تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مجلس الأمن يبحث الوضع في أوكرانيا تزامنا مع مرور عام على الحرب

تزامنا مع مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، عقد مجلس الأمن الدولي جلسة على مستوى وزاري حضرها وزير خارجية أوكرانيا، وشدد خلالها أمين عام الأمم المتحدة على ضرورة منع نشوب مزيد من التصعيد، وتشجيع كل الجهود الهادفة إلى وقف سفك الدماء وإتاحة الفرص أمام تحقيق السلام.

وكان المجلس قد عقد 40 جلسة حول أوكرانيا خلال العام المنصرم. وتأتي جلسة يوم الجمعة بعد يوم من اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا، بأغلبية 141 صوتا، طالبت فيه روسيا بسحب جميع قواتها فورا وبشكل كامل ودون أي شروط من أوكرانيا.

وتحدث الأمين العام أنطونيو غوتيريش، أمام مجلس الأمن، عن الدمار الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا مؤكدا أنه انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

جحيم الحرب

وقال غوتيريش إن الأوكرانيين يعيشون في جحيم، "نحو 17.6 مليون شخص، أي ما يقرب من 40% من سكان أوكرانيا، يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية والحماية. وقد محت الأزمة 30% من الوظائف التي كانت موجودة قبل الحرب. وأدت الحرب إلى أزمة نزوح لم تشهدها أوروبا منذ عقود".

ووصل عدد اللاجئين الأوكرانيين في أنحاء القارة الأوروبية أكثر من 8 ملايين شخص، فيما نزح 5.4 مليون شخص داخل أوكرانيا. وتتعرض البنية الأساسية الحيوية للهجمات، إذ دُمرت أنظمة المياه والطاقة والتدفئة في ظل شتاء قارس البرودة.

وأضاف الأمين العام أن الاتحاد الروسي أيضا يعاني من عواقب مميتة بسبب الحرب. وقال "إننا بحاجة السلام. السلام الذي يتوافق مع ميثاق الأمم المتحد والقانون الدولي. وفيما نعمل من أجل السلام، سنواصل الدعوة للعمل على أصعدة كثيرة. حماية المدنيين يجب أن تبقى أولوية قصوى...يتعين وقف استخدام الأسلحة المتفجرة ذات الآثار واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالبلدات والمدن والقرى. ويتعين ضمان وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة بشكل آمن وبدون عوائق".

وأكد الأمين العام أيضا ضرورة الاستثمار في تعافي أوكرانيا وإعادة بنائها.

السلامة النووية

ومنذ بدء الحرب، دعمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أوكرانيا في ضمان سلامة وأمن مفاعلاتها العاملة الخمسة عشر في محطاتها النووية الأربع بما في ذلك أكبر محطة توليد طاقة نووية في أوروبا في زابوروجيا.

وحث الأمين العام جميع الأطراف على إنشاء منطقة سلامة وحماية أمنية في المحطة لتجنب وقوع أي حادثة خطيرة قد تخلف عواقب كارثية.

وقال إن التهديدات المستترة باستخدام الأسلحة النووية في سياق الصراع، زادت المخاطر النووية إلى مستويات لم يشهدها العالم منذ أحلك أيام الحرب الباردة.

مبادرة البحر الأسود

وتحدث الأمين العام عن مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب، وهي اتفاق بين الطرفين بوساطة الأمم المتحدة والحكومة التركية. وأدت المبادرة إلى النقل الآمن لأكثر من 20 مليون طن متري من المواد الغذائية وضخها في سلاسل الإمدادات للمساعدة في خفض الأسعار بأنحاء العالم.

وشدد غوتيريش على أهمية مواصلة الانخراط في المبادرة، وجدد دعوته إلى تمديد العمل بها بعد آذار/مارس. وأكد التزام الأمم المتحدة بالعمل لإزالة العقبات المتبقية أمام صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية بما في ذلك الأمونيا. وتعد تلك الصادرات أساسية لجهود خفض الأسعار ومعالجة انعدام الأمن الغذائي في العالم.

واختتم غوتيريش كلمته بالقول إن "البنادق تتحدث الآن، ولكننا في النهاية نعلم جميعا أن طريق الدبلوماسية والمساءلة هو طريق تحقيق السلام العادل والدائم الذي يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وقرار الجمعية العامة الصادر أمس".

ودعا إلى تشجيع جميع الجهود الهادفة لتحقيق السلام ووقف سفك الدماء.