تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مالي: المبعوث الأممي يؤكد أن المنظمة باقية رغم انسحاب بعثة حفظ السلام

أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في مالي (مينوسما) أن المرحلة الأولى من خطة انسحاب البعثة تمت بنجاح في الوقت المحدد لها. وفي مقابلة حصرية مع أخبار الأمم المتحدة ناقش القاسم وان خطة الانسحاب، الذي يتم بناء على طلب السلطات المالية، وشدد على أن الأمم المتحدة ستظل باقية في مالي لدعم جهود تحقيق الاستقرار.

وتحدث القاسم وان أمام مجلس الأمن الدولي أيضا صباح اليوم الاثنين، مشدداً على أن إغلاق بعثة تم بناؤها على مدى عقد من الزمن خلال فترة ستة أشهر هو مسعى "معقد وطموح".

وفصّل وان - في إحاطته لمجلس الأمن - المشاق والتحديات التي واجهتها البعثة خلال هذه المرحلة، بما في ذلك السياسية منها. وأشار إلى الخلاف الواقع بين السلطات المالية والحركات الموقعة على اتفاق السلام والمصالحة حول مصير معسكر بير بعد رحيل بعثة مينوسما.

وأكد وان أن انسحاب البعثة يأتي في سياق يتسم بالشلل أصاب هياكل مراقبة اتفاق السلام، والتي لم تجتمع منذ تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، وانعدام خطير للثقة بين الأطراف. 

ومع الشروع بالمرحلة الثانية للانسحاب التي من شأنها أن تكون أكثر تعقيدا، دعا رئيس البعثة الأطراف إلى تحويل حسن النية إلى تدابير ملموسة، "من أجل تجنب أزمة خطيرة وغير مرحب بها، وتعزيز قضية السلام والمصالحة في مالي، بناءً على التقدم الذي تم إحرازه خلال السنوات الثماني الماضية، بما في ذلك إنهاء الأعمال العدائية المسلحة".

وفي مقابلة حصرية مع أخبار الأمم المتحدة، تحدث القاسم وان عن خطة انسحاب البعثة، وشدد على أن الأمم المتحدة ستظل باقية في مالي لدعم الشعب والسلطات في تحقيق الاستقرار من خلال وكالاتها وبرامجها وصناديقها.

فيما يلي نص الحوار مع رئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، الذي يشغل أيضاً منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هناك.

القاسم وان: كما تعلمون، فإن قرار مجلس الأمن، بناء على طلب السلطات المالية بانسحاب البعثة، قضى بمغادرة البعثة بنهاية العام الجاري.

وبناء على ذلك، قمنا بوضع خطط، بالتشاور مع جميع الجهات المعنية، على مرحلتين.

تنص المرحلة الأولى، التي بدأت من منتصف تموز/ يوليو وتنتهي آخر آب / أغسطس، على انسحاب البعثة من أربع قواعد تقع في أوجوساجو بوسط مالي، وبير وجوندام بمنطقة تمبكتو، وميناكا في الجزء الشمالي الشرقي من مالي.

لقد اكتملت تلك المرحلة وتم الانتهاء منها بنجاح في الوقت المحدد لها وبقليل جداً من الحوادث.

تعرضنا لهجومين عندما كنا ننسحب من بير، ولحسن الحظ لم يصب أحد بجروح خطيرة لم يكن هناك أي قتلى، وكانت هناك بعض الحوادث الأخرى التي لم تسبب أي أضرار أو إصابات.

الآن سنبدأ المرحلة الثانية، وهي المرحلة الأخيرة، والتي تنص على انسحاب البعثة من قواعدنا في أقصى شمال مالي – في أغيلهوك وتيساليت وكيدال – وكذلك انسحاب البعثة من قاعدتين أخريين في وسط مالي، في موبتي ودوينتزا.

نحن واثقون من أن الانسحاب سيتم خلال الإطار الزمني المتفق عليه. ومن الواضح أننا نستخلص الدروس من المرحلة الأولى للتأكد من سير المرحلة الثانية بسلاسة، أو مع أقل قدر ممكن من التحديات، كما كان الحال في المرحلة الأولى من الانسحاب. ولكن حتى الآن، نحن نسير على الطريق الصحيح.

نعمل جاهدين بالتنسيق مع السلطات المالية وجميع أصحاب المصلحة الآخرين للتأكد من انسحابنا من مالي بحلول نهاية العام وفقاً لتكليف مجلس الأمن.

من الأرشيف: الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، القاسم وان
UN Photo/Eskinder Debebe
من الأرشيف: الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما)، القاسم وان

أخبار الأمم المتحدة: هل لديك أي مخاوف بشأن الوضع بعد انسحاب بعثة مينوسما؟

القاسم وان: كلفنا مجلسُ الأمن بالانسحاب بشكل منظم وآمن ومنسق جيداً مع السلطات المالية، وهذا ما سنفعله.

في هذا السياق، أولينا اهتماماً خاصاً بنقل المهام. كانت بعثة مينوسما تقوم بعدد من المهام في مناطق انتشارها لدعم استقرار البلاد. ومن المهم أن نضمن نقل هذه المهام إلى السلطات المالية في المقام الأول، مع احتمال مساهمة أصحاب المصلحة الآخرين، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة ذات الصلة.

في أوائل آب/ أغسطس، عقدنا اجتماع مائدة مستديرة لهذا الغرض مع السلطات المالية. لقد سار ذلك الاجتماع بشكل جيد، حيث أتاح لنا فرصة جيدة لاطلاع نظرائنا الماليين على العمل الذي قمنا به خلال السنوات العشر الماضية، وما حققناه، وما بقي [لينجز].

ومن الواضح أنه لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به. وكان الهدف هو مساعدتهم على الاستعداد قدر الإمكان لتولي هذه الأمور ومواصلة جهود تحقيق الاستقرار التي كنا ندعمها على مدى السنوات العشر الماضية.

من الواضح أن مالي ستحتاج إلى دعم مستمر من المجتمع الدولي والوكالات والصناديق والبرامج الأممية التي كانت موجودة في مالي قبل نشر البعثة المتكاملة وستبقى في البلاد بعد انسحاب البعثة لمواصلة تقديم الدعم للشعب المالي والحكومة المالية.

أخبار الأمم المتحدة: ما هي رسالتك إلى السكان الماليين مع انسحاب بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي؟

القاسم وان: الرسالة الأولى، بطبيعة الحال، هي إعادة تأكيد التزامنا بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن والقرار الذي اتخذته السلطات المالية بالانسحاب من مالي ضمن الإطار الزمني الذي تم الاتفاق عليه.

وكما أشرت سابقاً، فإننا نسير على الطريق الصحيح ونأمل أن نتمكن من إكمال هذه المهمة الصعبة للغاية بحلول نهاية العام.

والرسالة الثانية هي أنني أعتقد أن البعثة المتكاملة قد حققت الكثير خلال عشر سنوات من انتشارها. ومن الواضح أن هذا لم يكن بالقدر الكامل الذي يريده الشعب المالي، فلا يوجد عمل إنساني مثالي، لكنني أعتقد أن البعثة فعلت الكثير في مالي- وهذا ما يجب أن يستمر. لا يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به. وسيتطلب الأمر التعبئة الكاملة للشعب المالي والسلطات المالية للمضي قدماً في تحقيق الاستقرار في البلاد.

النقطة الأخيرة هي أن بعثة مينوسما ستغادر مالي لكن الأمم المتحدة باقية. وستبقى الوكالات والصناديق والبرامج بعد انسحاب البعثة. وهي ملتزمة بمساعدة الشعب المالي ومساعدة مالي كدولة في جهودها لتحقيق السلام والأمن الدائمين.