تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تناقص مصادر مياه الشرب في غزة، ومخاوف من تفشي الأمراض

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الآبار البلدية في قطاع غزة وصلت حاليا إلى عُشر طاقتها الإنتاجية قبل تصاعد الأعمال العدائية. كما حذر من أن تراكم النفايات قد يؤدي إلى ظهور تهديدات صحية وبيئية خطيرة.

وقال المكتب إن الطاقة الإنتاجية للآبار صارت نحو 21 ألف متر مكعب يوميا، بعد أن كانت 255 ألف متر مكعب في اليوم قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأوضح أنه من المتعارف عليه أن مياه الآبار تلك هي دون المستوى المطلوب، نظرا لأنها شديدة الملوحة.

وأشار إلى أن المياه القادمة من الخطوط التي تديرها إسرائيل كانت أفضل مصدر لمياه الشرب الآمنة قبل الأعمال العدائية. لكن في الوقت الحاضر، واحد فقط من الخطوط الثلاثة- وهو خط مياه وصلة بني سعيد- يعمل وينتج أقل من نصف ما كان متاحا من قبل عندما كانت جميع الخطوط الثلاثة تعمل. 

وأشار المكتب إلى أن توفر المياه من خلال محطات تحلية المياه قصيرة المدى يبلغ حاليا 7% فقط من طاقتها قبل الأزمة. وأفاد العاملون في المجال الإنساني بأنه نظرا للقيود المفروضة على استيراد المواد الحيوية، فإن أدوات اختبار المياه والكلور لمعالجتها في جميع أنحاء غزة غير متوفرة.

تراكم النفايات وقلة المراحيض

ونبه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن تراكم النفايات الصلبة والبرازية، والذي تفاقم بسبب الأمطار والفيضانات، يؤدي أيضا إلى ظهور تهديدات صحية وبيئية خطيرة. وأبلغت منظمة الصحة العالمية بالفعل عن 152 ألف حالة إسهال، وأن أكثر من نصف هذه الحالات لأطفال دون سن الخامسة. كما أن عدم القدرة على معالجة المياه بالكلور لقتل البكتيريا "يؤدي إلى تفاقم الوضع المثير للقلق بالفعل".

وقالت منظمة الصحة العالمية إن 500 شخص في المتوسط يتشاركون في مرحاض واحد، وبعض الملاجئ لا تحتوي على أي مرحاض. ويضطر أكثر من 2000 شخص في بعض الأحيان إلى استخدام مكان استحمام واحد. وأجبر نقص المراحيض وخدمات الصرف الصحي الناس على اللجوء إلى التغوط في الخلاء، مما زاد المخاوف من تفشي الأمراض، وفقا لما ورد في تحديث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

تعطل أنشطة التطعيم وتشخيص الأمراض

وذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن تعطل أنشطة التطعيم الروتينية، فضلا عن نقص الأدوية اللازمة لعلاج الأمراض المعدية، يؤدي إلى زيادة خطر انتشار المرض. وأضاف أنه قد لا يتم تشخيص العديد من الأشخاص الذين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق الصحية، مما يشير إلى أن الوضع قد يكون أكثر خطورة مما يمكن رصده.

وأشار كذلك إلى أن أنظمة المراقبة الروتينية لا تعمل حاليا، مما يعيق الكشف والتحليل والاستجابة الفعالة لتهديدات الصحة العامة. وتعمل منظمة الصحة العالمية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا)، ووزارة الصحة في غزة، على توسيع نطاق نظام مرن لمراقبة الأمراض في الملاجئ والمرافق الصحية.

جرحى القصف ينتظرون العلاج في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
© WHO
جرحى القصف ينتظرون العلاج في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.

تأثير القيود على عمليات الإغاثة

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن القيود الإسرائيلية المفروضة على استيراد المعدات الحيوية بما في ذلك أجهزة الاتصالات، تؤثر بشدة على عمليات الإغاثة الآمنة والفعالة في أي مكان في غزة. وأكد أن الأمم المتحدة وشركاءها يحاولون زيادة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية، لكن منع الوصول من قبل الجيش الإسرائيلي يعيق توسيع نطاق هذه المساعدات. 

ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 7 مهمات فقط من أصل 29 كان مخططا لها خلال أول أسبوعين من شهر كانون الثاني/يناير، اكتملت بشكل كامل أو حتى جزئي.