Breadcrumb

الأمم المتحدة: تقدم في خفض وفيات الأطفال - ونقص التمويل يعرض المكاسب للخطر

منذ عام 2000، انخفضت وفيات الأطفال بأكثر من النصف والمواليد الأموات بأكثر من الثلث، مدفوعة بالاستثمارات المستمرة في بقاء الأطفال على قيد الحياة في جميع أنحاء العالم، وفقا لتقريرين جديدين صدرا اليوم عن مجموعة الأمم المتحدة المشتركة بين الوكالات المعنية بتقدير وفيات الأطفال.
في عام 2022، حقق العالم إنجازا تاريخيا عندما انخفضت وفيات الأطفال إلى أقل من 5 ملايين لأول مرة. ومع ذلك، تباطأ التقدم ولا يزال الكثير من الأطفال يفقدون حياتهم لأسباب يمكن الوقاية منها.
وقالت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: "ملايين الأطفال على قيد الحياة اليوم بسبب الالتزام العالمي بالتدخلات المثبتة، مثل اللقاحات والتغذية والحصول على المياه الآمنة والصرف الصحي الأساسي. الوصول بوفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها إلى مستوى قياسي منخفض هو إنجاز ملحوظ. ولكن بدون السياسة الصحيحة والاستثمار الكافي، فإننا نخاطر بعكس هذه المكاسب التي تحققت بشق الأنفس، مع وفاة ملايين الأطفال الإضافيين لأسباب يمكن الوقاية منها. لا يمكننا السماح بحدوث ذلك".
خفض التمويل يفاقم الخطر
وحذر التقريران من أن عقودا من التقدم في إنقاذ الأطفال معرضة للخطر الآن بسبب التخفيضات الكبيرة في التمويل التي أعلنتها جهات مانحة رئيسية.
يتسبب انخفاض التمويل العالمي المخصص لبرامج إنقاذ حياة الأطفال في نقص العاملين في مجال الرعاية الصحية، وإغلاق العيادات، واضطرابات برامج التطعيم، ونقص الإمدادات الأساسية، مثل علاجات الملاريا.
تؤثر هذه التخفيضات بشدة على المناطق التي تشهد أزمات إنسانية، والدول المثقلة بالديون، والمناطق التي ترتفع فيها معدلات وفيات الأطفال بالفعل. وحذرت المجموعة المشتركة بين الوكالات من أن تخفيضات التمويل العالمي يمكن أن تقوض أيضا جهود المراقبة والتتبع، مما يجعل الوصول إلى الأطفال الأكثر ضعفا أكثر صعوبة.
تحسين صحة الأطفال ضرورة ملحة
وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: "من مكافحة الملاريا إلى منع الإملاص وضمان الرعاية القائمة على الأدلة، يمكننا أن نحدث فرقا لملايين العائلات. في مواجهة تخفيضات التمويل العالمي، هناك حاجة أكثر من أي وقت مضى لتكثيف التعاون لحماية وتحسين صحة الأطفال".
حتى قبل أزمة التمويل الحالية، كان معدل التقدم في بقاء الأطفال على قيد الحياة قد تباطأ بالفعل. منذ عام 2015، تباطأ المعدل السنوي لانخفاض وفيات الأطفال دون سن الخامسة بنسبة 42 في المائة، وتباطأ انخفاض المواليد الأموات بنسبة 53 في المائة، مقارنة بالفترة 2000-2015.
يحدث ما يقرب من نصف وفيات الأطفال دون سن الخامسة خلال الشهر الأول من الحياة، ويرجع ذلك في الغالب إلى الولادة المبكرة والمضاعفات أثناء المخاض. تعد الأمراض المعدية، بما فيها التهابات الجهاز التنفسي الحادة مثل الالتهاب الرئوي والملاريا والإسهال، الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال التي يمكن الوقاية منها.
وفي الوقت نفسه، تحدث 45 في المائة من حالات ولادة الموتى المتأخرة أثناء المخاض، وغالبا بسبب التهابات الأمهات، والمخاض المطول أو المتعسر، ونقص التدخل الطبي في الوقت المناسب.
تفاوتات صارخة
وفقا للتقريرين، فإن تحسين الوصول إلى رعاية الأمومة وحديثي الولادة وصحة الطفل عالية الجودة على جميع مستويات النظام الصحي سينقذ المزيد من الأرواح.
يظهر التقريران أيضا أن مكان ولادة الطفل يؤثر بشكل كبير على فرص بقائه على قيد الحياة. فعلى سبيل المثال، يبلغ خطر الوفاة قبل سن الخامسة 80 ضعفا في البلد الذي يشهد أعلى معدل وفيات مقارنة بالبلد الذي يشهد أدنى معدل وفيات، بينما يكون الطفل المولود في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكثر عرضة للوفاة قبل بلوغه الخامسة بمعدل 18 مرة في المتوسط مقارنة بالطفل المولود في أستراليا ونيوزيلندا.
التفاوتات في حالات الإملاص (المواليد الأموات) شديدة بالقدر نفسه، حيث تحدث ما يقرب من 80 في المائة منها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب آسيا، حيث تكون النساء أكثر عرضة لولادة الموتى بمعدل ستة إلى ثمانية أضعاف مقارنة بالنساء في أوروبا أو أمريكا الشمالية.
وفي الوقت نفسه، فإن النساء في البلدان منخفضة الدخل أكثر عرضة لولادة الموتى بثمانية أضعاف مقارنة بالنساء في البلدان ذات الدخل المرتفع.