Breadcrumb
غوتيريش يدعو إلى القضاء على الأسلحة النووية في ظل تنامي تهديداتها
قال الأمين العام للأمم المتحدة إنه في الوقت الذي أدى فيه "انعدام الثقة والمنافسة الجيوسياسية" إلى دفع المخاطر النووية إلى مستويات الحرب الباردة، فإن الإزالة الكاملة لهذه الأسلحة هي الطريق الوحيد لمستقبل سلمي.
جاء نداء الأمين العام أنطونيو غوتيريش في رسالة أصدرها اليوم الثلاثاء بمناسبة اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية.
وحذر من أنه يتم عكس التقدم الذي تم تحقيقه بشق الأنفس على مدى عقود عديدة لمنع استخدام وانتشار واختبار الأسلحة النووية، داعياً إلى نزع الأسلحة النووية وتعزيز نظام عدم الانتشار.
سباق تسلح جديد
وأثناء مشاركته في فعالية رفيعة المستوى لإحياء اليوم الدولي، قال الأمين العام إن أي استخدام لسلاح نووي، "في أي وقت وفي أي مكان وفي أي سياق، من شأنه أن يطلق العنان لكارثة إنسانية ذات أبعاد أسطورية".
وأكد أن هذه ليست مبالغة، بل هي الرسالة الخالدة للناجين من هجومي هيروشيما وناغازاكي.
وقال السيد غوتيريش إن سباق تسلح جديدا مثيرا للقلق يحاك، حيث يمكن أن يرتفع عدد الأسلحة النووية لأول مرة منذ عقود، كما أن الهيكل العالمي لنزع السلاح وعدم الانتشار آخذ في التآكل.
وأضاف: "يتم تحديث الترسانات النووية لجعل هذه الأسلحة أسرع وأكثر دقة وقدرة على التخفي. السيوف النووية تهتز مجددا. هذا جنون. يجب علينا أن نعكس المسار".
قيادة الطريق
دعا الأمين العام الدول النووية إلى أن تقود الطريق للوفاء بالتزاماتها في مجال نزع الأسلحة النووية، والالتزام بعدم استخدامها تحت أي ظرف من الظروف.
وشدد على ضرورة تعزيز وإعادة الالتزام بنظام نزع الأسلحة النووية وعدم الانتشار، بما في ذلك معاهدتا عدم انتشار الأسلحة النووية وحظر الأسلحة النووية، فضلا عن معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية.
وقال: "على الرغم من أن المعاهدة لم تدخل حيز التنفيذ بعد، فإنها تظل شهادة قوية على إرادة البشرية في إزالة شبح الإبادة النووية عن عالمنا بشكل نهائي".
تم تبني معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية عام 1996، وقد تم التوقيع عليها من قبل 185 دولة، وصدقت عليها 170 دولة، بما في ذلك ثلاث دول تمتلك أسلحة نووية، هي فرنسا وروسيا والمملكة المتحدة.
ومع ذلك، لكي تدخل المعاهدة حيز التنفيذ، يجب أن يتم التوقيع والتصديق على المعاهدة من قبل 44 دولة محددة تمتلك التكنولوجيا النووية، ثمان منها لم تصدق بعد، بما في ذلك الصين ومصر والهند وإيران وإسرائيل وجمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية وباكستان والولايات المتحدة.
إنهاء التهديد النووي
ودعا الأمين العام إلى إعادة استخدام "أدوات الحوار والدبلوماسية والتفاوض" لتخفيف التوترات وإنهاء التهديد النووي.
وأضاف أن الحوار يجب أن يتناول أيضاً التفاعل المتزايد بين الأسلحة الاستراتيجية والتقليدية، والعلاقة بين الأسلحة النووية والتكنولوجيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي.
وقال: "يجب أن يكون البشر دائماً هم المسيطرون على أي قرار باستخدام الأسلحة النووية، ويكونوا مسؤولين عنها".
وقال السيد غوتيريش إن "الخطة الجديدة للسلام" التي تم إطلاقها مؤخراً تمثل فرصة جديدة للوصول إلى عالم خال من الأسلحة النووية، ودعا جميع الدول الأعضاء إلى دعم هذه القضية الأساسية.
وختم كلمته بالقول: "لقد أمضى العالم وقتاً طويلاً في ظل الأسلحة النووية. دعونا نتراجع عن حافة الكارثة. دعونا نستهل حقبة جديدة من السلام لجميع الناس. دعونا نصنع التاريخ من خلال إحالة الأسلحة النووية إلى التاريخ".
جدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تناولت موضوع نزع الأسلحة النووية في أول قرار لها على الإطلاق عام 1946، واليوم لا يزال هناك حوالي 12512 سلاحاً نووياً يهدد العالم.