخريات، اللاتي حصلن على ذلك، فيتم في كثير من الأحيان استبعادهن من عمليات صنع القرار"، مضيفة أن "تمكين المرأة يجب أن يتجاوز الرمزية".
بلاسخارت أكدت أيضا أن الحاجة إلى مساحة مدنية نشطة ومتمكنة ومحمية- حيث يتمتع الناس بالحرية في التعبير عن آرائهم، دون خوف من الانتقام- أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى.
ذكرى الإبادة ضد الأيزيديين
وعن الوضع في مدينة سنجار، قالت بلاسخارت إنه بعد مرور تسع سنوات على تحريرها من داعش، فإن المدينة لا تزال في حالة خراب.
وأشارت كذلك إلى الذكرى العاشرة لارتكاب داعش إبادة جماعية ضد المجتمع الأيزيدي التي تحل هذا الصيف.
وأعربت عن أملها في "ألا تضيع الذكرى العاشرة القادمة، بل يتم استغلالها من قبل جميع السلطات والجهات الفاعلة وأصحاب المصلحة، للاتحاد والارتقاء إلى المستوى المطلوب بهدف وحيد هو خدمة أهل سنجار".
وشددت على أن المتضررين والنازحين بسبب ذلك الصراع يستحقون إعادة بناء حياتهم.
إعادة العراقيين من شمال شرق سوريا
وأثنت رئيسة بعثة يونامي على الجهود المستمرة للعراق لإعادة مواطنيه من شمال شرق سوريا، معربة عن الأمل في أن تكون هناك زيادة في عودة أولئك المواطنين قريبا.
وشددت على أن أي حكومة أخرى لديها مواطنون في مخيم الهول أو المرافق الأخرى في شمال شرق سوريا، يقع عليها واجب التصرف على وجه السرعة.
وأضافت أن إبقاء الناس إلى أجل غير مسمى في هذه الظروف التقييدية والفقيرة، يخلق في نهاية المطاف مخاطر حماية وأمن أكبر من إعادتهم بطريقة خاضعة للرقابة.
قضية المفقودين الكويتيين
وتطرقت بلاسخارت إلى قضية المفقودين الكويتيين ورعايا الدول الثالثة، والممتلكات الكويتية المفقودة، بما في ذلك الأرشيف الوطني.
وقالت إن هناك حاجة إلى إحراز تقدم أسرع، وأن يتضمن هذا التغلب على العقبات البيروقراطية والمتابعة الفورية للقضايا العالقة. وأضافت أن هناك حاجة ماسة إلى زيادة الأنشطة الرامية إلى تحديد مواقع الدفن وإجراء المزيد من التنقيب فيها، فضلا عن إعادة تنشيط اللجنة المشتركة المعنية بالممتلكات الكويتية المفقودة.
وقالت "إن وتيرة البحث عن الممتلكات وإعادتها، بما في ذلك الأرشيف الوطني، بطيئة للغاية في الوقت الحالي".
بصمة دائمة
وختمت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق إحاطتها بالقول إنه "بينما كانت البلاد تتأرجح على الحافة عدة مرات، فقد وجدت طريقة للتراجع عن حافة الهاوية، لمواصلة رحلتها إلى الأمام".
وأكدت أن العراق ثري بالأشخاص المستعدين والراغبين في اغتنام الفرص التي يزخر بها.
وأضافت "لا شك أن البصمة التي تركتها البلاد وشعبها في نفسي، ستكون بصمة دائمة. لذا، مرة أخرى: عاش العراق".