Breadcrumb
منظمة الصحة العالمية: التحديات على أرض الواقع تنذر بكارثة حقيقية في غزة
حذر الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط من وقوع "كارثة حقيقية" في غزة بالنظر إلى التحديات الكثيرة التي قال إنها تواجه عمل الطواقم الطبية على الأرض.
وفي حوار حصري مع أخبار الأمم المتحدة، شدد الدكتور المنظري على ضرورة أن تتدخل جميع الجهات- سواء منظمات الأمم المتحدة أو المنظمات الإغاثية غير الأممية والدول والقيادات السياسية- بهدف منع وقوع هذه الكارثة.
وجدد التحذير من أن النظام الصحي في غزة أوشك على الانهيار لعدد من الأسباب فصلها بالقول:
"ازدياد عدد المصابين والوفيات والتي فاقت مقدرة النظام الصحي في غزة. معظم المستشفيات في غزة- وأكبرها مستشفى الشفاء- قد وصلت تقريبا إلى طاقتها الاستيعابية. غرف العناية المركزة غير متوفرة وغرف العمليات مليئة وهي تعمل على مدار الساعة إضافة إلى ذلك هناك نقص في المستلزمات الطبية والدم ومشتقاته، هناك نقص في إمدادات المياه والوقود والكهرباء. وستكون هناك معاناة حقيقية إن لم تتوفر خلال الساعات القادمة".
وسلط المنظري الضوء على استهداف المؤسسات الصحية بمختلف مستوياتها: وأضاف:
"منذ بداية الأزمة وحتى الآن تم تسجيل ما يقارب من 76 هجمة على المؤسسات الصحية- 34 منها في غزة و42 في الضفة الغربية. وقد أدت إلى وفاة 11 عاملا صحيا، كما تم استهداف ما يقرب من 60 سيارة إسعاف".
استجابة فورية للوضع في غزة
وتحدث الدكتور المنظري عن الجهود التي تبذلها منظمة الصحة العالمية للاستجابة للاحتياجات الصحية الكبيرة في غزة، مشيرا إلى أن لدى المكتب القطري لمنظمة الصحة العالمية فروعا في غزة، مبينا أن الطواقم الطبية المتخصصة التابعة للمنظمة تحركت منذ اللحظات الأولى لتقديم الدعم اللازم بالتعاون مع السلطات الصحية.
وأضاف: "المكتب الرئيسي في جنيف كذلك على تواصل دائم بهدف التشاور حول مختلف أنواع الدعم. تم تخصيص نحو 3 ملايين دولار من صندوق الطوارئ في جنيف، إضافة إلى مليون دولار آخر لشراء المستلزمات الأساسية. قمنا بتحريك المخزون اللوجستي للمنظمة في دبي من أجل توريد المستلزمات الأساسية. وستتحرك طائرة يوم غد الصباح (السبت) إلى العريش بمساعدة السلطات المصرية".
وقال المسؤول الأممي إن الطائرة ستحمل مستلزمات طبية ومواد إغاثية وجراحية والدم ومشتقاته وأدوية ومستلزمات مختبرية وكذلك محاليل وريدية.
وأوضح أن المنظمة خصصت طواقم طبية متخصصة في مختلف المجالات وهي على أهبة الاستعداد للدخول إلى قطاع غزة.
ضرورة فتح المعابر الإنسانية
وقد حذرت الوكالات الإنسانية من أن المساعدات الإنسانية، ومن بينها الأدوية، آخذة في النفاد.
سألنا الدكتور المنظري عمّا إذا كان لدى المنظمة خطة طوارئ لتزويد الناس بالاحتياجات الصحية العاجلة بالنظر إلى صعوبة الدخول إلى غزة. فأجاب بالقول:
"لدينا خطة طوارئ ولكن إذا لم يتم فتح المعابر الإنسانية- معبر رفح على سبيل المثال- فإن هذه الخطة لن تفيد".
ووجه الدكتور المنظري رسالة شدد فيها على ضرورة عدم استهداف المنشآت الصحية والالتزام بالمبادئ والأسس والقيم الأخلاقية الإنسانية التي نصت عليها القوانين الدولية والتي التزمت بها كل الدول لحماية المنشآت الصحية والعاملين فيها وأن تسهل وصول الطواقم الطبية إلى أرض الميدان حتى نتفادى فقدان الأرواح.
واختتم حديثه بالقول: "تعتبر المؤسسة الصحية أحد الأماكن الآمنة، فإذا استهدفت فقدنا الأمن والأمان والسلم والسلام على أرض الواقع".