Breadcrumb
غزة: أكثر 100 يوم دموية في العالم منذ الإبادة الجماعية في رواندا
قالت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) إن الحرب المستمرة على قطاع غزة تتكشف بشكل يجعلها أعنف حلقة في الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المستمر منذ 56 عاما.
ووفقاً لأحدث دراسات الإسكوا، قُتل أكثر من واحد في المائة من الغزاويين خلال مئة يوم فقط، وهو معدل يتجاوز أي نزاع مسلح آخر في القرن الحادي والعشرين، كما أن معظم الضحايا كانوا من بين النساء والأطفال.
وفي تقرير صدر اليوم الجمعة بعنوان "الحرب على غزة: أكثر 100 يوم دموية في القرن الحادي والعشرين"، قالت الإسكوا إن هذه الحقائق تؤكد الحاجة الملحة إلى الوقف الفوري لجميع الأعمال العدائية وتجديد الالتزام بحل سلمي ومستدام يستند إلى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي.
الحرب الأكثر دموية منذ روندا
عندما بلغت الحرب في غزة يومها المائة، قُتل خلال تلك الفترة حوالي 1082 شخصا من بين كل 100 ألف من سكان القطاع. ووفقاً للإسكوا، لم يشهد أي نزاع مسلح آخر في القرن الحادي والعشرين مثل هذا الأثر المدمر على السكان في هذا الإطار الزمني القصير.
وقالت "لإيجاد فترة مماثلة شهدت قدرا أكبر من إراقة الدماء، يجب العودة في التاريخ للإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994".
وكانت تلك الإبادة الجماعية قد أدت إلى مقتل أكثر من مليون طفل وامرأة ورجل في 100 يوم.
آثار مدمرة على الأجيال القادمة
وقالت الأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي: "قُتل طفل واحد من بين كل 85 طفلا في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وهو أعلى معدل مقارنة بالنزاعات الكبرى الأخيرة. هذا يجب أن يتوقف الآن. سيتحمل الأطفال الناجون، آثار الحرب الحالية لعقود قادمة، والتي ستتفاقم بسبب النزوح وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية ومحدودية الوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية وغيرها من الخدمات الأساسية".
أدت الحرب في غزة إلى نزوح 1.9 مليون شخص داخليا، وتدمير أكثر من 60 بالمائة من الوحدات السكنية في القطاع، وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية الأساسية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومراكز الرعاية الصحية. وأكدت الإسكوا أن غزة تكابد الآن أزمة إنسانية لا مثيل لها ويتردد صدى آثارها المدمرة "عبر النسيج الاجتماعي والاقتصادي والمؤسسي للقطاع بأكمله".
مخاطر اندلاع العنف
وقالت الإسكوا إن عواقب الحرب لن تشكل تهديدا مباشرا للشعب فحسب، بل ستزيد أيضا من خطر اندلاع أعمال عنف في المستقبل. وشددت على أنه لا يمكن للمساعدات الإنسانية والتنموية وجهود التعافي أن تعود إلى طريقة العمل التي كانت عليها قبل 7 تشرين الأول /أكتوبر حتى في حالة هدنة مطولة.
وأكدت أن سكان غزة يعانون من ضعف شديد وانخفاض القدرة على الصمود نظرا لحجم الدمار جراء الحرب وبعد 16عاما من الحصار وعقود من الاحتلال.
وقالت السيدة دشتي: "إن التأثير غير المسبوق للحرب الحالية على غزة يتطلب نقلة تحويلية في معالجة الاحتياجات الفورية المتزايدة، وإعادة تقييم التحديات النظامية طويلة المدى لجهود الإغاثة، ومواجهة الأسباب الجذرية للصراع".