تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرضاعة الطبيعية شريان حياة للأطفال في حالات الطوارئ

عالميا، هناك حوالي 27 مليون امرأة حامل ومرضعة يعانين من انعدام الأمن الغذائي ومعرضات لخطر سوء التغذية، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي.

وبمناسبة الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية ذكرت المديرة التنفيذية للبرنامج، سيندي ماكين أن الرضاعة الطبيعية تصبح أكثر صعوبة في سياقات الطوارئ تحديدا، عندما تمس الحاجة إليها.

وأضافت: "قد تكون النساء في حالة تنقل مستمر، في رحلات مرهقة جسدياً. قد تكون الظروف مزدحمة أو مؤلمة. وسط هذه الفوضى والصعوبات، تعد الرضاعة الطبيعية بمثابة شريان حياة للرضع والأطفال الصغار، حيث إنها لا توفر التغذية الأساسية فحسب، بل توفر أيضاً الراحة والحماية".

فيما يلي، قصص ثلاث نساء مرضعات يعشن في حالات طوارئ ويواجهن تحديات هائلة في الحصول على الأطعمة المغذية المناسبة لهن ولأسرهن.

سلوى من سوريا

كانت سلوى- وهي من محافظة دير الزور السورية- لا تزال ترضع طفلها الأول عندما علمت بأنها حامل. 

"شعرت بالإحباط لأنني لم أكن مستعدة. كنت أفكر كيف سأعيل هذا الطفل الذي سأنجبه؟ كيف سأدعمه؟ كيف سأربيه؟ كل هذه أسئلة لا نهاية لها سببت لي صداعا".

لقد تجاوزت الاحتياجات المتفاقمة في سوريا جميع الموارد المتاحة، مما جعل من المستحيل على برنامج الأغذية العالمي الحفاظ على مستوى مساعداته الغذائية المنقذة للحياة. 

فقد اضطر البرنامج للتو إلى تخفيض عدد المستفيدين من خدماته في البلاد من 5.5 مليون شخص إلى ثلاثة ملايين شخص فقط.

تعرضت سلوى لسوء التغذية أثناء حملها الأخير. وبناءً على نصيحة الطبيب، باشرت في علاج سوء التغذية بعيادة يدعمها برنامج الأغذية العالمي وشركاؤه.

بعد ستة أشهر من حملها، بالإضافة إلى الدعم الغذائي، بدأت تتلقي مساعدات نقدية بدعم من المفوضية الأوروبية لشراء الأطعمة التي تحتاجها في المتاجر المخصصة.

وتقول سلوى إنها أصبحت أكثر نشاطا في غضون شهرين، "وبحلول الشهر التاسع، أخبرني الطبيب أن طفلي سيزن أربع كيلوجرام عند الولادة، وهو وزن ممتاز. هذا ما حدث. لقد أنجبت طفلا بصحة جيدة".

كانت سلوى تعيش مع زوجها في شقة مستأجرة، إلا أنها تسكن الآن مع والديها - فقد فقدت والدتها المصابة بداء السكري بصرها.

يعمل والدها في مطعم للوجبات السريعة، بينما يعمل زوجها كمدرس. ويبلغ الدخل الشهري للرجلين معا 30 دولارا أمريكيا.

وعن ذلك تقول سلوى: "هذا لا يكفي لإطعام أسرة مكونة من ثمانية أفراد".

تتناول العائلة وجبتين بسيطتين في اليوم، ويقوم الزوجان ببيع أثاث من منزلهما القديم لدفع ثمن الضروريات. 

"ذات يوم اشترى زوجي موزتين لابنتنا، شعرت بسعادة غامرة! ثم فكرت، موزتين؟ منذ متى بدأنا في إحضار موزتين فقط إلى المنزل ... هذا يحزنني جدا". 

كانت سلوى من محافظة دير الزور، سوريا، لا تزال ترضع طفلها الأول عندما حملت مرة أخرى - تأثر نظامها الغذائي بشدة بظروفها المالية الصعبة.
© WFP/Hussam Al Saleh

 

فرانسين من جمهورية الكونغو الديمقراطية

تعد جمهورية الكونغو الديمقراطية من بين أكبر حالات الطوارئ التي يواجهها برنامج الأغذية العالمي. ففي مقاطعة شمال كيفو بمخيم روسايو وحده، يعيش حوالي مائة ألف نازح داخلي، بمن فيهم فرانسين وعائلتها.

كان المجتمع الذي تنتمي إليه فرانسين يزرع الفاصوليا والبطاطا الحلوة والكسافا. 

"كنا نأكل جزءاً من محصولنا ونبيع الجزء الآخر".

إلا أنه ومع تفاقم الصراع في شرقي البلاد خلال الأشهر السبعة الماضية، "لم نتمكن من إرسال أطفالنا إلى المدرسة أو إطعامهم لأننا فقدنا كل شيء، بالإضافة إلى تعرضنا للتهجير"، على حد قولها.

تمكن برنامج الأغذية العالمي من الوصول إلى 249 ألف طفل وامرأة حتى الآن هذا العام في المقاطعات الثلاث المتضررة من النزاع. ويؤكد البرنامج أنه بحاجة إلى خمسة ملايين دولار لمواصلة مساعدات حتى بداية العام المقبل.

لقد أُجبر أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ يناير / كانون الثاني، ليصل العدد الإجمالي للنازحين في المنطقة إلى 5.5 مليون. 

وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار شامل للخدمات الصحية، مما سيتسبب في إصابة الناس بالمرض وسوء التغذية. الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات هم الأكثر تضررا من ذلك.

أُجبرت فرانسين وأطفالها الثلاثة على مغادرة قريتها بسبب الصراع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وهم يتلقون الآن دعم برنامج الأغذية العالمي في مخيم للنازحين في شمال كيفو.
© WFP/Michael Castofas

أدوت من جنوب السودان 

"لقد أثرت الفيضانات على الجميع وفي كل جزء من جنوب السودان. لا توجد أراض مرتفعة للانتقال إليها. المنطقة بأكملها غمرت بالفيضانات".

هذا ما قالته أدوت، التي تسير لمدة ساعة مع طفلها آكان على الأقدام للوصول إلى عيادة يدعمها برنامج الأغذية العالمي في ولاية واراب.

إلى جانب الفحوصات والعناية الطبية وبرامج المكملات الغذائية، يمكن للنساء الوصول إلى معلومات في العيادة حول كيفية زراعة المحاصيل بشكل أكثر فعالية في مواجهة التحديات التي تفرضها أنماط الطقس المتطرفة، بالإضافة إلى العلاج النفسي والتثقيف الصحي والتغذوي.

وتقول أدوت: "دُمرت جميع محاصيلي، ولذلك كان من الصعب عليّ توفير الغذاء لإطعام أسرتي". فإلى جانب الذرة الرفيعة التي كانت تزرعها، ضاع محصول الفول السوداني بالكامل.

يعاني جنوب السودان من موجات الجفاف المتتالية من ناحية والفيضانات من ناحية أخرى، حيث يواجه ما يقرب من ثمانية ملايين شخص – أي ثلثي السكان – مستويات جوع كارثية وفقاً للمعايير العالمية لقياس انعدام الأمن الغذائي.

تجبر فجوة التمويل الهائلة البالغة 405 مليون دولار برنامج الأغذية العالمي على إعطاء الأولوية لمساعدة الناس الذين يوشكون أن يقعوا في المجاعة في جنوب السودان. وقد اضطر إلى تخفيض الحصص بنسبة 50 في المائة في جميع أنحاء البلاد، على الرغم من تدهور الأمن الغذائي لملايين الأسر.

خلال شهري آذار /مارس ونيسان /أبريل، شهدت البلاد هطول أمطار أعلى بنسبة 50 في المائة من المتوسطات طويلة الأجل فوق حوض بحيرة فيكتوريا، الأمر الذي أدى إلى فيضانات في جنوب السودان. ومن المتوقع أن ترتفع مستويات المياه أكثر في الأشهر المقبلة.

تكافح أدوت وعائلتها للبقاء على قيد الحياة بعد أن دمرت الفيضانات المتتالية في ولاية واراب محاصيلهم.
© WFP/Samantha Reinders

============-

*تم إعداد هذا التقرير من قبل زملائنا في برنامج الأغذية العالمي. يمكنكم قراءة المقال الأصلي باللغة الإنكليزية على الرابط التالي.