Breadcrumb
مصدر أساسي للغذاء وكسب العيش، مربو ماشية في غزة يتلقون دفعة أمل لإطعام ماشيتهم
تملأ السيدة الفلسطينية، صبحة درويش بكل نشاط وعاءً بأعلاف حيوانية طال انتظارها من أجل إطعام ما تبقى لديها من أغنام تعكف على تربيتها في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة. ذلك العلف الحيواني هو جزء مما تمكنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) من إيصاله بعد طول انتظار منذ بدء التصعيد في القطاع.
صبحة التي تبلغ من العمر 72 عاما التي نزحت مع ما تبقى من أغنامها إلى جنوب القطاع، قالت إن وصول هذه الأعلاف سيساعد في أن "تسمن الماشية وتشبع" بعد أن كانت تبحث لها عن العلف "وسط القمامة من كسرات الخبز ومخلفات الطعام" في ظل ندرة الأعلاف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
في مطلع نيسان/أبريل، نجحت منظمة الأغذية والزراعة في إدخال العلف الحيواني لأول مرة إلى قطاع غزة منذ تصاعد الأعمال العدائية، ليحصل أكثر من 1600 مزارع ومربي حيوانات حتى 11 نيسان/أبريل على جوال زنته 50 كيلوجراما من الأعلاف الحيوانية.
تلك الندرة في الأعلاف الحيوانية، تسببت في انهيار سلاسل القيمة الزراعية الغذائية، مما ساهم في التدهور السريع لانعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة، مع تخييم شبح المجاعة على شمال غزة.
مصدر للطعام والكسب
وفي خضم الصراع المستمر، تم ذبح أو استهلاك أو فقدان حوالي 55 في المائة من الماشية المنتجة للحوم والألبان في غزة، ولم يبق سوى 45 في المائة من الماشية الصغيرة كالأغنام والماعز أي ما يعادل حوالي 30 ألف رأس، حتى شهر آذار/مارس 2024.
فاطمة مبارك جبارة، مربية أخرى للماشية في رفح، ذاقت تلك الخسارة الكبيرة بعد أن هوى عدد ما تملكه من رؤوس ماشية من 45 إلى عشر فقط. وأكدت فاطمة أن وصول تلك الأعلاف يعني زيادة عدد الماشية، وزيادة دخلها وأنها ستصبح قادرة على الإنفاق على أبنائها.
وقالت "إن تلك الحيوانات تعني الكثير، فهي مصدر للملابس. ونحصل منها على الحليب والزبادي لصغارنا. ونحصل منها على اللحوم. ونكسب عن طريقها المال. لذلك فإن الماشية هي مصدر كبير في فلسطين".
"لا يوجد لدينا أي شيء"
وقبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، كان منتجو الأغذية في غزة قادرين على تحقيق الاكتفاء الذاتي للقطاع تقريبا من البيض والحليب والدواجن واللحوم الحمراء والأسماك والخضروات والفواكه، وهي عناصر لا غنى عنها لنظام غذائي صحي ومغذي، وخاصة للأطفال، ومن غير العملي استيرادها كمساعدات غذائية.
هذا ما أكده مصطفى، مربي ماشية من رفح، الذي لم يتبق لديه سوى 17 رأسا من أصل 45، حيث قال "قبل الحرب، كانت لدينا خضروات من هنا وهناك، وكنا قادرين على تدبير أمورنا. ولكن الآن لا يوجد لدينا أي شيء. طعامنا الوحيد الآن هو المعلبات وكل ما يأتي من الخارج فقط. لا يوجد شيء هنا لنأكله كما كان من قبل".
ومن أجل الاستمرار في العيش والعودة إلى الحياة الطبيعية، قال مصطفى "نحتاج أولا إلى أكل للأغنام حتى نتمكن من الحفاظ عليها. نحن مضطرون إلى تقليل كميات طعامهم لأنه بصراحة ليس لدينا ما يكفي لإطعامهم".
وأكد كذلك أن هناك حاجة إلى أدوية بيطرية، مضيفا "اليوم، لا أجد زجاجة دواء أبحث عنها في كل صيدليات رفح".
وتسعى منظمة الفاو منذ بدء إيصال تلك المساعدات في مطلع نيسان/أبريل إلى تقديم حوالي 1500 طن من الأعلاف مبدئيا إلى 2450 مزارعا، وهو ما يكفي لتوفير الحليب لمدة 50 يوما تقريبا لجميع الأطفال دون سن 10 سنوات في غزة، مما يوفر حوالي 20 بالمائة من الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية.