Breadcrumb
عمدة مدينة الرباط: الزلزال أظهر قوة الشعب المغربي- وملتزمون بالمساواة بين الجنسين
قالت عمدة مدينة الرباط إن كارثة الزلزال التي ضربت أجزاء من المملكة المغربية أظهرت قوة وتضامن الشعب المغربي، مشيرة إلى أن كافة قطاعاته تلاحمت وتدافعت لمساعدة المتأثرين بالزلزال.
السيدة أسماء غلالو، هي أول امرأة تتولى منصب عمدة مدينة الرباط، عاصمة المغرب.
وقد أجرت معها أخبار الأمم المتحدة حوارا على هامش مشاركتها في قمة أهداف التنمية المستدامة التي عقدت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بالتزامن مع فعاليات الأسبوع الرفيع للجمعية العامة للأمم المتحدة.
أكدت السيدة غلالو أن الشعب المغربي- الفقير منهم والغني ومتوسط الدخل- من طنجة إلى الدويرة- ساهموا في التخفيف من تداعيات كارثة الزلزال، مشيرة إلى ما وصفته بـ "التضامن غير المشروط بين جلالة الملك محمد السادس والشعب المغربي".
وقالت إن العاهل المغربي، وعقب كارثة الزلزال عقد اجتماعا عاجلا جمع كل مستويات السلطة والحكومة والجيش وكل من بإمكانه الحد من وقوع ضحايا للزلزال وتخفيف هذه المأساة. وأشارت إلى تأسيس صندوق الدعم لزلزال الحوز، وقد تدافع كل المغاربة والمؤسسات العمومية والخصوصية وفرق كرة القدم لدعم هذا الصندوق.
وأوضحت أن الدولة تكفلت بالأطفال الذين صاروا أيتاما بسبب الزلزال وأطلقت عليهم "مكفولي الأمة"، مضيفة أن الدولة سترافقهم مدى الحياة.
كما قامت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بمجموعة من البرامج والإجراءات الاحترازية من أجل الحفاظ على سلامة هؤلاء الأطفال وحمايتهم.
وقد حث الملك كافة المسؤولين على الحفاظ على ضحايا زلزال الحوز سواء المرأة أو الطفل أو الشباب، وفقا لتعبير المسؤولة المغربية.
صوت المرأة حاضر بقوة في المحافل العالمية
تترأس السيدة غلالو أيضا شبكة المدن القوية وهي أيضا أمينة المال لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة. وخلال وجودها في نيويورك، شاركت في المنتدى الرابع لشبكة المدن القوية إضافة إلى عدد من الفعاليات الأخرى.
وقالت عمدة مدينة الرباط إن مشاركتها في هذه الفعاليات تهدف "لتوصيل صوتنا نحن النساء العربيات الأفريقيات الرائدات من داخل الأمم المتحدة، والتأكيد أن صورة المرأة اليوم قد اختلفت كليا عما سبق. جئنا لنقول إن المرأة موجودة اليوم بكل ما لديها من قوة وعزيمة وإنها ستساهم في تنمية بلادها. وهذا أمر إيجابي جدا".
وأضافت أن هذه المشاركة تهدف أيضا إلى تبادل التجارب والجوانب التي نجحت فيها العاصمة الرباط ومشاركتها مع الدول المتقدمة وتلك التي في طور التقدم.
"جئنا من أجل تحقيق الأجندات العالمية والمساهمة في إنزالها على أرض الواقع. تمثل هذه الاجتماعات واللقاءات الدولية فرصة سانحة من أجل مشاركة جوانب النجاح والإخفاق مع الدول الأخرى".
المغرب يخطو خطوات واسعة في تحقيق المساواة بين الجنسين
قالت المسؤولة المغربية إن بلادها نفذت مجموعة من الإجراءات المهمة من أجل تحقيق هدف المساواة بين الجنسين.
"عام 2007 تم سن قانون الجنسية الذي يسمح للأم المتزوجة من أجنبي بأن تمنح جنسيتها للطفل. أيضا تحسنت نسبة تعليم الفتيات بصورة إيجابية جدا. هناك أيضا جهود فيما يتعلق بمواكبة المرأة في سوق العمل وخلق الفرص. هناك برامج للحد من العنف ضد المرأة والتصديق على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. في 2011، تمت مراجعة دستور المملكة للتأكيد على مأسسة المساواة بين الجنسين ومكافحة كافة أشكال التمييز في دستورنا وكذلك وضع تدابير التمييز الإيجابي".
على المستوى السياسي، قالت السيدة أسماء غلالو إن الانتخابات الأخيرة أفرزت نتائج إيجابية لصالح المرأة، مشيرة إلى أن عددا من النساء يشغلن مناصب مهمة، "فعلى مستوى ست مدن كبرى، ثلاث منها يتم تسييرها بواسطة نساء وهي مدن الرباط والدار البيضاء ومراكش بالإضافة إلى مجموعة من المدن الصغيرة والمجالس القروية. كذلك هناك مجموعة من النساء ممثلات داخل البرلمان. كذلك تترأس امرأة المجلس الأعلى للحسابات وهو واحد من أهم المؤسسات. أما على مستوى مدينة الرباط، فالعمدة امرأة وكذلك الوكالة الحضرية للتنمية تترأسها امرأة وكذلك مركز الاستثمار تترأسه امرأة. جلالة الملك هو أكبر محام ومدافع عن المرأة وهو نصير للمرأة ومن المؤيدين لها وكذلك رئيس الحكومة الحالي هو أيضا من المؤيدين للمرأة".
دور الحكومات المحلية في التصدي للقضايا العالمية الملحة
تطرقت السيدة أسماء غلالو إلى التحديات العديدة التي يوجهها العالم- من قبيل الفقر وعدم المساواة بين الجنسين وتغير المناخ والكوارث الطبيعية والأوبئة. ومضت قائلة:
"يتمثل دورنا في الحكومات المحلية في المساهمة في التقدم والعدالة والمساواة بين الجنسين. نريد أن نحقق كافة الخطط العالمية التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة. تمثل كل هذه الأهداف سببا في لقاءاتنا المتواصلة بين جميع الحكومات المحلية على المستوى العالمي".
باعتبارها أول امرأة تتولى منصب عمدة مدينة الرباطـ، قالت السيدة غلالو إنها تعمل باستمرار على تقدم وتطور مسقط رأسها، مدينة الرباط، مشيرة إلى توقيع اتفاقية الرباط عاصمة الأنوار والتي تتضمن مجموعة من المشاريع في إطار أهـداف التنمية المستدامة.
"اليوم عندما نقول إن الرباط العاصمة الخضراء فهي خضراء بمعنى الكلمة. يصل نصيب الفرد من المساحات الخضراء في مدينة الرباط 75 مترا مربعا وهذا يدخل في تطوير وترقية المحيط الذي يعيش فيه سكان الرباط".
المغرب يوقع اتفاقات مهمة في مجال المناخ
وقع المغرب على العديد من الاتفاقات التي تهدف إلى التصدي لتغير المناخ، وفقا للسيدة غلالو، مشيرة إلى انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الثاني والعشرين للمناخ (كوب 22)، في مراكش سنة 2016، حيث تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقات. "وقد لعب المغرب دورا طلائعيا من أجل إنزال هذه الاتفاقيات إلى أرض الواقع" كما قالت.
لمكافحة الجفاف، قمنا بتحلية مياه البحر من أجل توفير الماء للسقي والفلاحة وغيرهما من الأغراض. قمنا باستغلال الطاقة الشمسية من أجل توليد الطاقة واستغلالها في تحلية المياه. حولنا التأقلم مع التغيرات المناخية التي يعرفها العالم. على مستوى مدينة الرباط تمت إعادة الإنارة العمومية بكاملها باستخدام الطاقة الشمسية.
وانخرطنا في كهربة الحافلات العامة ويتم شحن هذه الحافلات باستخدام الطاقة الشمسية وبذلك نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد.