تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

تطورات إيجابية في اليمن، ودعوة للتوصل إلى حل سلمي وتعزيز العمل الإنساني

استمع مجلس الأمن الدولي إلى إحاطتين من مسؤولين أممين حول الأوضاع في اليمن. تطرق المسؤولان إلى بعض التطورات الإيجابية على الأرض، ولكنهما شددا على ضرورة فعل المزيد للتوصل إلى حل شامل للصراع، وتلبية احتياجات 17 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدة والحماية.

هانز غروندبورغ المبعوث الخاص للأمم المتحدة في اليمن أشار إلى الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة قبيل شهر رمضان المبارك العام الماضي، وقال إن اليمن ما زال يستفيد من إنجازات الهدنة. ولكنه قال إن اليمنيين يأملون في تحقيق ما هو أكثر من ذلك وهو إيجاد السبيل للتحرك قدما نحو التوصل إلى حل شامل للصراع.

وتطرق المبعوث الأممي إلى الوضع العسكري المستقر والهش في الوقت نفسه، والوضع السياسي والجهود الدبلوماسية المكثفة، والترحيب بالاتفاق بين السعودية وإيران بشأن العلاقات الثنائية بينهما. (المزيد عن كلمة غروندبرغ لاحقا).

تراجع عدد الجوعى

وبدأت جويس مسويا مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية إحاطتها بأخبار إيجابية إذ أشارت إلى تقليص عدد الجوعى في اليمن بمليوني شخص وتراجع مؤشر تقييم الأمن الغذائي من الدرجة الخامسة وهي الأعلى إلى مستوى الصفر. وقالت إن الفضل في ذلك يعود بشكل كبير إلى الجهود الدؤوبة للعاملين في مجال الإغاثة، والدعم السخي من المانحين، والهدنة.

وتحدثت أيضا عن التقدم المتعلق بخزان النفط العملاق صافر، إذ أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شراء ناقلة نفط بديلة من المقرر أن تصل إلى الحديدة في أيار/مايو.

وتأتي هذه الخطوة كجزء من العملية التي تنسقها الأمم المتحدة لتفادي تسرب نفطي كارثي من الناقلة المتهالكة صافر، يهدد بوقوع أزمة إنسانية وبيئية. وأكدت الأمم المتحدة الحاجة ماسة إلى التمويل لإكمال إزالة النفط بشكل آمن من الناقلة صافر.

ولكن مع الأخبار الإيجابية، شددت المسؤولة الأممية على أن اليمن ما زال يمثل حالة طوارئ هائلة، إذ "يعتمد أكثر من 17 مليون شخص على المساعدات والحماية من وكالات الإغاثة. ولكن في كثير من الأحيان لا تمتلك الوكالات ما تحتاجه لتوفير المساعدة".

وأشارت إلى التحديات المتعلقة بالوصول والأمن، والتمويل، والمشاكل الاقتصادية التي تدفع مزيدا من الناس إلى حالة العوز.

الوصول إلى المحتاجين

بالنسبة للوصول والأمن، قالت مسويا إن الوكالات متواجدة بشكل أكبر في مناطق كان من الصعب الوصول إليها بسبب القتال والقيود المفروضة من السلطات والقواعد الأمنية الداخلية للأمم المتحدة.

وفي الأسابيع الأخيرة وصلت الوكالات إلى مناطق الخطوط الأمامية سابقا في الحديدة، وأجزاء نائية في حجة تستضيف عددا هائلا من النازحين، بالإضافة إلى مواقع أخرى كان يصعب الوصول إليها.

وتأتي هذه الجهود، كما قالت المسؤولة الأممية، في إطار الالتزام بنقل عمليات الإغاثة، بقدر المستطاع، خارج المراكز الرئيسية لتكون أقرب إلى احتياجات الناس أينما كانوا. وذكرت أن سلطات الحوثيين عجّلت، مؤخرا، إصدار الموافقات على مشاريع إغاثة في مناطق تخضع لسيطرتها.

ورغم هذه التطورات الإيجابية إلا أن الصورة العامة بشأن الوصول والأمن قاتمة للغاية، وفق ما ذكرته نائبة منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة.

"في المناطق الخاضعة للحوثيين، ما زالت عاملات الإغاثة اليمنيات غير قادرات على السفر بدون وصاية رجل (محرم)، داخل وخارج اليمن. ويؤدي ذلك إلى عرقلة قدرة الوكالات بشكل خطير على مساعدة النساء والفتيات بشكل آمن يُعتمد عليه".

ودعت سلطات الحوثيين إلى رفع مثل هذه القيود على الحركة والعمل مع وكالات الإغاثة لإيجاد طريقة مقبولة للتحرك قدما بهذا الشأن.

وأشارت إلى استمرار احتجاز موظفـَين أممين في صنعاء بعد أن اعتقلتهم سلطات الحوثيين في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2021. ودعت مسويا إلى الإفراج الفوري عنهما.

كما تبدي الوكالات الإنسانية القلق بشأن تنامي الشكوك تجاه اللقاحات، وخاصة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مما يؤدي إلى زيادة انتشار الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة وشلل الأطفال.

وبالإضافة إلى هذه التحديات، يستمر انعدام الأمن في كثير من المناطق بما يهدد عمال الإغاثة ويعرقل الوصول إلى بعض المناطق وخاصة في شبوة وأبين. ودعت المسؤولة الأممية إلى الإفراج الفوري عن خمسة من موظفي الأمم المتحدة الذين اُختطفوا في أبين قبل أكثر من عام.

التمويل

قبل أسبوعين شارك الأمين العام للأمم المتحدة حكومتي السويد وسويسرا في عقد المؤتمر السنوي السابع لإعلان التعهدات لليمن. وقد تعهد أكثر من 30 مانحا بتقديم 1.16 مليار دولار للعمل الإنساني.

اعتبرت جويس مسويا مساعدة الأمين العام للشؤون الإنسانية نتيجة المؤتمر جيدة بالنظر إلى كل الأحداث الواقعة في العالم، ولكنها قالت إن هذا أقل مبلغ يحشده المؤتمر منذ عام 2017 ولن يكون كافيا لتنفيذ عمليات الإغاثة حتى آخر العام.

وكانت خطة الاستجابة الإنسانية لليمن قد حددت مبلغ 4.3 مليار دولار لمساعدة 17 مليون يمني.

دعم الاقتصاد اليمني

أبدت المسؤولة الأممية القلق البالغ بشأن الحاجة لتقديم مزيد من الدعم للاقتصاد اليمني. وقالت إن التراجع الاقتصادي يعد من بين أكبر عوامل زيادة الاحتياجات الإنسانية.

وتتمثل إحدى أولويات الوكالات في تطهير الألغام الأرضية وغيرها من المتفجرات التي تقتل وتشوه الكثيرين وتشل الحياة الاقتصادية.

وتعمل الأمم المتحدة مع المانحين والشركاء على وضع إطار عمل اقتصادي معدل لمعالجة العوامل الاقتصادية الأوسع التي تزيد الاحتياجات الإنسانية في اليمن.

ومع قرب حلول شهر رمضان المبارك، أعربت المسؤولة الأممية عن الأمل في أن ينظر الجميع مليا إلى الوضع في اليمن وكيفية تقديم المساعدة بهذا الشأن. ويشمل ذلك، كما قالت، معالجة التحديات التي تناولتها في الإحاطة، ودعم العمل الجاري لتحقيق ما يتطلع إليه اليمن أكثر من أي شيء آخر، ألا وهو: السلام.