تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

يوم للتضامن: الأمم المتحدة تعيد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وكرامة

في الـ 29 من تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، تحيي الأمم المتحدة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. لكن مناسبة هذا العام تأتي بينما "يعيش الشعب الفلسطيني واحدا من أحلك الفصول في تاريخه" وفق الأمين العام للأمم المتحدة.

شهد مقر الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، فعالية خاصة أقامتها لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف بمناسبة هذا اليوم الدولي. جمعت الفعالية مسؤولين أمميين رفيعي المستوى وممثلين عن الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية.

في مستهل الجلسة، قال السفير فيصل محمد، نائب رئيس اللجنة إن الوضع الحالي في الأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية يبين أهمية إحياء هذه الذكرى.

وأضاف أن الفلسطينيين ظلوا يعانون، ومنذ عقود، من انتهاكات ممنهجة لحقوقهم غير القابلة للتصرف- بما في ذلك حق تقرير المصير وحق عودة اللاجئين.

وأشار إلى انقضاء 76 سنة منذ اعتماد قرار الجمعية العامة 181 الذي دعا إلى تقسيم فلسطين إلى دولتين، مبينا أن الفلسطينيين، وعلى مدى 56 عاما، عانوا من التشريد القسري والتهديدات بالترحيل القسري ومصادرة أراضيهم وممتلكاتهم وتدميرها والعقاب الجماعي بما في ذلك الحصار العسكري والاحتجاز التعسفي.

ودعا إلى تجديد العزم بتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني كي يتمكن من إعمال حقوقه غير القابلة للتصرف- بما في ذلك حق العيش بكرامة وحرية في دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، على أساس حدود ما قبل 1967، عملا بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. 

وأشار إلى إحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة في وقت سابق من هذا العام، مشيرا إلى أن "إسرائيل تواصل إلحاق نكبة أخرى بالأرض الفلسطينية المحتلة من خلال إرغام الفلسطينيين على مغادرة ديارهم وتوسيع المستوطنات غير القانونية ونقل سكانها إلى الأرض المحتلة في خرق واضح للقانون الإنساني الدولي". 

 

رئيس الجمعية العامة يدعو إلى استعادة الأمل للشعب الفلسطيني

رئيس الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة، دينيس فرانسيس أكد في كلمته على ضرورة استعادة أمل الشعب الفلسطيني والحفاظ عليه وخاصة بين الأجيال الشابة التي لم تنعم أبدا بالسلام.

وأضاف قائلا: "لنكن واضحين: يحق للشعب الفلسطيني، مثله مثل جميع البشر، أن يتمتع بحقه الأساسي وغير القابل للتصرف في العيش بكرامة، وبكل الحريات؛ حرية الحركة، التحرر من الخوف ومن أي عوز؛ ومع الوصول غير المقيد إلى الخدمات الأساسية".

ورحب رئيس الجمعية العامة بالجهود الدبلوماسية المستمرة لتهدئة التوترات، معلنا دعمه لجميع الجهود الرامية إلى حشد قدرات الأمم المتحدة لتنفيذ هذه الهدنة وتعظيم تأثيرها الإيجابي على الوضع الإنساني في غزة.

واختتم دينيس فرانسيس حديثه بالدعوة إلى السعي معا من أجل مستقبل تتحقق فيه تطلعات الشعب الفلسطيني - في إطار العدالة والمساواة واحترام حقوقه غير القابلة للتصرف.

الأمين العام يدعو إلى الاتحاد في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار على غزة

اليوم الدولي للتضامن هذا العام يأتي بينما يعيش الشعب الفلسطيني واحدا من أحلك الفصول في تاريخه، وفق ما جاء في رسالة الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش والتي قرأتها نائبته أمينة محمد في الفعالية.

وقال الأمين العام إنه يشعر بالفزع من الموت والدمار اللذين اجتاحا المنطقة فباتت تئن من فرط الألم والويل والكمد، مشيرا إلى أن الفلسطينيين في غزة يعانون من كارثة إنسانية "فقد أُجبر زهاء 1.7 مليون شخص على ترك ديارهم - غير أنه ما من مكان آمن يمكنهم اتخاذه ملاذا".

وفي الوقت نفسه، قال إن ثمة خطر من تصاعد الحالة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، إلى حدّ الخروج عن السيطرة.

وقال الأمين العام إن هذا اليوم، أولا وقبل كل شيء، هو يومٌ لإعادة تأكيد التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وحقه في العيش في سلام وكرامة. 

وقالت أمينة محمد، نيابة عن الأمين العام: "يجب أن يبدأ ذلك بوقف إنساني لإطلاق النار يمتدّ لأجل طويل، وبالسماح بوصول المعونة المنقذة للحياة دون قيود، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وحماية المدنيين، ووقف انتهاكات القانون الدولي الإنساني. ويجب أن نكون متّحدين في المطالبة بإنهاء الاحتلال ووقف الحصار المفروض على قطاع غزة".

طفل فلسطيني يبكي على فقدان أحد أقاربه في مستشفى ناصر في خان يونس بقطاع غزة.
© UNICEF/Abed Zaqout

محمود عباس: الشعب الفلسطيني لن يقبل سلب حقوقه

الرئيس الفلسطيني، محمود عباس وجه رسالة إلى الفعالية قرأها السفير رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، قال فيها إن اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يأتي في وقت "يواجه فيه شعبنا في قطاع غزة تهديدا وجوديا واستهدافا متعمدا وممنهجا للمدنيين".

وقال إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ارتكبت جرائم دولية مروعة، بما في ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وشنت عدوانا همجيا، وحربا انتقامية، وارتكبت جرائم إبادة جماعية".

وأضاف الرئيس الفلسطيني، في الكلمة التي قرأها السيد منصور، أن عائلات بأكملها أبيدت عن الوجود وتم تهجير أكثر من 1.7 مليون فلسطيني، "في محاولة سافرة لفرض نكبة جديدة".

ونبه إلى أن السبب الرئيسي للتصعيد الخطير في المنطقة يكمن في غياب الحقوق وإهمالها، مؤكدا أن العالم لا يمكنه أن يقف متفرجا إزاء "ما ترتكبه إسرائيل من كافة أشكال القتل والدمار والاعتقالات والتهجير بحق الشعب الفلسطيني". ودعا العالم إلى عدم التسامح مع "جرائم الاحتلال الإسرائيلي أو الفشل في محاسبتها".

كما دعا الرئيس الفلسطيني إلى ضرورة البحث عن حل شامل يعالج الأسباب الجذرية لهذا الاحتلال ووجوده على أرض دولة فلسطين، مؤكدا أن إنهاء الاحتلال وإعمال حقوق الشعب الفلسطيني هما السبيل الوحيد للحفاظ على الاستقرار، والسلام والأمن على المستويين الإقليمي والدولي.

وأضاف: "سنحافظ على حقوق شعبنا، وسنتصدى للعدوان والاحتلال، وسنقاومه بالوسائل السياسية والقانونية، ومن خلال المقاومة الشعبية السلمية. إن شعبنا لن يخضع للاستعمار والفصل العنصري. إن شعبا مثل شعبنا، الصامد والمدعوم والمسلح بتضامن دولي لا مثيل له، لن يقبل الفصل العنصري والبانتوستانات والتطهير العرقي والحصار والكراهية؛ ولن يقبل سلب حقوقه".

وحيّا الرئيس عباس صمود الشعب الفلسطيني في فلسطين وفي المخيمات والشتات، مجددا التأكيد على "أن هذا الاحتلال سينتهي، وسينتصر الحق الفلسطيني، عاجلا أم آجلا".

الجامعة العربية ترحب بالشكاوى المقدمة للمحكمة الجنائية

السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية رحب بالشكاوى التي قدمتها العديد من الدول إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في "الجرائم الإسرائيلية"، مطالبا بالإسراع في إجراءات التحقيق ومحاسبة كافة المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الجرائم.

وقال أبو الغيط في رسالة قرأها ماجد عبد العزيز، المراقب الدائم لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة إن هذا اليوم يوافق ذكرى قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين "وما ترتب عليه من نكبة للشعب الفلسطيني وإنشاء لدولة إسرائيل في أعقاب جريمة تطهير عرقي مكتملة الأركان ارتكبتها العصابات الصهيونية في مظلمة تاريخية مستمرة ما زال الشعب الفلسطيني يتعرض لها منذ أكثر من 7 عقود وتتكرر مشاهدها وفصولها اليوم قتلا وتدميرا وتهجيرا".

دمار واسع النطاق في قطاع غزة في أعقاب غارات جوية إسرائيلية في 10 تشرين الأول/أكتوبر 2023
WHO

 

الاتحاد الأفريقي يدعو المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته حيال الوضع في فلسطين

فاطمة كياري، المراقبة الدائمة للاتحاد الأفريقي لدى الأمم المتحدة قرأت رسالة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد إلى الفعالية.

وقال فكي إن التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر ليس يوما للتضامن مع الشعب الفلسطيني فحسب وإنما هو يوم للتأكيد على التزامنا الثابت كمجتمع دولي بدعم القضية العادلة لفلسطين وحرية الشعب الفلسطيني وحقه في دولته.

وقال إن قضية الشعب الفلسطيني باتت أكثر إلحاحا أكثر من أي وقت مضى، مشيرا إلى أننا نشهد انتهاكا صريحا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني مع تفشي الأعمال العدائية في غزة والأرض الفلسطينية المحتلة. وأكد على ضرورة أن يصبح وقف إطلاق النار الإنساني دائما.

وقال إن مفوضية الاتحاد الأفريقي ستواصل الدعوة إلى تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته فيما يتعلق بالوضع في فلسطين، مجددا دعم الاتحاد الأفريقي للقضية الفلسطينية.

"فلسطين: أرض وشعب"

وضمن فعاليات اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أقيم معرض مصور في مقر الأمم المتحدة بعنوان "فلسطين: أرض وشعب".

وفقا للصفحة الرسمية للاحتفال باليوم، يجسد المعرض احياء ذكرى النكبة الفلسطينية كحدث مؤلم وقع خلال الحرب العربية الإسرائيلية عام 1948، عندما تم طرد وتهجير أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من منازلهم أو فروا منها ليصبحوا لاجئين. 

ويشمل المعرض صورا ومقاطع فيديو وأعمالا فنية تصور حلقات مختلفة من الرحلة الفلسطينية قبل وأثناء وبعد النكبة.

ويعد المعرض بمثابة تذكير بأن ما يقرب من 6 ملايين فلسطيني ما زالوا لاجئين حتى يومنا هذا، وهم منتشرون في جميع أنحاء المنطقة. وتعرض مئات الآلاف من هؤلاء اللاجئين لتهجير قسري إضافي، وقُتل الآلاف منهم، خلال حرب غزة عام 2023، وسط وضع وصفه الأمين العام بـ "الكارثة الإنسانية".