تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرئيس التركي: مجلس الأمن لم يعد ضامنا للأمن العالمي

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده لديها خطة جديدة "تسمح بإطلاق مليون طن جديد من الحبوب للبلدان التي هي في أمس الحاجة حول العالم"، مشيرا إلى أزمة الغذاء العالمية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا.

جاء ذلك خلال إلقاء كلمته أمام المناقشة العامة للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء.

وأوضح أردوغان أن الوضع الحالي للعالم يبرهن على "أننا نواجه تحديات خطيرة وبالغة التعقيد على الصعيد العالمي"، مشيرا إلى وجود حروب وأزمات إنسانية وتوترات اجتماعية تفاقمت بسبب المشكلة الاقتصادية العالمية.

وأكد أن الحرب على حدود أوروبا الشرقية تمخضت عنها الكثير من المشكلات بما فيها الطاقة والإمدادات الغذائية، مضيفا أن بلاده ستعزز الجهود الرامية لوضع حد لتلك الحرب من خلال الدبلوماسية والحوار على أساس استقلال أوكرانيا وسلامتها الإقليمية.

يُذكر أن تركيا قامت بدور كبير في مبادرة البحر الأسود التي أطلقت -بعد الحرب الروسية على أوكرانيا- في مدينة إسطنبول التركية من قبل الاتحاد الروسي، تركيا، أوكرانيا والأمم المتحدة في صيف عام 2022. 

وكانت المبادرة تهدف إلى المساهمة في منع انتشار الجوع على مستوى العالم، والحد من انعدام الأمن الغذائي.

قضية قبرص

وقال الرئيس التركي إن "العالم أكبر من 5 دول"، في إشارة إلى الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي. 

وأضاف أن "مجلس الأمن لم يعد ضامنا للأمن العالمي وأصبح ساحة معركة للاستراتيجيات السياسية لخمس دول فقط". 

وقال رجب طيب أردوغان إنه يتفق مع الأمين العام للأمم المتحدة حينما قال مؤخرا إن المؤسسات التي أنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لم تعد تعكس واقع اليوم.

وأضاف أن ما شهدته قبرص مؤخرا يعد برهانا على "الهيكلة الحالية للمؤسسات الدولية التي لا تعبر عن العدالة والتضامن في حالات الحرب"، مؤكدا دعم بلاده لمبادرة الأمين العام التي تحمل عنوان "خطة جديدة للسلام".

وأشار إلى أن الجانب القبرصي التركي بذل قصارى جهده لإيجاد حل عادل ومستدام لقضية قبرص، داعيا المجتمع الدولي للاعتراف باستقلال شمال قبرص.

وقال "نتوقع من قوة حفظ السلام الأممية في تلك الجزيرة أن تعتمد الحيادية التي وجب أن تعرب عنها. لا نريد لهذه القوة التي فقدت بعضا من حيادها أن تواجه موقفا تفقد فيه المزيد من مصداقيتها".

السلام في المنطقة

وتطرق الرئيس التركي إلى الأزمة السورية قائلا إن ظروف المعيشة هناك تزداد سوءا مع دخول الأزمة عامها الثالث عشر. 

وقال إن الأمر يكتسي ضرورة قصوى من أجل إيجاد حل عادل وشامل يفي بتوقعات الشعب السوري، مضيفا أن بلاده ستواصل التشجيع على "عودة اللاجئين في بلدنا إلى المستوطنات التي نبنيها لهم على الحدود".

وأوضح أردوغان أن الشعب السوري يعاني من الجماعات الإرهابية والانقسامات والتي وصلت إلى مرحلة لا يستطيع الشعب التعايش معها، مشيرا إلى أن هناك تبعات لهذا الوضع على دول الجوار مثل العراق.

ورفض ما وصفه باستغلال حجة منظمة داعش لتحقيق مصالح في مناطق عدة بما فيها سوريا.

وتحدث الرئيس التركي عن الوضع في اليمن داعيا إلى تسوية هذه المشكلة للأبد من خلال احترام وحدة اليمن وسلامته الإقليمية. 

وقال إن بلاده تعمل مع الدول الصديقة للوقوف إلى جانب ليبيا في هذه الأوقات العصيبة بعد تعرض البلاد لدمار واسع النطاق بفعل الفيضانات والسيول.

كما شدد على أنه من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط، يجب أن تحل القضية الإسرائيلية الفلسطينية، مشددا على أنه إذا لم تتم إقامة دولة فلسطينية، سيصعب على إسرائيل العيش بسلام في المنطقة.