Breadcrumb
مبتكر مصري شاب يبرز في مؤتمر المناخ لجهده في معالجة أزمتي الطاقة والمياه في المناطق النائية
محمد خالد، مهندس ورجل أعمال مصري شاب شارك في تأسيس شركة مكرسة لحل مشكلتين رئيسيتين يواجههما أكثر من 2.8 مليار شخص حول العالم.
وحدة لايف بوكس (LifeBox) التي تنتجها الشركة يمكن أن تولد الطاقة المتجددة وتحلي المياه في آن معا بالمناطق النائية بطريقة سهلة للغاية ويمكن نشرها بسرعة.
كجزء من مبادرة Innovation30 (الإبداع 30)، اختارت منظمة اليونيسف محمد ليكون من بين 24 مبتكرا شابا لتقديم حلول مناخية تم فحصها علمياً وقابلة للتطوير في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في دبي (كوب 28).
وضعت هذه المبادرة من قبل اليونيسف وشبكة تعاونية متنوعة من المسرعات العالمية والجامعات الرائدة لتوفير مصدر مستمر للابتكارات المناخية المتقدمة التي أنشأها الشباب.
لمعرفة المزيد، التقى موفدنا إلى مؤتمر المناخ في دبي، عزت الفري، بالمهندس الشاب الذي أخبره عن العمل الذي يقوم به في مجال الطاقة المتجددة وتنقية المياه.
محمد خالد: نحن شركة اسمها نور نيشن (Noor Nation)، وهي مطور ومصنع لأنظمة طاقة متجددة مبتكرة. أحد منتجاتنا هي لايف بوكس (LifeBox) أو صندوق الحياة وهي وحدة مدمجة تستطيع أن تولد كهرباء للاستخدامات المختلفة وفي نفس الوقت أن تحلي أو تنقي المياه.
لاحظنا أنه على مستوى مصر وأفريقيا والعالم، هناك 2.8 مليار شخص يفتقر لأساسيات الحياة المتمثلة بالطاقة والمياه النظيفة. ومن هنا جاء إلهامنا لتصنيع وحدة لايف بوكس، وهو منتج مصري وأفريقي يستطيع أن يحقق معادلة المياه والطاقة والغذاء.
نستطيع نشر اللايف بوكس في أماكن مختلفة، بما في ذلك المناطق الزراعية والمجتمعات الريفية، أو المناطق النائية بشكل عام، التي ليس لديها إمكانية الوصول إلى مصادر الطاقة والمياه النظيفة. تستطيع وحدة لايف بوكس عن طريق الطاقة الشمسية أن تولد الطاقة الكفيلة لتشغيل مضخات الري على سبيل المثال، أو الاستراحات والبيوت، كما تستطيع أن تحلي أو تنقي أي مصدر للمياه.
أخبار الأمم المتحدة: ما هي تكلفة لايف بوكس وكيف تضمنون وصول هذا الاختراع إلى من هم بأمس الحاجة إليه؟
محمد خالد: لدينا طريقتان لبيع وحدة لايف بوكس. في الحالة الأولى، تباع بشكل مباشر إما من خلال التسديد الكامل من قبل العميل أو من خلال شركات التقسيط والإيجار. في الحالة الثانية، وخاصة في مناطق أفريقيا جنوب الصحراء، نرسل الوحدة لبعض المجتمعات ويتم محاسبة الأشخاص على حسب استهلاكهم للكهرباء والمياه النظيفة منها، وبذلك لا نحملهم عبئا وتكلفة كبيرة لكي يشتروها.
طبعا نحاول أيضا عن طريق العديد من المنظمات أن ندخل في مشاريع تتعلق بالتنمية الإنسانية وتنمية المجتمعات الريفية والزراعية لإيصال اللايف بوكس إلى أماكن تواجد الأشخاص المحتاجين لأنه، مقارنة بوحدات الطاقة الشمسية العادية، يوفر الكثير من الأشياء، بما في ذلك المساحة، كما يتم التحكم به بشكل كامل عن بعد وهو سهل التوصيل إلى هذه المناطق ولا يحتاج إلى معدات وشاحنات كبيرة. نستطيع تركيبه في أي مكان وأن نفكه وننقله إلى أي مكان بمنتهى السهولة.
قمنا ببيع 14 لايف بوكس بشكل مباشر في سبع محافظات في مصر جميعها للقطاع الزراعي الذي يحتاج دعما كبيرا في مجال الطاقة، حيث نستبدل المضخات والمولدات التي تعمل على المازوت. فهي على مدار السنين أوفر بكثير. كما استطعنا تخفيف حوالي ألف طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لدى هؤلاء المزارعين.
وبالإضافة إلى تغذية مضخات الري، تستطيع وحدة لايف بوكس تشغيل استراحاتهم وتحلية المياه لأن أغلب المناطق النائية في مصر تعاني من ملوحة عالية في المياه.
أخبار الأمم المتحدة: أخبرنا قليلنا عن علاقة الشركة أو علاقتك مع اليونيسف.
محمد خالد: في الحقيقة، نحن تقدمنا لبرنامج إبداع 30 (Innovation30) وفرحنا باختيارنا من بين 24 شركة تم عرضها في معرض اليونيسف ثلاثي الأبعاد هنا في مؤتمر تغير المناخ (كوب28)، ونحن متحمسون جدا للتعاون مع المنظمة ما بعد كوب 28 من حيث المشاريع والتمويل - لأننا نتعامل مع العديد من النقاط ذات الصلة بصميم مهمة اليونيسف – لكي يستفيد الأطفال والمجتمعات النائية أو الريفية من خدماتنا بشكل كبير.
أخبار الأمم المتحدة: ما أهمية وجودك هنا في مؤتمر المناخ بدبي وهل أنت على اتصال بالوكالات الأممية الأخرى لتوسيع نطاق هذا العمل؟
محمد خالد: طبعا نحن على اتصال بهم والحمد لله كنا من بين عدد قليل جدا من الشركات الناشئة الموجدة في كوب 28 والتي تم اختيارها عن طريق أكثر من منظمة للمشاركة في عدد من اللجان المحترمة وأصبحت علاقتنا مع بعض الجهات أفضل، بما فيها الجهات التابعة للأمم المتحدة ورؤوس الأموال الاستثمارية الموجودة هنا في المؤتمر.
حاليا، نتعاون مع الأمم المتحدة في أكثر من مشروع، بما في ذلك مشاريع خاصة بأفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء بشكل خاص. كما تواصلت بعض الجهات بخصوص الأزمة في غزة أو في فلسطين.
أخبار الأمم المتحدة: كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يدعم مبادرات مثل تلك التي قمت بها؟
محمد خالد: يستطيع المجتمع الدولي أن يدعمنا بأكثر من طريقة، من خلال برامج تمويلية أو فرص استثمارية، بالإضافة إلى تمكيننا من الدخول في المشاريع التنموية والإغاثية، خاصة في أفريقيا، عن طريق الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام، وحينئذ سوف نكون من بين الأفضل في توصيل الكهرباء والمياه.
أخبار الأمم المتحدة: أريد منك رسالة للشباب الطموحين الذين لديهم أفكار للتخفيف من آثار تغير المناخ.
محمد خالد: في الحقيقة، هناك رسائل كثيرة، ولكن أهمها الثبات. ما دامت لديك فكرة أو حل وترى أنه يستطيع أن يحد من تغير المناخ أو أن يساهم في الحد منه ولو بجزء بسيط جدا، ثابر وحاول أن تعمل على تحقيق حلمك حتى يرى النور وتُفيد به المجتمعات من حولك، وتستطيع ولو بشكل بسيط جدا المساهمة في حل مشكلة تغير المناخ.