Breadcrumb
زلزال ثالث يضرب أفغانستان وسباق مع الزمن لمساعدة المتضررين قبل حلول الشتاء
أفادت وكالات الأمم المتحدة بأن زلزالا قويا آخر ضرب غربي أفغانستان يوم الأحد، ليصبح الزلزال الثالث الذي يضرب المنطقة الفقيرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، الأمر الذي فاقم من معاناة الأسر مع اقتراب فصل الشتاء القاسي.
وقد ضرب الزلزال- الذي بلغت قوته 6.3 درجة على مقياس ريختر- مناطق شمال شرق مدينة هيرات صباح الأحد.
وحتى مساء اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي لأفغانستان، تم الإبلاغ عن مقتل شخصين وإصابة أكثر من 150 آخرين في الزلزال الأخير، وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، وإجمالا، قُتل حوالي 1,500 شخص، وأصيب 2000 آخرون.
سباق مع الزمن
وقال دانييل بيتر إندريس، القائم بأعمال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أفغانستان، إن منظمات الإغاثة في سباق مع الزمن لتقديم المساعدة قبل بداية فصل الشتاء.
وتحدث إندريس للصحفيين في نيويورك عبر الفيديو، قائلا إن هذه الزلازل ضربت بعض المجتمعات الأكثر ضعفا في أفغانستان، "وهي تتصارع بالفعل مع عقود من الصراعات والتخلف الإنمائي".
وأوضح أن هذه المجتمعات المتضررة لا تتمتع بقدر كبير من القدرة على التكيف مع الصدمات المتعددة والمتزامنة، وخاصة مع قدوم فصل الشتاء القارس، ومحدودية الموارد الغذائية لدى الأسر.
وأشار إلى انخفاض درجات الحرارة ليلا بشكل كبير، وإلى أن العديد ممن تضررت منازلهم ينامون في الخارج خوفا من انهيار منازلهم بالكامل.
خطة استجابة أولية
وذكر المسؤول الأممي أن المجتمعات المحلية ومنظمات الإغاثة تساعد المحتاجين من خلال توفير مواد الإغاثة الغذائية وغير الغذائية، بما في ذلك الخيام والبطانيات ومستلزمات التدفئة. ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من المساعدة.
وقال إن المجتمع الإنساني في أفغانستان وضع خطة استجابة أولية للتعافي، مع التركيز على 114,000 شخص تدمرت منازلهم أو لحقت بها أضرار بالغة. ويمكن مراجعة الخطة حسب الضرورة، على حد تعبيره.
وقال إندريس إن الخطة الأولية ستكون ضمن خطة الاستجابة لأفغانستان لعام 2023، والتي تعاني في حد ذاتها من نقص حاد في التمويل.
كوارث متتابعة
ويوم الاثنين، قال برنامج الأغذية العالمي إن الزلازل القوية زادت من الصعوبات الكبيرة التي يواجها الأفغان.
وأوضح فيليب كروبف، المتحدث باسم الوكالة الأممية في أفغانستان، والذي زار القرى المتضررة بعد وقوع الزلازل الأولى الأسبوع الماضي: "هذه مجتمعات بالكاد قادرة على إطعام نفسها، وكل واحدة من هذه الأزمات تدفعها إلى الفقر المدقع".
وشدد على أن هذه الزلازل "تأتي على خلفية ما يقرب من 40 عاما من الصراع المتواصل تقريبا، ومستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي، وخمس سنوات من الجفاف أو الظروف الشبيهة بالجفاف - والانكماش الاقتصادي المستمر منذ عامين والذي دمر سبل العيش والوظائف."
آثار الزلازل مستمرة
وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، تأثر حوالي 43,000 شخص بشكل مباشر من الزلازل وتوابعها في جميع أنحاء المنطقة.
وأفادت تقارير بتدمير أكثر من 3,300 منزل، وتعرض 2,100 منزل لأضرار جسيمة، و1700 منزل بأضرار متوسطة.
كما تعرضت مرافق الإغاثة والمنازل ومصادر المياه والمكاتب لأضرار متفاوتة الخطورة، ولا تزال التقييمات الهندسية مستمرة للتأكد من الأضرار الهيكلية، وللسماح للسكان المصابين بصدمات نفسية بالعودة إلى منازلهم.