Breadcrumb
لجنة تحقيق أممية: استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا يؤثر بشكل خطير على المدنيين
ذكرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن أوكرانيا أنها وثقت أدلة إضافية تفيد بأن السلطات الروسية ارتكبت هجمات عشوائية وجرائم حرب تتمثل في التعذيب والاغتصاب وغيرهما من أشكال العنف الجنسي، وترحيل الأطفال إلى روسيا.
جاء ذلك في تقرير اللجنة الذي نشرته اليوم الجمعة ومن المقرر أن يتم تقديمه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأشار التقرير إلى أن استمرار النزاع المسلح في أوكرانيا، للعام الثاني، فاقم معاناة آلاف المدنيين المتضررين.
وأفادت اللجنة بمقتل وإصابة مدنيين وتدمير وإلحاق أضرار بأعيان مدنية نتيجة للهجمات العشوائية الإضافية التي شنتها القوات المسلحة الروسية، باستخدام الأسلحة المتفجرة.
على سبيل المثال، قُتل 24 مدنيا- معظمهم من النساء والأطفال- نتيجة هجوم على مبنى متعدد الطوابق من الشقق السكنية في أومان، بمنطقة تشيركاسي، في نيسان/ أبريل2023. وقد أصبح جزء من المبنى غير صالح للسكن. وتحدث أعضاء اللجنة مع سكان المبنى خلال زيارتهم الأخيرة إلى أوكرانيا.
وذكرت اللجنة أن التحقيقات التي أجرتها أكدت الاستنتاجات التي توصلت إليها سابقا بأن السلطات الروسية استخدمت التعذيب بطريقة واسعة النطاق ومنهجية في أنواع مختلفة من مرافق الاحتجاز.
تجاهل عميق للكرامة الإنسانية
بالإضافة إلى النتائج السابقة التي توصلت إليها اللجنة بشأن التعذيب في أوكرانيا ومرافق الاحتجاز في روسيا، فإن الأدلة الجديدة الواردة في هذا التقرير- والتي تم جمعها في منطقتي خيرسون وزابوروجيا، تظهر نفس نمط التعذيب المستخدم في المناطق الخاضعة لسيطرة السلطات الروسية.
وفي الحالات التي تم التحقيق فيها، قام الجناة بشكل رئيسي بتعذيب الرجال المشتبه في نقلهم معلومات إلى السلطات الأوكرانية، أو دعمهم للقوات المسلحة الأوكرانية.
وأظهرت المقابلات مع الضحايا والشهود التجاهل العميق للكرامة الإنسانية من قبل السلطات الروسية في هذه الظروف. وتحدث شهود عيان عن حالات ارتكب فيها التعذيب بوحشية أدت إلى وفاة الضحية.
وفي مركز احتجاز بمدرسة في قرية بيليايفكا، بمنطقة خيرسون، طلب معتقلون الرعاية الطبية عندما ظهرت على أحد الضحايا علامات الضائقة التنفسية مباشرة بعد تعرضه للتعذيب. لكن القوات المسلحة الروسية رفضت، وتوفي الضحية خلال ساعة.
تأكيد على أهمية المساءلة
وتظهر التحقيقات الأخيرة التي أجرتها اللجنة في منطقتي خيرسون وزابوروجيا أن الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي غالبا ما يتم ارتكابه جنبا إلى جنب مع أعمال عنف إضافية ضد الضحايا.
وورد في التقرير أن "امرأة تبلغ من العمر 75 عاما، بقيت بمفردها لحماية ممتلكاتها، تعرضت لاعتداء من قبل جندي روسي ضربها على وجهها وصدرها وأضلاعها، وخنقها أثناء استجوابها. أمرها بخلع ملابسها، وعندما رفضت، مزق ملابسها وقطع بطنها بأداة حادة واغتصبها عدة مرات".
وذكر التقرير أن التجارب المؤلمة الموصوفة في التقرير لها عواقب وخيمة وطويلة المدى على الصحة الجسدية والعقلية للضحايا.
ويحتوي التقرير على ثلاث حالات أظهرت فيها التحقيقات أن السلطات الأوكرانية ارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان ضد أشخاص اتهمتهم بالتعاون مع السلطات الروسية.
وتؤكد اللجنة من جديد أهمية المساءلة بجميع أبعادها، مع الاحترام والرعاية الكاملين لحقوق الضحايا.