تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

سوريا: نواصل التعامل مع تداعيات الزلزال ونؤكد حقنا في الجولان

قال السفير السوري بسام صباغ إن حكومة بلاده تواصل بذل الجهود للتعامل مع آثار الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا في السادس من شباط/فبراير، مشيرا إلى أن الزلزال أضاف عبئا على الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب المستمرة منذ عام 2011. 

رئيس الوفد السوري إلى مناقشات الدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة قال في كلمته، اليوم الثلاثاء، إن الزلزال دمر مئات المباني والبنى التحتية والمرافق الخدمية وتسبب بوقوع آلاف الضحايا والجرحى وجعل عشرات الآلاف بلا مأوى.

وأوضح أن الحكومة السورية حرصت على تقديم كافة التسهيلات اللازمة لوصول المساعدات الإنسانية وعمال الإغاثة إلى كل المناطق المتضررة "ومنحت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية العاملة في سوريا موافقات مفتوحة لتسهيل وتسريع إجراءات دخول إمدادات الإغاثة الطارئة لدعم المتضررين، بما في ذلك فتحها لمعابر حدودية بقرار سيادي لتسهيل الاستجابة الإنسانية في المناطق المتضررة".

وأعرب عن تقديره للأمين العام على إطلاقه نداء إنسانيا عاجلا للاستجابة لتداعيات الزلزال الكارثية.

"انتهاكات إسرائيلية" في الجولان المحتل

قال السفير بسام صباغ إن المبدأ الأساسي الذي أكد عليه مـيثاق الأمم المتحدة هو احترام سيادة واستقلال الدول الأعضاء ووحدة وسلامة أراضيها.

وأشار إلى أن أي اكتساب لأراضي الغير بالقوة هو احتلال، وأي وجود عسكري غير شرعي على أراضي أي دولة ذات سيادة هو انتهاك صريح لهذا الميثاق ومخالفة واضحة للقانون الدولي "يجب أن ينتهي فورا ودون قيد أو شرط".

وأشار إلى أن احتلال إسرائيل للأراضي العربية في فلسطين والجولان السوري منذ عام 1967 وحتى الآن "وما يستتبعه من بناء للمستوطنات وتغيير للتكوين الديمغرافي والهيكل المؤسساتي خاصة من خلال محاولات فرض الجنسية الإسرائيلية قسرا على أبناء الجولان المحتل ناهيك عن نهب موارد الجولان الطبيعية والاستيلاء على أراضي المزارعين السوريين... هو أبشع أشكال الانتهاكات الجسيمة لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني".

من ناحية أخرى، قال السفير السوري إن هذا العام شهد تصعيدا خطيرا "للممارسات الإجرامية الإسرائيلية والتي بلغ عدد ضحاياها أعلى مستوى لها".

واتهم إسرائيل بارتكاب "المزيد من المجازر" وتصعيد عدوانها العسكري وقصفها الصاروخي المتكرر للمدن والموانئ والمطارات المدنية السورية، الأمر الذي قال إنه عرض أراوح المدنيين وسلامة الطيران المدني للخطر وأعاق عمليات الأمم المتحدة الإنسانية.

وأدان بأشد العبارات تلك "الجرائم والاعتداءات الإسرائيلية" واستنكر ما وصفه بـ "الصمت من قبل بعض الدول التي تنصب نفسها حامية للقانون الدولي ولقانون حقوق الإنسان".

وأكد حق بلاده المشروع في استعادة الجولان السوري المحتل كاملا حتى خط الرابع من حزيران/يونيو لعام 1967. 

كما تطرق السفير بسام صباغ إلى التدابير القسرية الأحادية التي تفرضها "الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الغربيون"، واصفا تلك التدابير بأنها "لا شرعية ولا أخلاقية ولا إنسانية وقد فاقمت من معاناة السوريين".

استعداد لعودة اللاجئين السوريين

على الصعيد الإنساني، شدد رئيس الوفد السوري على أن الارتقاء بالوضع الإنساني في سوريا يتطلب توفير حلول مستدامة لدعم السوريين خاصة بعد الزلزال، تتمثل في زيادة حجم وكم مشاريع التعافي المبكر، بما يقلل من الاعتماد على المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة ويزيد من قدرة السوريين على الصمود ويوفر ظروف عودة كريمة وطوعية للنازحين واللاجئين إلى مناطقهم.

وأعرب عن استعداد بلاده للترحيب بعودة كل لاجئ سوري، مشيرا إلى أن الحكومة السورية تتعاون مع مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين لتحقيق هذا الهدف.

القمة العربية

السفير السوري قال إن القمة العربية التي عقدت في أيار/مايو في جدة في المملكة العربية السعودية حققت إنجازا كبيرا.

وأضاف أنها "أعادت للموقف العربي ألقه وللعمل العربي المشترك زخمه وأكدت من خلالها الدول العربية على دعم سوريا في الحفاظ على سيادتها ووحدة أراضيها وتجاوز الظروف الصعبة التي تمر بها من جراء الحرب الإرهابية التي واجهتها والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها وتداعيات الزلزال المدمر الذي أصابها".