تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Help improve our website by taking this short survey

الأمم المتحدة: تنفيذ ميثاق المستقبل من أجل عالم أكثر عدلا وأمنا

School children in Bogotá, Colombia hold SDG signs.
UNIC Bogotá/Jose Rios
School children in Bogotá, Colombia hold SDG signs.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إن ميثاق المستقبل يعد جزءا أساسيا من عملية التجديد المستمرة، "بينما نقوم بإعادة تشكيل النظام متعدد الأطراف لمواجهة تحديات اليوم". 

وفي كلمته خلال الحوار التفاعلي غير الرسمي حول تنفيذ مـيثاق المستقبل اليوم الأربعاء، شدد غوتيريش على ضرورة استدامة نفس الروح والتصميم اللذين تم بهما صياغة الميثاق واعتماده. وقال إن تبني الميثاق "كان بداية العملية وليس نهايتها".

وأضاف: "نواجه قائمة طويلة من التحديات. صراعات، وكوارث مناخية، وتعثر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وتُعيق الانقسامات الجيوسياسية وانعدام الثقة العملَ الفعال، حيث يُشكك البعض بجدية في جدوى التعاون الدولي والنظام متعدد الأطراف نفسه. وفي الوقت نفسه، يُخفّض التمويل الأساسي بشكل كبير للمحتاجين بشدة، مع مزيد من التخفيضات في المستقبل".

مراجعة عمليات السلام

وأوضح الأمين العام أنهم لم يضيعوا أي وقت في الانتقال إلى مرحلة تنفيذ الميثاق، ملخصا العمل المقبل في أربعة مجالات رئيسية، أولها السلام والأمن.

وقال: "نُحرز تقدما في مراجعة جميع أشكال عمليات السلام، كما هو مطلوب في الميثاق"، مضيفا أن المراجعة ستكون فرصة للمساعدة في تكييف عمليات السلام مع واقع اليوم.

أما المجال الثاني، فهو التمويل من أجل التنمية، مشيرا إلى أنه سيتم الإعلان قريبا عن فريق الخبراء الذي دعا إليه الميثاق لوضع مقاييس للتقدم تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي.

وشدد على ضرورة تمثيل البلدان النامية بشكل عادل في حوكمة المؤسسات التي تعتمد عليها، مضيفا: "نعلم أن البيئة غير مواتية. لكن يجب ألا نستسلم".

منصة استثمار للشباب

وفيما يتعلق بالمجال الثالث للعمل وهو الشباب والأجيال القادمة، قال غوتيريش: "يتمثل الوعد الرئيسي للميثاق للشباب في الاستماع إلى همومهم وأفكارهم، وإشراكهم في صنع القرار".

وأضاف أنه مع اعتماد الميثاق، يتم التقدم نحو إنشاء منصة استثمار للشباب لضمان تركيز آليات التمويل الوطنية ومنصات الاستثمار على احتياجات الشباب، مضيفا أنه في وقت لاحق من هذا العام، سيعين مبعوثا خاصا للأجيال القادمة لتكثيف الجهود في هذا المجال.

وعن المجال الرابع وهو التكنولوجيا، قال الأمين العام: "نُطبّق دعوات الميثاق الرقمي العالمي لسد جميع الفجوات الرقمية وضمان استفادة جميع الناس من فضاء رقمي آمن. وهناك تركيز بشكل خاص على الذكاء الاصطناعي".

التزام مشترك

ويعد حوار اليوم هو الأول بين ثلاثة حوارات تفاعلية غير رسمية حول تنفيذ الميثاق تنظمها الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقال رئيس الجمعية العامة، فيليمون يانغ في كلمته في افتتاح الحوار: "ميثاق المستقبل هو التزام مشترك بعالم أكثر عدلا واستدامة وأمنا. لكن الوعد لا يكون ذا معنى إلا عندما يُترجم إلى عمل".

وأكد أن تنفيذ الميثاق سيساعد على العودة إلى المسار نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وأقر يانغ بمدى التعقيد والتحديات الفريدة التي تواجه كل دولة عند النظر إلى تطبيق الميثاق، مضيفا: "تحتاج البلدان التي تواجه أوضاعا خاصة - بما في ذلك أقل البلدان نموا، والبلدان النامية غير الساحلية، والدول الجزرية الصغيرة النامية - إلى اهتمام خاص. لذلك، يجب أن يعكس التنفيذ السياقات الوطنية".

سياسات جريئة

وشدد رئيس الجمعية العامة على ضرورة سد فجوة الموارد، مشيرا إلى أن الدول النامية عالقة في دوامة الديون، مما يُحوّل الأموال الأساسية عن التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية.

وأكد أيضا على أنه يجب أن تمنح سياسات التجارة البلدان النامية المرونة، فضلا عن ضرورة تعزيز التعاون الدولي من خلال المساعدة الفنية وبناء القدرات وتبادل المعرفة.

وأضاف أن تمكين الشباب أمر جوهري للتقدم العالمي، ويتطلب استثمارات جريئة في التعليم، والوصول الرقمي، والبنية التحتية.

وأكد يانغ التزامه "بجعل ميثاق المستقبل واقعا ملموسا في كل مكان في العالم. ولكن لا يمكن لأي حكومة أو منظمة أو قطاع أن يحقق ذلك بمفرده. نحن بحاجة إلى سياسات جريئة، واستثمارات أكبر، وشراكات أقوى".