تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الأمين العام للأمم المتحدة: هدفنا هو أن تعيش أفغانستان في سلام مع نفسها وجيرانها

شارك الأمين العام للأمم المتحدة في اجتماع عقد بالعاصمة القطرية الدوحة للمبعوثين الخاصين المعنيين بأفغانستان. وأكد بعد اللقاء أن "اللاعبين الدوليين الرئيسيين يريدون أن يروا أفغانستان تعيش في سلام مع نفسها ومع جيرانها" وأن تكون قادرة على تحمل "التعهدات والالتزامات الدولية المناطة بدولة ذات سيادة" تجاه المجتمع الدولي والمنطقة وحقوق شعبها.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين عقده الأمين العام أنطونيو غوتيريش في الدوحة بعد الاجتماع الذي قاطعته سلطات الأمر الواقع في أفغانستان (طالبان).

وقال الأمين العام إن الاجتماع شهد توافقاً في الآراء حول هذا الهدف وعلى مقترحات التقييم المستقل الذي أجراه المنسق الخاص فريدون سينيرلي أوغلو بشأن نهج متكامل ومتماسك للتعامل مع طالبان والتحديات في أفغانستان، والذي تم اعتماده في قرار مجلس الأمن رقم 2721.

وقال إن التقييم يشمل جميع مجالات الاهتمام الرئيسية لكل من المجتمع الدولي وسلطات الأمر الواقع في أفغانستان، بما في ذلك ألا تكون أفغانستان "مرتعاً للأنشطة الإرهابية"، وأن تكون لديها مؤسسات تشمل مجموعاتها العرقية، وأن تحترم حقوق الإنسان، وخاصة حقوق النساء والفتيات، مع الاعتراف أيضاً بالتقدم المحرز في مكافحة الاتجار بالمخدرات وزراعتها، والحاجة إلى مساعدات إنسانية أكثر فعالية ومناقشة التنمية طويلة المدى للبلاد.

"الدجاجة والبيضة"

وأشار السيد غوتيريش إلى أن التعاون المستمر بين أفغانستان والدول المجاورة في مجالات عدة مثل التجارة وتطوير البنية التحتية ومكافحة المخدرات غير المشروعة، أمر إيجابي ومرحب به، إلا أنه أقر بأن هناك مجموعة أساسية من المسائل العالقة.

وأوضح أنه من ناحية، تظل أفغانستان بلا حكومة معترف بها دوليا، وغير مندمجة في العديد من الجوانب في المؤسسات العالمية وفي الاقتصاد العالمي، ومن ناحية أخرى، لا يرى المجتمع الدولي تحسنا فيما يخص الشمولية في البلاد، وفي الواقع تدهورت أحوال حقوق النساء والفتيات.

وقال: "إلى حد ما، نحن في وضع الدجاجة والبيضة"، مشددا على ضرورة التغلب على الجمود وإيجاد خارطة طريق مشتركة تعالج المخاوف الدولية ومخاوف سلطات الأمر الواقع في آن معا. وشدد على الحاجة إلى تنسيق أفضل، وفي هذا الصدد، اتُخذ قرار بدء عملية مشاورات جادة لمعرفة ما إذا كانت الشروط متوفرة لتعيين مبعوث أممي - كما طلب القرار 2721 - قادر على العمل بفعالية مع الجميع، بما في ذلك سلطات الأمر الواقع في أفغانستان.

رسالة إلى الأفغانيات

وردا على سؤال من الصحفيين حول رسالته للنساء والفتيات الأفغانيات في ظل القيود المفروضة عليهن، بعث الأمين العام برسالة تضامن عميق معهن وقال:

"لدي ثلاث حفيدات. لا يمكنني أن أتصور عدم تمكن حفيداتي من الالتحاق بالمدرسة الثانوية أو الذهاب إلى الجامعة، أو ألا تكن لديهن فرصة المشاركة الكاملة في الاقتصاد والمجتمع في بلدي. أود أن تتمتع جميع الحفيدات والبنات في أفغانستان بنفس الحقوق التي آمل أن تتمتع بها حفيداتي في بلدي".

شروط مسبقة غير مقبولة

وردا على أسئلة حول غياب حركة طالبان عن الاجتماع، قال السيد غوتيريش إنه تلقى رسالة من سلطات الأمر الواقع تتضمن مجموعة من الشروط "غير المقبولة". وأضاف: "هذه الشروط، في المقام الأول، تحرمنا من حق التحدث مع ممثلين آخرين للمجتمع الأفغاني وطالبت بمعاملة، برأيي، تشبه إلى حد كبير الاعتراف".

وقال إنه على الرغم من عدم حضور سلطات الأمر الواقع، إلا أن الاجتماع كان مفيدا للغاية وكانت هناك حاجة للنقاش الذي دار فيه. وقال: "من الواضح أنه كان من الأفضل لو أتيحت لنا الفرصة أيضاً، بعد الاجتماع الذي عقدناه مساء أمس وهذا الصباح، لمناقشة استنتاجاتنا مع سلطات الأمر الواقع. لم يحدث ذلك اليوم. سيحدث ذلك في المستقبل القريب".