تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة العشرات نتيجة استمرار القصف الإسرائيلي في غزة

نقلا عن وزارة الصحة في غزة، أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) بمقتل 103 فلسطينيين وإصابة 142 آخرين بين يومي 19 و20 شباط/فبراير، نتيجة لاستمرار القصف الإسرائيلي المكثف، جوا وبرا وبحرا، في معظم أنحاء قطاع غزة.

وإجمالا، قُتل ما لا يقل عن 29,195 فلسطينيا في غزة وأصيب 69,170 فلسطينيا، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فضلا عن نزوح ما يصل إلى 1.7 مليون شخص في جميع أنحاء قطاع غزة، وقد نزح الكثير منهم عدة مرات.

وأشار المكتب الأممي إلى استمرار ورود أنباء عن عمليات برية واسعة النطاق ومعارك عنيفة بين القوات الإسرائيلية والجماعات الفلسطينية المسلحة، لا سيما في مدينة غزة وخان يونس ودير البلح، مما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والتشريد وتدمير البنية التحتية المدنية، وفقا لتقارير.

على صعيد ذي صلة، اختتم جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة زيارة اليوم الثلاثاء إلى غزة، حيث زار معبري كرم أبو سالم ورفح، ووقف بنفسه على التحديات التي تواجه إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفقا لما أعلنه المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في المؤتمر الصحفي، اليوم الثلاثاء.

ارتفاع سوء التغذية بين الأطفال

وأصدرت منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع منظمة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي نتائج تحليل جديد يظهر ارتفاعا حادا في معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة، مع تزايد ندرة الغذاء والمياه الصالحة للشرب وانتشار الأمراض. 

ويتسم الوضع بالخطورة بشكل خاص في شمال غزة، حيث تبين أن طفلا واحدا من بين كل 6 أطفال دون سن الثانية ممن تم فحصهم في الملاجئ والمراكز الصحية في شهر كانون الثاني/يناير يعاني من سوء التغذية الحاد. ونقل المكتب الأممي دعوة اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية إلى توفير الوصول الآمن والمستدام دون عوائق لتقديم المساعدة الإنسانية المتعددة القطاعات بشكل عاجل في جميع أنحاء قطاع غزة. 

وحذرت اليونيسف من أن قطاع غزة على وشك أن يشهد "انفجارا" في وفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها، الأمر الذي من شأنه أن يضاعف المستوى الكبير لوفيات الأطفال في غزة. وأوضحت الوكالة الأممية أنها حذرت "منذ أسابيع من أن قطاع غزة على شفا أزمة تغذية. إذا لم ينته الصراع الآن، فسوف تستمر تغذية الأطفال في الانخفاض، مما يؤدي إلى وفيات يمكن الوقاية منها أو مشاكل صحية ستؤثر على أطفال غزة لبقية حياتهم وستكون لها عواقب محتملة بين الأجيال".

تتلقى الأسر النازحة بسبب الصراع في غزة مساعدات غذائية من الأمم المتحدة.
© WFP/Ali Jadallah

 

برنامج الأغذية العالمي يوقف المساعدات مؤقتا إلى الشمال 

من ناحية أخرى، أعلن برنامج الأغذية العالمي أنه سيوقف إيصال المساعدات الغذائية إلى شمال غزة مؤقتا. يأتي ذلك في أعقاب الأحداث التي وقعت يومي 18 و19 شباط/فبراير عندما لم تتمكن قوافل برنامج الأغذية العالمي من إيصال المساعدات كما كان مخططا لها، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انهيار النظام المدني، مما أدى إلى نهب الشاحنات وتعرض سائق للضرب في 19 شباط/فبراير.

وذكر البرنامج أنه اتخذ قرار تعليق المساعدات على مضض، وأقر بأن الوضع في شمال غزة سوف يتدهور أكثر وأن المزيد من الناس معرضون للموت جوعا. وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه سيسعى إلى استئناف عملياته في أقرب وقت ممكن، مجدد التأكيد على التزامه "بالوصول بشكل عاجل إلى الأشخاص اليائسين في جميع أنحاء غزة، ولكن يجب ضمان السلامة والأمن لتوصيل المساعدات الغذائية الحيوية".

الوضع في مستشفيي ناصر والأمل

واليوم الثلاثاء، أفادت منظمة الصحة العالمية أنها نجحت خلال اليومين الماضيين في نقل 32 مريضا في حالة حرجة من مستشفى ناصر في خان يونس إلى ثلاثة مستشفيات أخرى في غزة، بدعم من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية. وذكر مكتب أوتشا أن عملية النقل جاءت بطلب من طاقم المستشفى بعد الحصار والمداهمة اللذين شنهما الجيش الإسرائيلي على مجمع المستشفى.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك إن المستشفى يفتقر إلى الكهرباء والمياه الجارية، كما تشكل النفايات الطبية والقمامة أرضا خصبة للأمراض. ونقل عن موظفي منظمة الصحة العالمية قولهم إن الدمار المحيط بالمستشفى لا يمكن وصفه، حيث إن المنطقة محاطة بالمباني المحترقة والمدمرة وطبقات ثقيلة من الركام، مع عدم وجود طريق سليم. "ولا يزال هناك ما يقدر بنحو 130 مريضا وجريحا وما لا يقل عن 15 طبيبا وممرضا داخل المستشفى".

وأعربت منظمة الصحة العالمية عن القلق إزاء سلامة ورفاهية المرضى والعاملين الصحيين الذين لا يزالون في المستشفى، وحذرت من أن حدوث المزيد من تعطيل الرعاية المنقذة للحياة سيؤدي إلى المزيد من الوفيات.

أما في مستشفى الأمل- في خان يونس أيضا- نبه مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن الوضع لا يزال حرجا، بعد حصار فرضه الجيش الإسرائيلي لمدة 29 يوما. وفي 19 شباط/فبراير، أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن محطة تحلية المياه في المنشأة لم تعد تعمل بعد أن قصفتها القوات الإسرائيلية، وأن مياه الشرب المتوفرة تكفي لمدة ثلاثة أيام فقط. 

وتواجه المنشأة بالفعل نقصا في احتياطات الوقود اللازمة لتوليد الكهرباء للمرضى المعرضين لمخاطر عالية، كما تعاني من نقص الإمدادات الغذائية تقريبا، كما تفيد التقارير بأنها تعرضت لأضرار بسبب القصف المدفعي الأخير.