تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"أزمة منسية": العنف في الكونغو الديمقراطية يحطم الأرواح ويتسبب في النزوح والجوع

أطلق العاملون في المجال الإنساني نداء عاجلا اليوم الثلاثاء لمساعدة ملايين الأشخاص في جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث يستمر العنف المزمن والنزوح في تأجيج أزمة جوع مأساوية.

منذ آذار/مارس 2022، نزح 5.7 مليون شخص في المقاطعات الشرقية في شمال كيفو وجنوب كيفو وإيتوري، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وبشكل عام، فر 6.2 مليون شخص من ديارهم في جميع أنحاء البلاد - وهو أعلى رقم في أفريقيا.

وقال تومسون فيري، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي في منطقة الجنوب الأفريقي، للصحفيين في جنيف اليوم الثلاثاء: 

"حجم البلد شاسع للغاية، لكن ملايين الناس لا يملكون خيارا سوى العيش في مخيمات مزدحمة وبائسة، أو مع عائلات مضيفة مثقلة بالفعل بالأعباء".

عقبات أمام وصول المساعدات الإنسانية

وتعاني الوكالة الأممية في سبيل إيصال الإغاثة الحيوية للمجتمعات الضعيفة، نتيجة للفوضى المرتبطة بوجود حوالي 120 جماعة مسلحة، حيث يمثل التفاوض بشأن الوصول "تحديا مستمرا".

وقال السيد فيري: "يستغرق الأمر من برنامج الأغذية العالمي يوما كاملا إلى أربعة أيام لتوصيل المساعدات الغذائية من غوما، عاصمة الشرق، إلى مكان يسمى بيني، على بعد 241 كيلومترا. ولكن بسبب انعدام الأمن يستغرق الأمر منا ما بين ثلاثة إلى أربعة شهور للقيام بذلك".

الجوع يعصف بأكثر من 25 مليون شخص

وأوضح السيد فيري أن الكارثة الإنسانية تعد "مثالا تقليديا" على حالة طوارئ منسية، مشيرا إلى أن النزوح أدى إلى انعدام الأمن الغذائي حيث يُطرد الناس من أراضيهم الأمر الذي يحول دون قدرتهم على زراعة الغذاء.

تشير أحدث التوقعات إلى أن 25.8 مليون شخص في جمهورية الكونغو الديمقراطية سيواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال العام الحالي - وهو أعلى رقم في جميع أنحاء العالم.

ويعاني الكثيرون من الجوع على الرغم من الثروة الطبيعية التي تملكها البلاد. ومن المفارقات أن جمهورية الكونغو الديمقراطية تنتج معادن ثمينة تزود العالم بأحدث التقنيات، وفقا للمتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي.

امرأة عاملة في مستودع أغذية تابع لبرنامج الأغذية العالمي في كانانغا، جمهورية الكونغو الديمقراطية.
© WFP/Vincent Tremeau
امرأة عاملة في مستودع أغذية تابع لبرنامج الأغذية العالمي في كانانغا، جمهورية الكونغو الديمقراطية.

 

تغير المناخ يضاعف المعاناة

بالإضافة إلى تصاعد العنف في الشرق، لا تزال أزمة المناخ اليوم تحصد الأرواح وسبل العيش.

لقي ما لا يقل عن 400 شخص مصرعهم في فيضانات كارثية جنوب كيفو الشهر الماضي وأصاب الدمار 3,000 منزل، مما أدى إلى مزيد من النزوح.

وحذر السيد فيري من أن المجتمعات المضيفة تواجه الآن أكثر من أي وقت مضى خطر الجوع، حيث يقوم برنامج الأغذية العالمي بتكثيف المساعدة لتصل إلى 3.6 مليون شخص خلال الأشهر الستة المقبلة.

"نحن بحاجة إلى السلام"

تلقت خطة الاستجابة الإنسانية حتى الآن 15 في المائة فقط من جملة 870 مليون دولار مطلوبة للاستجابة الإنسانية في البلاد.

وقال السيد فيري: "نحن بحاجة إلى الاستثمار في جميع جوانب الحياة في جمهورية الكونغو الديمقراطية: البنية التحتية والخدمات الأساسية، ولكن الأهم من ذلك نحن بحاجة إلى السلام".