تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تغطية متواصلة: مجلس الأمن يعقد جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط بما فيه القضية الفلسطينية

يعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول الوضع في الشرق الأوسط، بما فيه القضية الفلسطينية، استجابة للخطاب الذي أرسله الأمين العام للمجلس مستخدما فيه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة.

نظرا لحجم الخسائر في الأرواح البشرية في غزة وإسرائيل- في غضون فترة وجيزة- أرسل غوتيريش خطابا إلى رئيس مجلس الأمن يوم الأربعاء يفعّل فيه- للمرة الأولى- المادة التاسعة والتسعين من ميثاق الأمم المتحدة.

تنص المادة المذكورة على أن "للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".

وقف إنساني لإطلاق النار

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، متحدثا أمام مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Loey Felipe

في خطابه أمام مجلس الأمن اليوم، سلط الأمين العام الضوء على 3 نقاط رئيسية: 

  • عدم وجود حماية فعالة للمدنيين، "لا يوجد مكان آمن في غزة".

  • نفاد الغذاء، "وفق برنامج الأغذية العالمي هناك خطر كبير للجوع الشديد والمجاعة في غزة".

  • انهيار النظام الصحي في غزة فيما تتصاعد الاحتياجات.

وشدد أنطونيو غوتيريش على ضرورة أن يفعل المجتمع الدولي كل ما يمكن لإنهاء محنة سكان غزة. وحث مجلس الأمن على عدم ادخار أي جهد للدفع من أجل "الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وحماية المدنيين والتوصيل العاجل للإغاثة المنقذة للحياة".

وقال الأمين العام إنه أرسل خطابه إلى مجلس الأمن مستخدما المادة 99 من الميثاق، "لأننا وصلنا إلى نقطة الانكسار. هناك خطر كبير للانهيار التام لنظام الدعم الإنساني في غزة، الذي سيكون له عواقب مدمرة".

وأضاف الأمين العام أن ذلك الوضع قد يؤدي إلى انهيار تام للنظام العام وزيادة الضغط في اتجاه النزوح الجماعي إلى مصر. وقال إن خطر انهيار النظام الإنساني يرتبط بشكل أساسي بعدم توفير الحماية لموظفي الأمم المتحدة في غزة وطبيعة وكثافة العمليات العسكرية التي تحد بشكل كبير الوصول إلى المحتاجين بشدة للمساعدات.

وأضاف الأمين العام قائلا: إن تهديد سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة في غزة غير مسبوق. أكثر من 130 من زملائي قُتلوا بالفعل، الكثيرون منهم مع أسرهم. هذه أكبر خسارة بشرية- منفردة- في تاريخ منظمتنا".

ويصطحب بعض الموظفين أبناءهم إلى  العمل معهم ليعرفوا أنهم سيعيشون أو يموتون معا، كما قال غوتيريش الذي تحدث عن رسائل تفطر القلب من موظفين يناشدون المساعدة. 

وذكر أن وكيله لإدارة السلامة والأمن نصحه بأن جميع الوسائل الممكنة لتخفيف المخاطر الماثلة أمام موظفي المنظمة داخل غزة، باستثناء الإجلاء، غير ممكنة بسبب طريقة تطور الصراع.

وأكد الأمين العام بشدة التزام الأمم المتحدة القوي بالبقاء والعمل من أجل سكان غزة. وأشاد ببطولة العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية الذين ما زالوا ملتزمين بأداء عملهم على الرغم من المخاطر الهائلة على حياتهم وصحتهم.

فلسطين

المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، متحدثا أمام مجلس الأمن الدولي.
UN Photo/Loey Felipe

دعا رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن إلى التصويت على مشروع القرار الذي قدمته دولة الإمارات العربية المتحدة- العضو العربي بالمجلس- "باسم الإنسانية والعدالة والسلام".

وأضاف أن ما يحدث في فلسطين الآن وما سيحدث بعد ذلك "سيحدد مستقبل منطقتنا للأجيال القادمة، وسيؤثر على العلاقات والتصورات في جميع أنحاء العالم للأجيال القادمة". وأكد أن الوقت الراهن هو الوقت المناسب للشجاعة والحسم والعمل، مشددا على ضرورة التحرك الآن.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة كانت هدفا "لهجمات بغيضة" بسبب احترامها لتفويضها الذي صاغته الدول الأعضاء، مضيفا أنه "من واجب الدول الأعضاء رفض مثل هذه الهجمات ووضع حد لها، خاصة في الوقت الذي يقع فيه موظفو الأمم المتحدة على الأرض ضحايا أيضا".

وقال منصور "هذه لحظة الحقيقة"، مشيرا إلى أن "هدف الإسرائيليين واضح وهو إجبار الناس على المغادرة. بغض النظر عن عدد المرات التي يقول فيها البعض أن ذلك لن يحدث".

وأضاف أن تلك الحرب "هي جزء من الهجوم الذي يهدف إلى القضاء على الشعب الفلسطيني كأمة وتدمير قضية فلسطين....الشعب الفلسطيني لن يموت عبثا. الشعب الفلسطيني يستحق الاحترام"

وأضاف "أظهروا لنا الاحترام، ليس بالأقوال، بل بالأفعال. أظهروا لنا الاحترام لحياتنا وحقوقنا". وقال منصور إن هذه لحظة في التاريخ، "سيتم سؤال الجميع عن مواقفهم (بشأنها)، وسيحدد ذلك من هم حقا وما الذي يمثلونه حقا".

ونبه إلى أن كل ما بني بعد الحرب العالمية الثانية كان لمنع وقوع الفظائع، "التي تجري الآن في غزة ضد الشعب الفلسطيني المُهجر"، مضيفا أن "مجرمي الحرب الذين يقومون بذلك لا يخجلون. وبدلا من أن يتلقوا اللوم، يلومون ويهاجمون الجميع".

إسرائيل

السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، يتحدث أمام مجلس الأمن الدولي.
United Nations

انتقد جلعاد إردان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة عدم استخدام المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة بشأن الحروب والصراعات الأخرى، مثل ما حدث في أوكرانيا وسوريا واليمن. 

وقال إردان مخاطبا أعضاء مجلس الأمن: "السبيل الوحيد لتحقيق السلام هو دعم مهمة إسرائيل، لا الدعوة لوقف إطلاق النار. لمن يطالب منكم بوقف إطلاق النار، يجب أن تتذكروا الحقائق. في السادس من أكتوبر/تشرين الأول كان هناك وقف لإطلاق النار ولكن حماس انتهكته في 7 تشرين الأول/أكتوبر بغزو غير مبرر من آلاف النازيين من حماس لإسرائيل. إرهابيو حماس ارتكبوا مذبحة لم نرها منذ الهولوكوست (المحرقة)". 

وأضاف السفير الإسرائيلي أن عدم تدمير حماس سيؤدي إلى "تكرار هذه الفظائع"، وذكر أن الدعوة لوقف إطلاق النار تعني استمرار معاناة الجميع وتعزيز سيطرة حماس على غزة وتوجيه رسالة تسامح حماس على "الفظائع المتعمدة، وإعطاء قمع حماس لغزة الضوء الأخضر من المجتمع الدولي".

وذكر أن حماس تريد زيادة عدد القتلى والجرحى من المدنيين في غزة، لذا "تختبئ وراء وتحت السكان المدنيين" وتستخدمهم كدروع بشرية، حسب تعبيره. كما اتهم حماس باختلاق أعداد الضحايا في غزة. وقال إن حماس هي المسؤولة عن الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.

وأكد إردان أن إسرائيل ستواصل مهمتها المتمثلة في "إزالة جميع الإمكانيات الإرهابية لدى حماس، وإعادة كل الرهائن". وأضاف: "سنواصل مهمتنا فيما ندعم كل مبادرة إنسانية لتحسين الوضع لسكان غزة. من يسعى حقا لتحقيق السلام والأمن في المنطقة، يجب أن يتفهم أن السبيل الوحيد لذلك هو تدمير حماس لا الدعوة لوقف إطلاق النار الذي لن يؤدي سوى لتمديد الحرب ومعاناة الجميع. لا يوجد خيار آخر".  

روسيا

دعا نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي إلى إنهاء دائرة العنف. وأضاف أن بلاده تضم صوتها إلى "العديد من النداءات لوقف إطلاق النار المستدام والعودة إلى حل الأسباب الجذرية لهذا النزاع. وإنهاء الكارثة الإنسانية عن قطاع غزة"

وقال إن روسيا تستنكر بشكل قاطع أي عمل قد يؤدي إلى سقوط الضحايا من المدنيين بمن فيهم النساء والأطفال، كما "لا تقبل أية مخططات للتهجير القسري لسكان غزة إلى الجنوب، وهو عبارة عن النكبة الجديدة بالنسبة للشعب الفلسطيني".

وشدد على أن بلاده تعظم كل المبادرات البناءة لمجلس الأمن الرامية إلى تطبيع الوضع وفتح الطريق أمام عملية التسوية الجدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشيرا إلى ما وصفها "محاولات أحد أعضاء المجلس لإبطاء وإفشال هذه الجهود المشتركة"

وأضاف أنه "في ظل هذه المخططات المشكوك فيهم، كانت روسيا ولا تزال تقف إلى جانب الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة في حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تتعايش في سلام وأمن مع جارتها إسرائيل"

وأكد دعم بلاده لمشروع القرار الذي اقترحته دولة الإمارات العربية المتحدة، داعيا إلى التصويت لصالحه اليوم.

الولايات المتحدة

روبرت وود نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، قال أمام المجلس إن بلاده لا تؤيد دعوات الوقف الفوري لإطلاق النار. وأضاف أن ذلك لن يؤدي سوى إلى غرس بذور الحرب المقبلة "لأن حماس لا ترغب في تحقيق السلام الدائم أو حل الدولتين".

وانتقد ما وصفه بفشل مجلس الأمن الدولي في إدانة هجمات حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر. وقال إن الحركة ستواصل احتجاز الرهائن إذا وضعت إسرائيل- من جانب واحد- أسلحتها جانبا اليوم كما تطالب بذلك بعض الدول.

وأضاف أن الولايات المتحدة فيما تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها ضد الأعمال الإرهابية والفظائع المروعة، فإنها تقوم- على أعلى المستويات- بجهود دبلوماسية مكثفة لإنقاذ الأرواح ووضع أسس السلام الدائم.

مشروع القرار

من المتوقع أن يصوت المجلس، في وقت لاحق من مساء اليوم الجمعة بتوقيت نيويورك، على مشروع قرار مقدم من دولة الإمارات العربية المتحدة.

يطالب مشروع القرار بالوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية، ويكرر مطالبته لجميع الأطراف بأن تمتثل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين. ويطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، وبضمان وصول المساعدات الإنسانية. 

المزيد لاحقا.....