تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

المنظمة الدولية للهجرة: الناس في درنة فقدوا كل شيء وهم بحاجة إلى كل شيء

قال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن الناس في مدينة درنة والمناطق الأخرى المتأثرة بالفيضانات في ليبيا فقدوا كل شيء لذا فهم يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية بكافة جوانبها.

وأوضح السيد محمد علي أبو نجيلة- في حوار مع أخبار الأمم المتحدة- أن المنظمة الدولية تعمل على مدار الساعة لمساعدة المتأثرين من "إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية التي واجهتها ليبيا طوال تاريخها. هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع الذي يعيشه الناس هناك".

Soundcloud

 

وقال إن جهود البحث والإنقاذ لا تزال مستمرة، مشيرا إلى أن الإعصار دانيال تسبب في تشريد 36 ألف شخص، من بينهم 30 ألفا في مدينة درنة التي أصابها الدمار بشكل كبير، حيث تدمرت البنية التحتية من الطرق والجسور.

وأشار إلى أن طريقا واحدا فقط يعمل من بين 7 طرق تؤدي إلى مدينة درنة، الأمر الذي يعيق جهود إيصال الإغاثة. 

وقال المتحدث الأممي إن المنظمة الدولية للهجرة، ومنذ الساعات الأولى لوقوع الكارثة، قدمت المعونات الإغاثية الطارئة ومستلزمات البحث عن المفقودين، بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي والمؤسسات المحلية والإقليمية والدولية. 

وأوضح أن المنظمة تنسق الجهود بين المؤسسات الأممية المختلفة وتقدم ما يلزم من المساعدات الإنسانية. وأضاف:

"لكن الأرقام في تزايد وهناك ضبابية وتضارب في الأرقام الحقيقية، ولكن بكل تأكيد فالأرقام الحقيقية أعلى بكثير وسنصدر تقارير خلال الأيام والساعات القادمة لعكس حجم الأزمة الكارثية التي تعاني منها البلاد".

صورة رائعة للتضامن بين الليبيين

قال السيد محمد علي أبو نجيلة إن العديد من الناس الذين فقدوا منازلهم في درنة- المدينة الأكثر تضررا من الإعصار- ذهبوا إلى عائلاتهم في المدن المجاورة. 

وأضاف: "رسمت العائلات الليبية صورة جميلة عن التضامن الاجتماعي والتكافل والتعاضد حيث فتح العديد منازلهم واستضافوا المشردين الأمر الذي يخفف الأعباء على المؤسسات. المناطق الأخرى مثل منطقة البيضا هي أقل تأثرا من درنة، ولكن بها 3 آلاف نازح ممن تركوا منازلهم وذهبوا إلى مناطق أخرى تحسبا. وقد أرسلت المنظمة الدولية للهجرة يوم أمس ثلاث شاحنات محملة بالمواد الغذائية وغير الغذائية والخيام والأغطية ومستلزمات النظافة وأدوات البحث والإنقاذ".

سلمت المنظمة الدولية للهجرة مستلزمات إغاثية إلى الهلال الأحمر الليبي في إطار الجهود الرامية لمساعدة المتأثرين من الإعصار دانيال.
IOM MENA

 

ردود فعل سريعة من المانحين

وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة إن هناك صعوبة كبيرة في الوصول إلى مدينة درنة نسبة للدمار الكبير الذي طال البنية التحتية وانقطاع شبكة الاتصالات والكهرباء وانهيار الجسور التي تصل شرق المدينة بغربها. 

وأوضح أن كل هذه العوامل تعيق جهود البحث والإنقاذ. "ولكن في المنظمة الدولية للهجرة لدينا أكثر من طريق نحاول من خلاله مساعدة الناجين والنازحين. نقوم بالتنسيق مع السلطات والشركاء المحليين والإقليميين والدوليين حتى نضع خططا للاستجابة الطارئة وتحديد الاحتياجات الأساسية والتواصل مع الممولين كي نتمكن من توفير التمويل اللازم، وهناك وعود ومؤشرات إيجابية وردود سريعة من المانحين والدول التي نتواصل معها".

مقتل عشرات المهاجرين

وقال السيد أبو نجيلة إن أكثر من 100 ألف عامل من المهاجرين من جنسيات مصرية وسودانية وتشادية يعيشون في المناطق الست التي تضررت من الإعصار. وأوضح أن المنظمة "رصدت مقتل 250 عاملا مصريا من جراء السيول، وهو رقم ليس بهين ومؤسف". وأضاف:

"لا نملك إحصائيات بالنسبة للجنسيات الأخرى، ولكن نعلم أن من بين القتلى سودانيين ومن بنغلاديش ومن الصومال. ونحن ما زلنا نحصي عدد القتلى من خلال مركز المعلومات التابع للمنظمة الدولية للهجرة. ونقوم بتقديم المساعدات للجميع".

أزمات متتابعة في الشرق الأوسط

قال السيد محمد على أبو نجيلة إن منطقة الشرق الأوسط ظلت تعاني من أزمات متتابعة خلال الأشهر الأخيرة وأضاف:

"قبل ساعات من حدوث الكارثة التي عاشتها ليبيا كنا نتعامل مع كارثة أخرى في دولة أخرى وهي الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب وتداعياته ولا زلنا نتعامل مع الأزمة السودانية ولا زلنا نتعامل مع الأزمة السورية وهناك أزمات متتالية ومتتابعة في الشرق الأوسط أثقلت على المدنيين وعلى الناس الأبرياء في جميع الدول ووضعت ضغوطا على المؤسسات الدولية، ولكننا نقوم بتنسيق الجهود والاستجابة على قدر المستطاع. الكارثة كبيرة وحجم الأزمة كبير ونتوقع بأن تكون الأرقام أعلى بكثير مما عليه الآن".

سلمت المنظمة الدولية للهجرة مستلزمات إغاثية إلى الهلال الأحمر الليبي في إطار الجهود الرامية لمساعدة المتأثرين من الإعصار دانيال.
IOM MENA

 

دعوة إلى العمل لتجنب فقدان الأرواح

ووجه المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة رسالة دعا فيها إلى تكاتف الجميع وتعاضد الجهود في ظل الأزمات المتتابعة التي يمر بها عالمنا حتى نتمكن من مواجهة تلك الجهود. 

"قريبا ستنعقد قمة المناخ الثامنة والعشرون. وكنا قد تحدثنا بالأمس القريب في قمة المناخ السابعة والعشرين عن أن تأثيرات المناخ حقيقة وقد تكون كارثية. وإذا لم تتضافر الجهود فإننا سنشهد- ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن في جميع أنحاء العالم- تبعات كارثية وغير محتملة في مناطق غير متوقعة. لابد أن يتحمل الجميع المسؤولية- كل من مكانه ومن موقع مسؤوليته. علينا أن نستعد بشكل أفضل وأن نتوقع ما يحدث من خلال نظم الإنذارات المبكرة وآليات العمل الموحدة حتى نتجنب فقدان الأرواح بالشكل الذي نراه".