Breadcrumb
كاراباخ: استمرار الاستجابة الإنسانية للاحتياجات الصحية المتزايدة
استمرت اليوم الثلاثاء جهود الاستجابة الإنسانية لأزمة كاراباخ، حيث نبهت وكالات الأمم المتحدة وشركاؤها إلى الاحتياجات الصحية الملحة لأكثر من 100 ألف لاجئ دخلوا أرمينيا.
ولا تزال هناك مخاوف أيضا بشأن من لا يستطيعون مغادرة بلدة خانكندي في منطقة كاراباخ - المعروفة باسم ستيباناكيرت بين الأرمن - والتي قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها على وشك أن تصبح خالية من السكان.
وأثناء مشاركتها في مؤتمر صحفي في جنيف، ذكرت اللجنة أن أولويتها تتمحور حول العثور على الأشخاص الضعفاء الذين لا يستطيعون مساعدة أنفسهم.
مدينة مهجورة
وقال ماركو سوتشي، رئيس قسم الانتشار السريع باللجنة الدولية للصليب الأحمر: "أصبحت المدينة الآن مهجورة تماما. المستشفيات لا تعمل. لقد غادر الطاقم الطبي ومدير المشرحة. غادرت سلطات مجلس المياه. غادر أيضا أصحاب المصلحة الذين كنا نعمل معهم من قبل. يبدو المشهد سرياليا للغاية".
وأكد السيد سوتشي أن خدمات الكهرباء والمياه لا تزال متوفرة في المدينة وأن الأولوية هي العثور على "الحالات الضعيفة للغاية، وكبار السن، والأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية، والأشخاص الذين ليس لديهم أحد يساعدهم".
عاجزة ووحيدة
ومن بين هؤلاء سوزانا وهي امرأة مسنة ومصابة بالسرطان، عثر عليها خلال الأيام القليلة الماضية في مبنى سكني بالطابق الرابع "وحيدة وغير قادرة على النهوض من سريرها".
"لقد ترك لها الجيران الطعام والماء منذ عدة أيام ولكن إمداداتها كانت على وشك النفاد. وبينما كانت تنتظر المساعدة، بدأت تفقد الأمل. وبعد التأكد من استقرار حالتها، تم نقلها بسيارة إسعاف إلى أرمينيا".
ومن المتوقع وصول حوالي 300 طرد غذائي يوم الثلاثاء من "غوريس" لتوفير السلع الأساسية لمن تركوا خلف الركب، وفقا لمسؤول اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وتحدث السيد سوتشي عن قصة سيدة مسنة قامت بتنظيف ثلاجتها ومنزلها، "وتركت الباب مفتوحا لتهوية المنزل من أجل القادمين الجدد"، مشيرا إلى أن الكثير من الناس تركوا منازلهم ومتاجرهم مفتوحة لمن قد يكونون بحاجة إليها.
تدفق هائل
أما فيما يتعلق بالوضع في أرمينيا المجاورة، فإن النظام الصحي في البلاد بحاجة إلى الدعم للتعامل مع التدفق "الضخم" للاجئين، حسبما أفادت الدكتورة مارث إيفيرارد، الممثلة الخاصة للمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أرمينيا.
عادت الدكتورة مارث مؤخرا من بلدة غوريس، وهي نقطة دخول رئيسية من منطقة كاراباخ.
وفي حديثها للصحفيين في جنيف- عبر تطبيق زووم- قالت المسؤولة الأممية إن الأمراض المعدية تحتاج إلى المراقبة والعلاج، في حين ينبغي أيضا معالجة الفجوات في التطعيم ضد الحصبة.
وشددت على أن الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي لا يزالان يشكلان أهمية بالغة.
دمج العاملين الصحيين
وأضافت المسؤولة في منظمة الصحة العالمية أن الاحتياجات العاجلة الإضافية بين الوافدين الجدد- إلى جانب المأوى- تشمل علاج الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب والسرطان، مشيرة إلى التزام المنظمة بدعم الجهود "الواسعة" التي تبذلها الحكومة الأرمينية.
وقالت الدكتورة إيفيرارد: ذلك الدعم يشمل"دمج أكثر من 2,000 ممرضة وأكثر من 2,200 طبيب في النظام الصحي الأرمني".
وأشارت الدكتورة إيفيرارد أيضا إلى أن منظمة الصحة العالمية وسعت دعم الطوارئ لأرمينيا من خلال توفير الإمدادات للمساعدة في علاج أكثر من 200 بالغ وطفل أصيبوا بحروق شديدة جراء انفجار مستودع للوقود في كاراباخ الأسبوع الماضي، والذي أودى بحياة 170 شخصا أيضا.
وأفادت المسؤولة الأممية بوصول فريق متخصص في الحروق كجزء من مبادرة فرق الطوارئ الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى يريفان خلال عطلة نهاية الأسبوع. "لقد أطلقنا دعوة للحصول على مزيد من الفرق المتخصصة ودعم نقل بعض هؤلاء المرضى الذين يعانون من حالات أكثر خطورة إلى مراكز متخصصة في الخارج".