Breadcrumb
مسؤولون أمميون يتحدثون عن مخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة في غزة والسودان وأوكرانيا
دعا وكيل الأمين العام لعمليات السلام، جان بيير لاكروا إلى وقف إطلاق النار في غزة كخطوة أولى لإعادة القطاع الذي مزقته الحرب إلى بعض الحياة الطبيعية، فيما حذر خبراء إزالة الألغام من أن غزة الآن في أخطر فتراتها. وتحدثوا كذلك عن مخاطر الألغام والذخائر غير المنفجرة بالفعل في السودان.
وقال رئيس دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في دولة فلسطين، منغو بيرش "هذه هي الفترة الأكثر خطورة. بمجرد أن يبدأ الناس بالعودة إلى الشمال، ستحدث معظم الحوادث، لأنهم لن يكونوا على دراية بمكان وجود الذخائر غير المنفجرة".
وشدد على أنه من المهم بمجرد بدء عمليات العودة، "أن نكون مستعدين لنكون قادرين على توفير التوعية التي يحتاجون إليها بشأن المخاطر".
جاءت تلك التصريحات على هامش الاجتماع الدولي السابع والعشرين للمديرين الوطنيين ومستشاري الأمم المتحدة في مجال مكافحة الألغام في جنيف.
وشدد جان بيير لاكر وكيل الأمين العام لعمليات السلام ورئيس مجموعة التنسيق المشتركة بين الوكالات المعنية بالإجراءات المتعلقة بالألغام على أن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية يظل "أولوية"، إلى جانب تقديم "المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة"، بمجرد أن يرى خبراء إزالة الألغام وخبراء الأسلحة أنه من الآمن القيام بذلك.
37 مليون طن من الركام في غزة
وكان بيير لودهامير، المسؤول بدائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام قد قال إن جعل قطاع غزة آمنا من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق 14 عاما، وإن الحرب خلفت نحو 37 مليون طن من الركام.
وتعليقا على هذا، قال رئيس الدائرة في دولة فلسطين "هذا أكثر من الركام في أوكرانيا. في أوكرانيا، يبلغ طول الجبهة 600 ميل، بينما يبلغ طول قطاع غزة 25 ميلا. كما أنه منطقة حضرية بنسبة 87 في المائة، لذلك فهو مكتظ بالأبنية".
وأشار إلى أن ذلك يشمل نحو 800 ألف طن من الأسبستوس، "بالإضافة إلى العديد من الملوثات الأخرى. المشكلة هي أن الركام في غزة أكثر من المساحة المتوفرة لتوزيعه".
وقال بيرش "كانت هناك فترات هدوء، لكن القصف لم يسبق لي أن شهدت مثله من قبل. كنت مع زميل كان في أوكرانيا في قوات الأمن الأوكرانية، وقال إن القصف كان أسوأ من أي شيء شهده في منطقة دونباس".
إعادة البناء وإزالة الركام
ولمعالجة مسألة إعادة بناء غزة بعد توقف القتال، نبه بيرش إلى أن إعادة تدوير الركام "سيكون لها تأثير كبير" في أي عملية إعادة إعمار.
وأشار إلى ورشة عمل حول "إزالة الركام" عقدت قبل أسبوعين في الأردن مع وكالات الأمم المتحدة بما فيها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة وشركاء آخرين.
وعلى الرغم من الحجم المذهل لعملية التطهير المقبلة، فإن دائرة الأمم المتحدة المعنية بالألغام لديها تمويل قدره 5 ملايين دولار فقط. وستكون هناك حاجة إلى 40 مليون دولار أخرى على مدى الأشهر الـ 18 المقبلة فقط لبدء عملية التطهير.
الوضع في لبنان
وحذر رئيس عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أيضا من مخاطر التصعيد الإقليمي وسط تبادل إطلاق النار المستمر عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية.
وأضاف لاكروا "بالحديث عن لبنان، تعلمون أن ما يجب تجنبه تماما هو المزيد من التصعيد. سيكون ذلك مدمرا بصراحة للبنان والمنطقة بأكملها".
خطر في السودان
وذكر لاكروا أن 60 مليون شخص في 60 دولة حول العالم يعيشون في خوف دائم من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة والذخائر غير المنفجرة.
وقال "إنهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيقضون اليوم دون أن يصابوا بلغم أو عبوة ناسفة، ولا يعرفون أساسا ما إذا كانوا سيعيشون لليوم التالي أو إذا كان أطفالهم أو أقاربهم سيعيشون لليوم التالي. وهذا أمر غير مقبول حقا".
السودان أحد البلدان التي تعد فيه الألغام والذخائر غير المنفجرة مشكلة خطيرة بالفعل.
وعلق محمد صديق رشيد، رئيس دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في السودان على تأثير الصراع في السودان قائلا "إنه تغيير كبير، ومن الواضح أن هناك خطرا كبيرا بالنسبة للمدنيين لأن سكان العاصمة لم يشهدوا مثل هذا النوع من الحرب في تاريخ السودان".
وأضاف "لسوء الحظ، تقع الآن حوادث (انفجار) ذخائر غير منفجرة. هناك بعض التغيير فيما يتعلق بالوصول إلى جزء من العاصمة حيث أصبح الآن متاحا بشكل تدريجي. لذا فإن المدنيين لا ينتظرون إزالة الألغام (كي يعودوا)".
الصراع في أوكرانيا
وتطرق المتحدثون إلى الوضع في أوكرانيا حيث تحدث بول هيسلوب، مدير الإجراءات المتعلقة بالألغام لدى برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في أوكرانيا، عن الإصابات المروعة التي تسببها الألغام والذخائر.
وقال هيسلوب "الأمر لا يقتصر على الطرف السفلي كما رأينا كثيرا في أفريقيا على مر السنين، حيث يخرج شخص ما لجمع الحطب أو الفاكهة ويخطو على اللغم فيفجر ساقه. في أوكرانيا، ونظرا لطبيعة النزاع وحدته، كثيرا ما نشهد مبتوري الأطراف ضعفين أو ثلاثة وحتى أربعة أضعاف، والكثير من المصابين هم في العشرينات والثلاثينات من أعمارهم".
وأشار كذلك إلى أن التداعيات الاقتصادية للصراع تمثل "مشكلة بمليارات الدولارات" لكل دول العالم.