تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

بايدن: يجب التصدي لروسيا في أوكرانيا لردع المعتدين المحتملين في المستقبل

أكد رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن أن بلاده وحلفاءها سيواصلون دعم أوكرانيا، وشدد على أن العالم يجب أن يقف في وجه "العدوان السافر" لروسيا لردع المعتدين الآخرين المحتملين في المستقبل.

وفي كلمته أمام المناقشة العامة رفيعة المستوى للجمعية العامة، قال السيد بايدن إن "روسيا وحدها تتحمل المسؤولية" عن الحرب في أوكرانيا، وهي وحدها التي لديها القدرة على إنهائها.

وأضاف أمام قادة العالم: "تعتقد روسيا أن العالم سوف يمل وسيسمح لها بمعاملة أوكرانيا بوحشية دون عواقب. ولكن دعوني أسأل: إذا تخلينا عن المبادئ الأساسية [للأمم المتحدة] لاسترضاء المعتدي، فهل يمكن لأي دولة عضو في هذه الهيئة أن تشعر بالثقة في أنها محمية؟ وإذا سمحنا بتقسيم أوكرانيا، فهل يكون استقلال أي دولة آمنا؟"

وقال الرئيس الأمريكي إن بلاده بالتعاون مع حلفائها ستواصل الوقوف إلى جانب "الشعب الأوكراني الشجاع فيما يدافع عن سيادته ووحدة أراضيه وحريته"، معتبرا ذلك استثمارا ليس فقط في مستقبل أوكرانيا "ولكن في مستقبل كل دولة".

"شرق أوسط متكامل وأكثر استدامة"

وقال السيد بايدن إن الإعلان الأخير الذي صدر خلال قمة مجموعة العشرين لربط الهند بأوروبا عبر الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والأردن وإسرائيل سيحفز فرص الاستثمار عبر قارتين وهو "جزء من جهودنا لبناء شرق أوسط متكامل وأكثر استدامة".

وقال إن هذا يظهر كيف أن زيادة تطبيع إسرائيل وعلاقاتها الاقتصادية مع جيرانها "يحقق تأثيرات إيجابية وعملية، حتى بينما نواصل العمل بلا كلل لدعم السلام العادل والدائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين: دولتان لشعبين".

كسر جمود مجلس الأمن
 

وأكد السيد بايدن أنه من خلال المؤسسات الدولية والإقليمية متعددة الأطراف، تم إحراز تقدم كبير لما فيه خير البشرية على مر السنين، وأن الولايات المتحدة ملتزمة بمواصلة ذلك. إلا أنه شدد على ضرورة تحديث المؤسسات والمناهج القديمة. 


وقال إن بلاده تدعم جعل المؤسسات المالية الدولية في متناول الدول النامية، فضلا عن إصلاح مجلس الأمن الدولي لجعله أكثر شمولا من خلال "زيادة عدد الأعضاء الدائمين وغير الدائمين".

وأضاف: "لقد أجرت الولايات المتحدة مشاورات جادة مع العديد من الدول الأعضاء وسنواصل القيام بدورنا لدفع المزيد من جهود الإصلاح إلى الأمام، والبحث عن أرضية مشتركة، وإحراز تقدم في العام المقبل. يجب أن نكون قادرين على كسر الجمود الذي كثيرا ما يعيق التقدم ويمنع التوصل إلى توافق في الآراء في المجلس. نحن بحاجة إلى مزيد من الأصوات ووجهات النظر على الطاولة. ويجب على الأمم المتحدة أن تستمر في الحفاظ على السلام، ومنع الصراعات، وتخفيف المعاناة الإنسانية".

إدارة المنافسة

وفيما يخص الصين، قال السيد بايدن إن الولايات المتحدة تسعى إلى "إدارة المنافسة بين البلدين بشكل مسؤول حتى لا تنزلق الأمور إلى الصراع". وقال إن بلاده ستقاوم "العدوان والترهيب" فيما تدافع عن حرية الحركة وتكافؤ الفرص الاقتصادية، إلا أنه شدد على استعدادها للعمل مع الصين في القضايا التي يتوقف التقدم فيها على جهودهما المشتركة، "وليس هناك ما هو أكثر أهمية من أزمة المناخ المتسارعة".

تهديد وجودي

وأشار الرئيس الأمريكي إلى موجات الحر القياسية التي أثرت على البلدين، وحرائق الغابات والفيضانات التي شهدها العالم مؤخرا، بما في ذلك الفيضانات المأساوية في ليبيا، وقال: "هذه اللقطات مجتمعة تحكي قصة عاجلة عما ينتظرنا إذا فشلنا في تقليل اعتمادنا على الوقود الأحفوري والبدء في تحصين عالمنا من الآثار المناخية".

وأكد السيد بايدن أن إدارته تعاملت مع أزمة المناخ منذ اليوم الأول باعتبارها تهديدا وجوديا، "ليس لنا فقط، بل للبشرية جمعاء".

وشدد على أن الولايات المتحدة تسعى إلى عالم أكثر أمنا وازدهارا وإنصافا لجميع الناس، "لأننا نعلم أن مستقبلنا مرتبط بمستقبلكم، ولا تستطيع أي دولة مواجهة تحديات اليوم بمفردها".

وقال إن زعماء العالم سيحاسبون على مدى وفائهم بالوعود التي قطعوها، وأضاف: 

"هل سنجد في أنفسنا الشجاعة للقيام بما يجب القيام به للحفاظ على كوكب الأرض، وحماية الكرامة الإنسانية، وإتاحة الفرص للناس في كل مكان، والدفاع عن مبادئ الأمم المتحدة؟ لا يمكن أن تكون هناك سوى إجابة واحدة لهذا السؤال: يجب علينا وسنفعل ذلك".