تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مسؤولة الشؤون الإنسانية في فلسطين: وضع كارثي غير مسبوق في غزة ويجب السماح بإدخال المساعدات فورا

حذرت لين هاستينغز منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة من خطورة الوضع "اللاإنساني" غير المسبوق في غزة ونفاد الإمدادات الأساسية. وقالت إن المياه المتوفرة لدى المنظمة الأممية لمساعدة السكان ستنفد إما غدا أو بعد غد على الأكثر. 

وفي حوار مع أخبار الأمم المتحدة شددت لين هاستينغز على ضرورة السماح على الفور بدخول إمدادات الإغاثة إلى القطاع. وقالت إن إسرائيل تربط دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بإطلاق سراح الرهائن.

وفيما شددت المسؤولة الأممية على ضرورة إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، بشكل فوري، قالت إن الأمرين -إدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن- يجب ألا يكونا مرهونين بأي شروط. 

المزيد في نص الحوار التالي مع لين هاستينغر وهي أيضا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في فلسطين ونائبة المنسق الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط.

أخبار الأمم المتحدة: الأمم المتحدة طلبت من السلطات الإسرائيلية العدول عن الأمر الصادر للفلسطينيين في شمال غزة بالتحرك جنوبا، هل ما زلتم تعملون على هذا المسار، وما الاستجابة التي تلقيتموها حتى الآن؟

لين هاستينغز: بالطبع ما زلنا نحاول. للأسف الحكومة الإسرائيلية ما زالت تصدر تعليمات تشجع أو تطلب من الناس التحرك إلى الجنوب وتقول إن البقاء شمال غزة ليس آمنا. من المستحيل أن يتمكن مليون شخص من المغادرة إلى جنوب غزة، الكثيرون منهم ليس لديهم وسيلة نقل أو سيارات وحتى لو وجدت السيارات فلا يوجد وقود.

أيضا المستشفيات في الشمال تلقت تعليمات بضرورة إخلائها، وهذا أمر مستحيل آخر، فبعض الموجودين بالمستشفيات قد خضعوا لتوهم لعمليات جراحية. وزارة الصحة لا تستطيع نقل الناس، وقد طلبت من الأمم المتحدة مساعدتها في ذلك ولكننا لا نستطيع لأننا لا نمتلك القدرات اللازمة.

أخبار الأمم المتحدة: غادر الآلاف وما زالوا يغادرون إلى جنوب القطاع، ما هي الإمكانيات الموجودة لديكم هناك لدعمهم؟ وكيف يبدو الوضع جنوب غزة؟

لين هاستينغز: إننا ندعم سكان غزة منذ بداية القصف الجوي. كانوا يحتمون في مدارس الأونروا حيث كان يقدم لهم الغذاء والماء وغير ذلك من المساعدات. ولكن كل ذلك تغير خلال اليومين الماضيين منذ إعلان السلطات الإسرائيلية ضرورة مغادرة مليون شخص إلى الجنوب. ما نفعله الآن يتم في ظل القدرات المحدودة للغاية في جنوب القطاع. أولا لعدم وجود ملاجئ قادرة على استيعاب أعداد القادمين. 

ثانيا لعدم توفر المياه لدينا. نعم لدينا بعض إمدادات الغذاء في مراكز التوزيع ولكننا لا نستطيع الوصول إليها بسبب القصف. ومرة أخرى فإن عدم وجود الوقود يعني عدم تحلية المياه التي تعتمد عليها غزة بشكل مكثف. عدم وجود الوقود يعني أيضا عدم توفر الرعاية الصحية لأن المستشفيات بحاجة إلى الكهرباء. يعني هذا أن النظام الصحي في غزة قد انهار. نحن في الأمم المتحدة نفعل كل ما بوسعنا لتوفير الإيواء لكننا نحتاج إلى إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة على الفور.

أخبار الأمم المتحدة: وما آخر التطورات على صعيد فتح ممر إنساني آمن، وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الأممية الموجودة بالفعل على الجانب المصري؟

لين هاستينغز: يمكننا إدخال المساعدات من الغذاء والماء والدواء والوقود من كل من مصر وإسرائيل، ولكن المشكلة أننا لم نحصل على موافقة الجانب الإسرائيلي على إدخال هذه المواد. في الوقت الراهن لا يسمحون لنا بالحركة، لذا نطالب بالوصول الآمن غير المشروط. وكما ندعو إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ندعو أيضا إلى الوصول الفوري وبدون شروط لتوفير المساعدة الإنسانية ليس فقط لإدخال الإمدادات إلى غزة ولكن أيضا لنقلها بأنحاء القطاع بما يعني أننا بحاجة إلى وقف إطلاق النار ليتمكن موظفونا من التحرك بأمان.

أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يمكن أن تشاركيه معنا عن محادثاتك مع الجانب الإسرائيلي بشأن السماح بإدخال المساعدات؟

لين هاستينغز: نعمل على هذا الأمر بشكل مكثف، ولكننا لم نتمكن من التوصل إلى اتفاق بعد. إسرائيل تربط دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بإطلاق سراح الرهائن. مرة أخرى يجب ألا يكون أحد الأمرين مرهونا بشروط. ما نراه الآن هو أن إسرائيل قالت إنها تريد تدمير حماس، لكن مسارها الراهن سيدمر غزة.

أرشيف (عام 2021): المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز في مدينة غزة.
UN OCHA OPT
أرشيف (عام 2021): المنسقة المقيمة ومنسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز في مدينة غزة.
أخبار الأمم المتحدة: حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن الإمدادات الأساسية آخذة في النفاد، متى تتوقعين أن تنفد مواد الإغاثة الموجودة لديكم؟

لين هاستينغز: نتوقع ألا يكون لدينا ماء بحلول الغد (الاثنين) أو بعد غد الثلاثاء. سمعنا تقارير تقول إن إسرائيل فتحت وصلة المياه إلى غزة هذا المساء، ولكن موظفينا قالوا إن الماء ما زال مقطوعا. ما نحتاجه هو استئناف إمدادات المياه لملء الآبار على الأقل في جنوب غزة، ويجب أن يحدث هذا على الفور.

أخبار الأمم المتحدة: ما الخيارات الأخرى لديكم لدعم سكان غزة؟

لين هاستينغز: كل يما يمكننا فعله هو توزيع ما لدينا. على سبيل المثال، في الشمال منحت اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل الإمدادات في مستودعاتها إلى وزارة الصحة لتستخدمها. الآن كل ما يمكننا فعله هو إتاحة الإمدادات المختلفة الموجودة لدينا الآن. ولكن الأمر يتعلق بالدعوة والمناصرة لتسمح لنا السلطات الإسرائيلية بالدخول وتوزيع الإمدادات الإنسانية.

أخبار الأمم المتحدة: ما الذي يقوله لك زملاؤك العاملون في المجال الإنساني داخل غزة؟ كيف يصفون الوضع في القطاع؟

لين هاستينغز: إنه وضع غير مسبوق. أي شخص يتابع هذا الاحتلال والصراع لعقود طويلة، سيرى النطاق غير المسبوق للكارثة الإنسانية. كما قلت فإن أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر وهجمات حماس، بغيضة بشكل مطلق. ولكن هذا الهجوم على غزة غير مسبوق وكارثي، ولن يؤدي إلى أي نتيجة للفلسطينيين الذين يعيشون في غزة.

أخبار الأمم المتحدة: ما أكثر ما يخيفك بشأن الوضع الحالي؟

لين هاستينغز: إنه سؤال صعب لأن هناك أمورا كثيرة ولكن الأمر يتعلق بفقدان إنسانيتنا إذا سمح المجتمع الدولي باستمرار الوضع الحالي. ما نشهده الآن هو ببساطة غير إنساني.

أخبار الأمم المتحدة: ما أكثر ما تمس الحاجة إليه من المجتمع الدولي ودول المنطقة؟

لين هاستينغز: يجب تقديم الدعم للأمم المتحدة وشركائنا لإدخال الإمدادات إلى غزة. لا أستطيع أن أؤكد بما فيه الكفاية على ضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع. 

يجب أن يتوقف إطلاق النار. فيما بعد سنحتاج إلى التمويل ولكن هذا ليس أهم أمر حاليا، سنتحدث عن ذلك فيما بعد. الآن، لدينا إمدادات جاهزة يمكن أن ندخلها إلى القطاع. يجب أن يطالب العالم بالسماح لنا بإدخال المساعدات الموجودة على أعتاب غزة.