Breadcrumb
نازحون في غزة محاصرون بين حرارة الخيام وصرف صحي معطل ومياه ملوثة
يجلس سلامة عبد العال النازح الفلسطيني أمام الخيمة التي تؤوي عائلته، في محاولة للحصول على نسيم من الهواء مع ارتفاع درجات الحرارة داخل الخيام التي وصفها بأنها "نار موقدة". ولكن في الخارج تتجمع مياه الصرف الصحي والمياه الراكدة على مقربة منها أكوام من القمامة التي يتصاعد تأثيرها ورائحتها مع ارتفاع درجات الحرارة هذه الأيام.
سلامة الذي نزح إلى دير البلح وسط قطاع غزة قادما من الشمال، قال لمراسلنا في غزة زياد طالب الذي زار مخيم النازحين، "نواجه معاناة شديدة جدا"، ما بين تلك الخيام التي أصبحت "صوبا من النار"، ومياه الصرف الصحي التي تسببت في إصابة الصغار والكبار على حد سواء بالعديد من الأمراض.
ومن شدة الحر، قال سلامة إنهم يسكبون المياه على أجسامهم للتخفيف من درجة الحرارة التي لا تطاق سواء داخل الخيمة أو خارجها. ويضاف إلى هذا البعوض والذباب الذي تعج به المنطقة بسبب مياه الصرف الصحي والمخلفات.
وكان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي قد حذر من أزمة بيئة وصحية وشيكة بسبب تراكم تلك المخلفات وأكوام النفايات.
كما أن منظمة الصحة العالمية حذرت مرارا من تأثير نقص المراحيض وخدمات الصرف الصحي على الناس في غزة، الذين لا يستطيع الكثير منهم الوصول إلى المرافق الصحية.
وفاة الأطفال
مع اقتراب فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة في قطاع غزة بشكل فاقم من الوضع، وهذا ما أكده كامل العلي النازح الفلسطيني من مخيم النصيرات وسط غزة إلى دير البلح. وقال إن هذا الوضع "لا يتحمله الأطفال" على وجه الخصوص، وإن ارتفاع درجات الحرارة هذا وتداعياته يتسبب في إصابتهم بالأمراض.
عدد من هؤلاء الأطفال، بل والكبار أيضا بدأوا يتوافدون بشكل متزايد على عيادة مدرسة ذكور دير البلح الإعدادية التي تحولت لمركز للنزوح.
وكان في استقبالهم الممرض عبد الرحمن أبو عمرة الذي قال إن ارتفاع درجة الحرارة في الفترة الماضية إلى قرابة 40 درجة مئوية أثر بشكل كبير على النازحين الذين يعيشون في خيام "لا تقي من حر الصيف ولا برد الشتاء".
وأضاف عبد الرحمن أنه ظهرت أمراض منها الجفاف والصداع الشديدان والإرهاق العام، وأنه "في بعض الحالات أصيب أطفال بجفاف شديد تبعتها حالات إغماء ثم الوفاة".
تلوث وأمراض
التكدس الكبير داخل مراكز الإيواء وخارجها مع عدم وجود صرف صحي جيد، أدى إلى تفشي التلوث كما أوضح الممرض عبد الرحمن أبو عمرة.
وأضاف أن تلوث مياه الاغتسال وتنظيف الملابس أدى إلى انتشار إصابات بأمراض جلدية بما فيها الجرب، فيما تسبب تلوث مياه الشرب في ظهور حالات إصابة بنزلات معوية شديدة وإعياء وإسهال.
كما تحدث أيضا عن تلوث الصرف الصحي الذي أدى إلى "ظهور أمراض مثل التهاب الكبد الوبائي وبعض الأمراض الفيروسية الأخرى"، فضلا عن تلوث الطعام الشديد مع عدم توافر مياه للغسيل الذي نجم عنه كذلك انتشار للأمراض.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أشار قبل أيام إلى تفاقم أزمة الصرف الصحي الخطيرة في الأصل مع اقتراب فصل الصيف، لاسيما بعد انهيار نظام معالجة مياه الصرف الصحي. ونقل المكتب عن تقارير أن طفلة تبلغ من العمر خمسة أشهر توفيت في إحدى خيام النزوح بسبب الحرارة الشديدة.