تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مسؤول أممي: أي صراع متجدد بين أرمينيا وأذربيجان لن يؤثر على البلدين وحسب بل على المنطقة وما بعدها

قال كبير مسؤولي الأمم المتحدة لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى والأمريكيتين، ميروسلاف جينكا، "إن أي صراع متجدد لن يؤثر على شعبي أرمينيا وأذربيجان وحسب، بل من المحتمل أيضا أن يؤثر على منطقة جنوب القوقاز الأوسع وخارجها"، مشددا على أن المجتمع الدولي "يجب ألا يدع هذا يحدث".

الأمين العام المساعد لأوروبا وآسيا الوسطى والأمريكتين لإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام وإدارة عمليات السلام، السيد ميروسلاف جينكا، كان يتحدث عصر اليوم الثلاثاء في جلسة مجلس الأمن حول التطورات في جنوب القوقاز، وتحديدا الوضع بين أرمينيا وأذربيجان.

مبادرات دبلوماسية رفيعة

وقال جينكا إنه منذ آخر إحاطة له في 15 أيلول/سبتمبر الماضي، ظل الوضع هشا في ظل تبادل الجانبين بانتظام الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار.

ومع ذلك، قال الأمين العام المساعد إنه على الرغم من هذه الحوادث المتفرقة، فقد ظهر بصيص أمل بإحراز تقدم في الجهود الدبلوماسية الجارية في أعقاب تجدد أعمال العنف في منتصف أيلول / سبتمبر. وأضاف أن مكتبه شهد عدة مبادرات دبلوماسية رفيعة المستوى في الأشهر الأخيرة.

وأشاد المسؤول الأممي بجميع المشاركات المستمرة وجهود الوساطة وشجع على التنسيق الوثيق لضمان أقصى قدر من الفعالية.

وقال جينكا أيضا، "ستواصل الأمم المتحدة البقاء على اتصال وثيق مع جميع الجهات الفاعلة ذات الصلة والأطراف المعنية، وهي على استعداد لدعم جهود السلام الجارية، حسب الحاجة".

التوترات في ممر لاتشين

Tweet URL

وأضاف الأمين العام المساعد، أنه على الرغم من هذه المشاركات الدبلوماسية الواعدة، فإن التوترات، سواء على الحدود الأرمينية الأذرية أو حول المناطق الخاضعة لسيطرة قوات حفظ السلام الروسية، لم تهدأ كما هو مأمول، في ظل الإبلاغ عن حوادث مختلفة.

ومع ذلك، فإن الأمم المتحدة غير الموجودة في ممر لاتشين، ولا في المناطق الخاضعة لولاية قوات حفظ السلام الروسية، وليست في وضع يمكّنها من التحقق من هذه الادعاءات والمزاعم المختلفة أو تأكيدها.

وأكد جينكا على أنه "من الضروري السماح للسكان، ولا سيما المحتاجين، بالسفر بحرية والحصول على الخدمات الأساسية. ونرحب في هذا الصدد بالتزام قوات حفظ السلام الروسية بتسهيل وضمان المرور الآمن عبر الممر".

كما سلط الأمين العام المساعد الضوء على أنه "يجب على الأطراف التقيد بالتزامها بالتنفيذ الكامل للبيان الثلاثي بشأن وقف إطلاق النار الصادر في 9 تشرين الثاني / نوفمبر 2020 والبيانات والالتزامات المتفق عليها اللاحقة ومضاعفة جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة عن طريق التفاوض، قبل فوات الأوان."

أرمينيا تطالب بفتح ممر لاتشين دون قيد أو شرط

كما أطلع السفير الأرميني مهر مرغريان المجلس. وقال في كلمته إنه "في ظل الظروف الحالية، نحث مجلس الأمن الدولي على اتخاذ إجراءات لمطالبة أذربيجان بالاحترام الكامل لبنود البيان الثلاثي الصادر في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 2020".

كما دعت أرمينيا أيضا على لسان مندوبها مجلس الأمن إلى حث أذربيجان على "القيام فورا وبدون قيد أو شرط بفتح ممر لاتشين من خلال إزالة جميع العقبات التي تعترض اتصالات النقل الآمنة والآمنة دون عوائق، ونشر بعثة لتقصي الحقائق في ناغورنو - كاراباخ وممر لاتشين لتقييم الوضع الإنساني على الأرض، وضمان إمكانية الوصول الإنساني دون عوائق لوكالات الأمم المتحدة في ناغورنو-كاراباخ."

كما دعا السفير مارغريان مجلس الأمن إلى "تحمل مسؤوليته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واتخاذ التدابير المناسبة وإدانة أعمال أذربيجان العدوانية التي تشكل تهديدا وجوديا لشعب ناغورنو-كاراباخ لحقه في العيش بكرامة دون خوف".

أذربيجان حريصة على كفالة حقوق جميع مواطينها بمن فيهم من أصل أرمني

أما سفير أذربيجان يشار علييف فقال للمجلس إن بلاده "حريصة على أن تضمن لمواطنيها من أصل أرمني الحقوق والحريات التي يتمتع بها جميع مواطني أذربيجان على أساس المساواة وعدم التمييز وفقا لدستورها وتشريعاتها والتزاماتها الدولية. هذه مسألة داخلية لن تسمح أذربيجان فيها بالتدخل الخارجي".

وكرر السفير علييف دعوة بلاده للمجتمع الدولي "لإقناع أرمينيا، بالتجاوب مع عرض أذربيجان، والامتثال لالتزاماتها الدولية، ووضع حد لأنشطتها غير القانونية، ووقف ادعاءاتها الإقليمية، والاستفزازات السياسية والعسكرية، والتخلي عن خطابها وإجراءاتها العدوانية، وجبر الضرر الذي لحق بأذربيجان".

كما دعا المجتمع الدولي إلى حث أرمينيا على "الانخراط بحسن نية في مفاوضات مباشرة لإيجاد حلول دبلوماسية سلمية لجميع القضايا المتعلقة بالعلاقات بين أذربيجان وأرمينيا".